من أعمال التشكيلي السوداني محجوب العوض
قصة

عدالة إلهية


حكمت المحكمة حضوريا ببراءة المتهم / عباس الخشخاش من جميع التهم المنسوبة إليه.. رفعت الجلسة،
كان ذلك منطوق الحكم الذي تلاه القاضي بحق المتهم في قضية تهريب وترويج المخدرات،
بدل المحامي / عادل منصف كل ما لديه من جهد ومعرفة كبيرة بخبايا القانون وثغراته من أجل أن يصل إلي هذه النتيجة النهاية، بالرغم من شهرة المتهم وضلوعه الأكيد في هذه الأعمال الإجرامية، لكن مليونا من الجنيهات كانت دافعا قويا ليعصر خلاصة فكره وذكائه ويفتك المتهم من قبضة العدالة.

تقدم المحامي إلي قفص الإتهام مبتسما وقد علا وجهه إمارات الفرح والسرر، وجه كلامه إلي المحكوم قائلا: ألف مبروك البراءة يا سي عباس.
عباس: الله يبارك فيك أستاذ عادل، تستاهل المليون، و فوقهم حبة مسك
عادل: إنت كريم، ونحنا نستاهل، هذه لم تكن المرة الأولي، وبالتأكيد لن تكون الأخيرة، فعلاقة العمل الطويلة التي تربطنا معا تقول لي ذلك.

رد عباس ضاحكا: نعم صحيح، نحن بدونك لا قيمة لنا، أنت سندنا وظهرنا، عملك القانوني محترف بإمتياز.
تصافح الرجلان بحرارة وغادر كل منهما قاعة المحكمة بطريقة مختلفة.
في طريق عودته إلي المنزل عرج المحامي / عادل علي محل فخم للحلويات وإشتري منه تشكيلة متنوعة مما لذ وطاب، ليحتفل كالعادة صحبة أسرته بالمليون الجديدة التي تضاف إلي رصيده من الملايين التي جناها من أتعاب قضايا الدفاع عن عتاة المجرمين والمهربين والقتلة.
إقترب من منزله الفخم ليتفاجأ بجمهور من الناس تموج في حالة من الفوضي والهرج، مع وجود سيارات شرطة وإسعاف في حالة إستنفار وطوارئ، أوقف سيارته علي عجل ونزل مسرعا في حالة من الهلع والخوف يلتفت يمينا ويسارا وهو يصيح متسائلا: ماذا هناك، ما الذي حصل.

وقع بصره علي إبنه الأكبر في حالة مزرية وقد تلطخت ثيابه ويداه بالدماء بين يدي فردين من الشرطة يجرانه بعنف
في إتجاه سيارة الحجز.
إستوقفهم  وصاح بأعلي صوته في حالة هستيرية: مابك يا منذر ما هذه الدماء التي تغطي كامل ثيابك وجسمك، هل أنت مصاب هل أنت بخير، لم يسمع ردا من إبنه الذي كان في حالة من الضياع والشرود
جاءه الجواب من أحد الشرطيين:
.
.
.
.
أبنك غائب تماما عن الوعي
نتيجة تناوله أقراص مخدرة عالية الخطورة
لقد قتل أمه وإخوته بالكامل.

مقالات ذات علاقة

حَرِيْص

أحمد يوسف عقيلة

مرآة..!!

ناجي الحربي

شوارع الضياع

محمد المغبوب

اترك تعليق