الإمبراطور الروماني ماركوس أوريليوس (121م – 180م)، الذي يخلد ذكراه في عاصمتنا البهية طرابلس الأثرُ الروماني النفيس (قوس ماركو أوريللي).. كان أيضا فيلسوفا رواقيا، وهو الوحيد الذي أطلق عليه مسمى الفيلسوف من بين الأباطرة الرومانيين، ويعتبر عمله الفلسفي كأحد أعظم ما كتب في الفلسفة القديمة والتنظير في الحكم والإدارة.
قال عبارة مهمة جدا في تاريخ العلم، لو لم يقل غيرها لكانت – في رأيي – كافية بالنسبة لنا، الليبيين، أن نعتز بأثره الحضاري المذكور، الذي تم تشييده عام 163م:
“ما من شيء هو أسوق إلى رفعة العقل، كالقدرة على امتحان كل شيء يصادفنا في الحياة بأمانة وبصيرة موجهة بأسلوب صحيح، والتأمل من هذه الأشياء دائما بطريقة تهدينا إلى خليقة ذلك الكون الذي نحن جزء منه، ومن منافعها وقيمها من حيث صلتها بالكل الكائن”..
يعلق مؤرخ العلم الشهير جورج سارتون على هذه العبارة، مقتبسا منها: ” – أن نمتحن بأمانة وبصيرة موجهة بأسلوب صحيح – تلك على وجه الدقة هي وظيفة العالِم…”؛ بمعنى “أن تاريخ العلم ليس هو في الأكثر تاريخ الاستكشافات، بل تاريخ الأسلوب الذي جعل تلك الاستكشافات أمرا ممكنا”.
إنه أيها السادة والسيدات، “الأسلوب”، الكلمة السحرية التي تختصر العلم والأدب والفن، وربما الدين أيضا!
المنشور السابق
المنشور التالي
- تعليقات
- تعليقات فيسبوك