من بين جميع أشعار العرب لا يوجد إلا بيتٌ واحد منسوب إلى الجنِّ، ولم يُرو عن الجن غيره، كما أنه لم يُنسب إلى جنيّ بعينه، أي أن الراوي لم يذكر اسم قائله من الجن.
وهذا البيت هو:
وَقَبْرُ حَرْبٍ بِمَكَانٍ قَفْرٍ … وَلَيْسَ قُرْبَ قَبْرِ حَرْبٍ قَبْرُ
وحربٌ هذا المذكور في البيت هو حرب بن أمية بن عبد شمس، والد أبي سفيان.
وكان حرب قد قتل جنية متمثلة في أفعى فانتقمت الجن لتلك الأفعى وقتلت حرباً، ثم دُفن في الصحراء.. وفي ذلك قالت الجن البيت.
..
وقد قيل: إن الدليل على أن البيت من شعر الجن هو أنك لا تستطيع أن تُكرر البيت ثلاث مرات متتالية!.
ذكره إبن كثير في “البداية والنهاية”.(1)
وابن سعيد الأندلسي، في كتابه “نشوة الطرب في تاريخ جاهلية العرب”.
والدكتور جواد علي، في كتابه “المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام”.
..
أما في ليبيا فقد رُوي بيتان من الشعر عن الجن..
حدثني من لا أتهم أن أحد أجدادنا الليبيين وكان اسمه “عمران” قتل تيس ودان، ولم يكن يعلم أن التيس جني، فاجتمعت الجن لليثأروا من عمران لأخيهم، وعندما وصلوا إليه وجدوه قد خطَّ دائرة حول مرقده وقرأ آية الكرسي ونام، فلم يقدروا على الاقتراب منه، فأنشدوا:
تيس الودان … قتله عمران
خطط وارقد … ملعون الجد
_______________________
(1)- وكذَّبه الجاحظ في “البيان والتبيين”.