

كنعناعٍ حزينٍ
جائعُ النغم
مازلتُ
أغسلُ وجه الليل
من ملح الغياب
في محرابِ
شوقها الصوفي
وجداً لا ينضب
و نبوءة مؤرخة
بدم الياسمين
تائهٌ في مدارها
كبحة النجوم
حين يندلقُ الغناء
من ثغرها
و كأنه لهفة التنزيل
في سكرة الرؤيا
و مفازة التأويل
مغرداً نعناع قلبها
أجملُ ما يكون
على غيمةٍ من شعرٍ
هي لم تحفل
بصمت الغناء
تلك مواصفات
السُكر و المقام
مغشياُ عليها
ذاك الفراغ البليل
يسقطُ
قليلاً
قليلا
في رحمِ
خيالاتها العصية
قصيدةٌ
لها رائحةُ الليل
و طعم العنب الأشقر
هي أشدُ و جعاً
من بكاء البلابل
و أشد انهماراً
من ثلج الشتاء
تحت أقدام
الأطفال الغرباء
ليغضب الحب
كما يشاء
أمام مناجل
الأخيلة المطفأة
و ليبكي
القصيد الرهيف
المنذور
بالمن و السلوى
بالمواويل الحزينة
على أطلال
الموت الجميل
ساعة
الخواتيم المُضاعة !