المقالة

أوسكار 2019

بدموع الفائزين وخيبة أمل المرشحين وأناقة نجوم السينما على السجادة الحمراء ومداعبات مقدمي الحفل أسدل الستار على دورة أخرى من ماراثون السينما العالمية ( الأوسكار ) مخلفاً كعادته أضواء كثيرة حول مواضيع تخص العروض الإعلامية والمشاكسات السياسية، إضافة إلى هامش يتعلق بأخبار ونتائج المسابقة، حتى أن تعليق الرئيس ترامب وبدلة المغني بيلي بوتر النسائية وجدت انتشاراً أوسع من صور بعض الفائزين والكثير من المرشحين لنيل الجوائز على صفحات الصحف العالمية و مواقع التواصل الاجتماعي.

أوسكار 2019 كما أحسب انحاز للسينما والفن قياساً بما أفرزته النتائج في السنوات الماضية، فمازالت علامات الاستفهام قائمة حول أحقية نيل بعض الأفلام للجوائز في تلك الدورات، وقد تطرح أسئلة مماثلة عن هذه الدورة رغم توفرها على حدود مرضية من الجودة من وجهة نظري، وسنسعى عبر هذه الإطلالة السريعة إلى عرض موجز عن أهم الأفلام الفائزة في هذه الدورة.
الفيلم المتحصل على جائزة أفضل عمل (   الكتاب الأخضر ) تناول موضوع التمييز العنصري من زاوية ذكية وغير مملة بعد دمجها بأفكار ورؤى أخرى، ففي عالم تحكمه القوانين العنصرية يعمل رجل ابيض من أصول إيطالية في جولة موسيقية كسائق خاص لرجل أسود يمتهن العمل الموسيقي ويسلك سلوك وممارسات الطبقات النبيلة، وأثناء الجولة يتسع المجال بين الرجلين لطرح رؤاهما بطرقهما المختلفة عن الحياة والناس، الأمر الذي يتزامن مع موقف مجتمع البيض المتناقض من الرجل الأسود.
و نال المخرج المكسيكي ألفونسو كوران عن فيلم ( روما  )  جائزة أفضل مخرج بعد أن ترشح لعدد ( 10 ) جوائز نال منها ( 3 )، فإلى جانب الإخراج تحصل روما على جائزة أفضل فيلم أجنبي وجائزة أفضل تصوير سينمائي.يسرد الفيلم عاماً تقريباً من حياة أسرة تعيش في حي مكسيكو أثناء مواجهتها خطر الانفصال والتفكك بسبب نزوات الوالد الذي هجر عائلته واستقر في منزل آخر مع امرأة أخرى، في هذه الأثناء تواجه خادمة المنزل مشاكل مماثلة وتتعرض للهجر من صديقها بعد أن علم بحملها، لتتشارك سيدة المنزل والخادمة الهموم، وتواجها مصيريهما بشجاعة بعد أن تلقت كل منهما الدعم من الأخرى.
نصيب الأسد من الجوائز عاد إلى فيلم ( افتتان البوهيمية ) بعد أن تحصل على عدد ( 4) جوائز من ( 5) ترشيحات وهو عدد كبير من الجوائز قياساً بعدد الترشيحات، رغم أن ( 3) جوائز منها تقنية أما الأخرى فنالها الممثل الأمريكي من أصل مصري رامي مالك عن فئة أفضل ممثل، وجسد رامي في هذا الفيلم ببراعة جزءا من سيرة حياة مغني الروك الإنجليزي الشهير ( فريدي ميركوري ) الأمر الذي أهله لنيل معظم الجوائز التي رشح لها عن هذا الفيلم وفتح أمامه آفاقا جديدة في عالم السينما.

مقالات ذات علاقة

ما فعل السفهاء بنا

سالم العوكلي

زمن حقيقي

يوسف الشريف

(بلدُ الطيوب) .. لا تطفئوا الشموع

المشرف العام

اترك تعليق