من رسومات كافكا.
شعر

كافكا في بيتي

من رسومات كافكا.
من رسومات كافكا.
الصورة: عن الشبكة.

 

بالأمس قرأت بعضا من

“كافكا على الشاطئ”

وأعددت طاجين سمك

في الفرن ،

ونمت دون أن أكتب

نصف كلمة .

لكني أستيقظت فجأة

هناك ,

” أجلس على حافة العالم

وأنا في بحيرة بركانية مبددة

كلمات بلا حروف

تقف في ظلال الباب

نور القمر يشع على سحلية نائمة

والسماء تمطر سمكا صغيرا

وخارج النافذة جنود يسرقون

أنفسهم لكي يموتوا ”

 

لا زلت لا أفهم ما المغزى

من وجود أسلاك شائكة

على شفتي ،

وسكين ،

في الواحدة صباحا

في يدي!

أنحني بثقل لوضعها أرضا

وإذ بقط أسود ينظر إلي

بأستغراب ويسألني

بصوت أكاد أعرف صاحبه

غير أني لا أفعل ،

ماذا فعلتي البارحة ؟

لا يثير القط

ولا صوته

أستغرابي ،

ما يثيرني حقا ،

ماذا حل بطاجين السمك

الذي في الفرن ؟

أغير وضعية نومي قليلا

ودون أكتراث

أواصل النوم ،

أشعر بالدفء يغمرني

حتى أكاد أهذي

بالشعر .

لكن خدر مفاجيء

يصيب أصابع يدي

ويوقظني مجددا ،

لأجد نفسي وقد أنتهيت

للتو ،

من تنظيف المجمد ،

أعيد ترتيبه على عجل ،

وأركض لفتح الباب..

لا أحد هذه المرة أيضا ،

رائحة السمك في كل مكان

والضوء ساطع ،

أسمع ذلك الصوت مرة ثانية

يكرر سؤاله ،

ماذا فعلتي البارحة ؟

أنظر إلي الأسفل

القط الاسود ذاته ،

ولكنه هذه المرة يقف

خلف الباب ،

اتراه من طرق الباب

أحاول التفكير بالأمرين ،

وإذ بالهاتف يرن

زوجي يخبرني أن رحلته

تأجلت إلي أجل غير مسمى

بسبب سوء الطقس ،

أضع الهاتف جانبا ،

أفتح التلفاز لمشاهدة

الأخبار ،

المذيعة تصرخ ،

سمك ، سمك ، سمك

السماء تمطر سمكا

في كل مكان ،

أنظر للساعة ،

بجانب السرير

“الواحدة صباحا

وأثنى عشر سمكة

أو دقيقة” ،

وأنا في سريري ،

أرتشف بواقي قهوة

البارحة ،

أجمع السمك المتناثر

في كل مكان حولي

وأسلمه لأول موجه

على الشاطئ ،

أعيد كافكا لرف

الكتب ،

أنقص من حرارة المكيف

وأنام دون أن أكتب

أو آكل ،

أو أطعم القط الأسود

سمكة واحدة !

مقالات ذات علاقة

امرأة افتراضية

جمعة عبدالعليم

الحمى

هدى الغول

اجْخرّة* أو ساراجينا

عاشور الطويبي

اترك تعليق