لا شيء غير مركبنا الصغير
يشدنا إلى حجر البداية
الشعر مركبنا الصغير
يا حمالة النبيذ
نرتعُ في مداه
نقرأُ طالع فنجان قهوة الليل
و نهبطُ حيثُ ملجئنا الأخير
برهان طفولتنا النائمة
تحت بياض شجرة العنب
نرسمه بدمنا الأرجواني
بشغف الحنين إلى يمامٍ
كان سجين القفص في أحلامنا
في صمتِ هذا الليل
أرى صورتكِ تسمعني
و صوتُكِ يرتشفُني
قطرةً
قطرة
يُحاصرني كمٌ هائل
من الفقد
فلا أجدني
أذكر أننا ننامُ في العراء
عندما كنا صغارا
تأكل من قلوبنا عصافير الجنة
نركضُ في أزقة الطفولة الطروب
حين لا تملك لنا سوى
أن تبلل ريقنا بحلوى الغناء
فلا يطيب لنا نحن الصعاليك
التلذذ بأكل الرمان
إلا بعد هطول المطر
على أعلى ربوة في السانية
كنا نغني
رغم المطر
و لهفةِ جدتنا لنا
حين يثملُ الطين اللذيذ
من تقبيل أقدامنا الحافية
و من جارتنا الشبقة
نسرق العنب
لنقتفي أثر النبيذ
العائد من روائح نهديها
تكتمُ أفواهنا الفراشات
من الضحك
و تطير بنا بعيداً
عن وطن الملح بأجنحةٍ
من وردٍ و حلم
و عند مفترق الطفولة
تكبر بنا ا لأحلام
في أحضان القرنفل الحزين
نعج بالغناء و النبيذ
طفولةٌ من قرنفل
نرتب فوضى الحنين
بقلوبٍ سمراء الثمر
تحت سماء نجم ضاحكٍ
على طفولةٍ منسدلة النور
لا تهرم و لاتموت
من الظمأ