علي الطاهر
إنها تنطق لونا كما ننطق نحن حروفا وكلمات ، تختزل المساحة اللونية في قالب كلمة تصاغ بشعيرات الفرشاة ، ولك أن تتأمل أثر الفرشاة الدقيق جدا في لوحاتها التي تنبض بما تبض به قلوبنا المتعطشة للفن والباحثة عن الجمال ، إنها الفنانة : عائشة السنوسي.
من فناني فزان، أبلغ من كلامنا عنها ألوانها التي تستدرج الرائين حتى توقعهم في ظلال المعنى وشباك الفكرة، سدت عن الشرود الثغر ، فلا تستطيع إلا أن تبقى مستمتعا بما خاطته يداها من حزم الضوء والظل.
الفنانة عائشة هي من مواليد مدينة سبها. درست الفن أكاديميا فقد تخرجت من من المعهد العالي لإعداد المعلمين شعبة الفنون الجميلة.
ولأن هوايتها الرسم أجرت تغييرا على مسارها العلمي فبعد أن تحصلت على الشهادة الثانوية وبدل أن تدرس الكلية رجعت إلى معهد المعلمات لأنه يحتوي على التخصص الذي ترغبه هي فلم يكن بالكلية وقتها تخصص فنون جميلة..
تدربت الفنانة عائشة معتوق فتره من الزمن على يد الفنان الكبير علي بن بركه رحمه الله ومن ثم بدأت بالاحتكاك بالفنانين الآخرين الذين أصبحوا فيما بعد زملاء لها.
سيرة هذه الفنانة لا يمكن أن نختصرها في هذا التقرير ولكن نذكر ما بدا لنا من سيرتها الفنية التي تضج ألوانا وتختلط قزحا، فقد شارت الفنانة عائشة في معارض كثيرة داخل ليبيا وخارجها فمن مشاركاتها المحلية قامت بعدة معارض في مدن شتى منها: مرزق الجفرة طرابلس الشاطي سبها وغيرها من المدن الليبية وكان لها مشاركات دولية نذكر منها: المغرب وفنلندا ومصر وتونس.
أخذت الفنانة على عاتقها من رسالة الفن أمرين مهمين تسعى لترسيخهما، هما التراث والمرأة، وكلاهما ينضخان جمالا، فلا تراث بدون والمرأة ولن تجد المرأة إلا في جانب التراث، أخذت الفنانة في نشر رسالتها الفنية لا بالقيام بالمعارض فحسب بل مدت للجيل اللاحق يد الموهبة والصقل والاهتمام، فأخذت بمن يملكون هبة فنية لترسم لهم طريقا واضحا يتخذه أي منهم ليكون مسلكا في حياته الفنية، وهذه من رسائل الفنان إضافة إلى نشر الثقافة البصرية ورفع ذائقة المجتمع لتكون بمستوى الفن الذي أعطاه الله لكل فنان.
التحية لهذه الفنانة الرائعة عائشة السنوسي.
