

نهض بكيانه العملاق من قعر فنجان القهوة قبل أن أشربه هامساً لي :
ـ هيا اذبح خروفك قبل أن يذبحك ، وأخبر الناس أنهم بخير، ولا تقلق بهذا الخصوص، فالكذب متبادل يا صديقي .
أجبته وأنا أتناول قرصي بنادول لأعالج صداعاً رافقني منذ يومين :
ــ أولاً ، لم يقبل العيد بعد . وثانياً كيف يذبحني الخروف ، وثالثاً لم أفهم حكاية الكذب المتبادل هذه .
برز من ذقنه الرمادي ذيل مقزز وهو يهمس لي من جديد :
ــ نياندرتال غبي، لا أوان للذبح يا ولد ، أما عن ذبح الخروف لك ، فقد ذبحك بثمنه قبل أن تجهز عليه بسكينك، وأما عن تبادل الكذب فذلك لأن الناس بدورهم سوف يخبرونك أنك بخير . كلكم كاذبون باستثناء الخروف .
هكذا تتبادلون الكذب معشر البشر ، وتتبادلون الذبح أيضاً .
نهضت من مجلسي وأنا أصيح به :
ــ أخبرتك ألف مرة، لست بشرياً، أنا نياندرتال، أنا مجرد نياندرتال مذبوح سوف يذبح خروفه ، وسوف يخبر الناس أنهم بخير .