حوارات

بصراحة مع الأديبة شريفة القيادي: هي ليبيا هي ليبيا رب يحفظها من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها

هي ليبيا هي ليبيا رب يحفظها من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها

اهتمامي باللغة العربية فوق كل اعتبار لهذا تجدني أقع في مشاكل مع الآخرين

كانت عقيدتي في الرجل الليبي الاحترام والرجولة

حاورها: المختار الجدال

 الكاتبة: شريفة القيادي

* كيف كانت بداياتك في الأسرة والمجتمع؟

– البداية كانت في العائلة كان فيه اهتمام بينا، ذكور وإناث بالرغم من أن والدي كان غير متعلم والوالدة كانت هي الأخرى غير متعلمة ولكن كان هناك اهتمام بتوجيهنا لاقتحام التعليم فتوجهت إلى مدرسة المدينة القديمة. في الصف الرابع انتبهت المعلمة زكية الكيب معلمة اللغة العربية لكتاباتي في الإنشاء فكانت تكلفني بقراءة الدروس على الطالبات. ثم بدأت أقراء الكتب التي كانت متوفرة في بيتنا مثل مجلة السندباد وروايات أرسن لوبين وشارلوك هولمز واغاتا كريستي. في الصف السادس والدي غضب مني لأني لم أنجح في الدور الأول فأجبرني على دخول دورة خياطة فنجحت في دورة الخياطة ولكني رسبت في الصف السادس فنقلني والدي إلى مدرسة جامع المغاربة حيث أعدت السنة الدراسية وتعرفت على صديقتي المرحومة لطفية سعد عاشور ، والدي ووالدتي كان لا يمنعاني من التعرف على الآخرين ونجحت في الصف السادس. في تلك الفترة كانت هناك مظاهرات ضد الفرنسيين وضد اليهود حيث كان الفلسطينيين يخرجون من بلادهم وبدءوا يصلون إلي طرابلس وكان هناك غليان شعبي ضد اليهود فتعاطفت مع الفلسطينيين وكانت مديرة المدرسة، كان أسمها مارسيل لوبات التي كانت تمنعنا من أن نبدي تعاطفنا مع إخواننا الفلسطينيين ثم تولت بعدها الأبله رباب أدهم فاستوعبتني الأبله رباب وساعدتني على الدراسة والاهتمام والابتعاد عن المشاكل مع أبلة اللغة الإنجليزية التي كانت تنفذ أوامر مارسيل لوبات بحذافيرها وبالمناسبة أبلة اللغة الإنجليزية كانت فلسطينية . فانتقلت إلى مدرسة الحرية الموجودة بباب الحرية وهناك واصلت دراستي. كان والدي يرافقنا إلى السينما وكان يرافقنا أيضاء شقيقي إبراهيم وكانت دور العرض تقيم عروض خاصة للنساء ، تعرض المسرحيات عن طريق جمعية النهضة النسائية و تقام عروض مسرحية خاصة بالنساء فتعرفت على عمران راغب المدنيني ومحمد الهادي الشريف ومصطفى الأمير، كان ذلك في فترة الستينيات من القرن الماضي.

* أول مقال كتبتها شريفة القيادي؟

– كتبت أول خاطرة وأنا في الصف الأول الثانوي وكانت بعنوان الحب. وأرسلتها إلى الأستاذ محمد الشاوش في جريدة طرابلس الغرب ولم تقم الجريدة بنشرها ولكنه رد بخاطرة تعارض خاطرتي دون أن يذكر أسمي كان عنوان الخاطرة – الذين لا يعرفون الحب -.

حاولت الوصول إلى فوزي الطاهر البشتي لأنه كان في جريدة الرائد فأرسلت إلى ابن خالي الذي كان يسكن جارهم وكان يعمل بها الأستاذ المرحوم عبداللطيف بوكر ورئيس التحرير المرحوم عبدالقادر بوهروس فذهبت إلى الجريدة في شارع الرشيد وكنت اسلم الخاطرة دون الاتصال بأحد أو التعرف على أحد وكانوا ينشرون لي الخواطر . بعد ذلك انتقل مقر سكني إلى حي الأندلس والمكان بعيد وكان صعب أن أصل إلى الجريدة فساعدني المرحوم أمحمد مهلهل الذي كان قد ساعدني عندما حدثت لي مشكلة مع مدرسة الجغرافيا في الصف الثالث إعدادي . كانت المشكلة عندما كانت الأبله سعدية تشرح عن دولة ايرلندا فسألتها من هو رئيس ايرلندا فلم تجيبني فقلت هي لا تعرف وعاقبتني مديرة المدرسة عندما استدعتني وسألتني ماذا قلتي للابلة فأجبتها قلت لها إنها لا تعرف .

أصبت بتشنج ونقلت إلى المستشفى وتم معالجتي وعندما عدت إلى البيت كتبت موضوع في جريدة طرابلس الغرب مع زميلاتي دون أن أذكر أسمي فنشرت الجريدة المقال فتعرفت على المرحوم أمحمد مهلهل بعد ذلك ومنذ ذلك التاريخ كل ما نشرته في جريدة الرائد كان ينقله للجريدة المرحوم أمحمد مهلهل حتى عندما أصبحت مشرفة على الصفحة الثقافية بالجريدة ثم وأنا طالبة في الجامعة، وتوقفت عن الكتابة عندما سافرت إلى أمريكا .

انقطعت عن الكتابة الصحفية في أمريكا ولكني تحولت إلى كتابة الروايات فكتبت رواية البصمات .

في أمريكا كنت طالبة في كلية فونت بون عندها لاحظت الرجل الليبي عندما يسافر للخارج فحدث عندي انقلاب في عقلي وفكري وفي عواطفي ومشاعري . عندما وجدته تارك زوجته في ليبيا وهو له صاحبة ويترك الصيام ويذهب إلى الأندية الليلية ، تصور كنت ارفض أن يقوم زوجي بدعوة هؤلاء إلى وجبات الإفطار وأن يختار الملتزمين فقط .

طبعاً كانت عقيدتي في الرجل الليبي الاحترام والرجولة وكنت أنظر لكل رجل على أنه مثل والدي وأخي وجارنا ولم أكن أتصور أن الرجل الليبي تأخذه مثل هذه الاسفافات .

كتبت البصمات عندما سافرت وكنت متأثرة بالنكسة كنا جاهزين لقبول عودة الفلسطينيين إلى بلادهم حتى في مناقشاتي مع الأساتذة في الكلية ولاحظت أن اليهود هم المهيمنين على المجتمع الأمريكي . بالرغم من أنني كونت صداقة مع بعض اليهود في أمريكا أحدهم تفهم وضعي كصائمة وقال لي ذات لابد أن تذهبي لتجهيز وجبة إفطارك .

فكانت البصمات حول موضوع الفلسطينيين واليهود.

* لماذا درستي في فونت بورن .للراهبات ؟

– لأنها كانت اقرب كلية لمقر إقامتي ولا علاقة لها بالراهبات .

* ماذا كان موضوعك في الماجستير ؟

– كتبت في موضوع رحلة القلم النسائي الليبي تحت أشراف الدكتور عماد حاتم

كنت قد قدمت لمركز الجهاد ولكن لم أجد من يشرف على هذا العمل فالتحقت بالدراسات العليا بعد أن تعرفت على الأستاذ المرحوم عبدالله الهوني كان رئيس قسم اللغة العربية فاتصل بزوجي بعد أن كان قد قراء الموضوع في مجلة البيت .

في نهاية الدراسات العليا قدمت بحث للدكتور عبدالرحمن عطية بعنوان ليلى التيمورية فشك الدكتور عبدالرحمن في كوني أنا من كتب أم لا فذهب إلى رئيس القسم الأستاذ عبدالله الهوني فرد عليه قبل أن يتأكد نعم هي من كتب ذلك ولا مجال للشك . فاعتذر مني د عبدالرحمن

وعندما تم تكليف الدكتور عماد حاتم بالأشراف على موضوعي سألني وهل هناك كاتبات ليبيات تستطيعي أن تكتبي حول الحركة الأدبية الصحفية في ليبيا وكلفني بإحضار عدد من الأسماء بعد فترة فقلت له لا يا دكتور أكتبهم الآن فكتبت له قائمة بالأسماء فقال لي أنت أصبحت مصدر في الموضوع فكتبت عن ثلاثمائة امرأة .

 

* ماذا تعني لك ليبيا ؟

– هي ليبيا هي ليبيا رب يحفظها من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها بعاداتها بتقاليدها بفرحها بحزنها برخائها هي ليبيا وأنا تحصلت على عدة فرص أن أبقى خارج ليبيا ولكن قلت أنا لن أستغنى عن ليبيا .

* أنت تمثلين جيل تمرد على ثقافة المجتمع كيف ترين ذلك ؟.

– أنا لم البس الفراشية والدي هو من فرض علينا عدم ارتداء الفراشية دخلنا المدرسة كان في تاجوراء عيب تخرج الفتاة للمدرسة وأنا أصلي من تاجوراء .. ولكن والدي كان صاحب محلات الدرجات وكان يسافر كثير وكان مثقف وغير متعلم وكان يسمح لنا بالتعلم ويعتبر التعليم جزء مهم من الحياة .والدتي كانت عندما تذهب إلى تاجوراء ترتدي الفراشية .

كل زميلاتي لم يدخلن الجامعة لان أولياء أمورهم كانت ثقافتهم الدراسة يجب أن تقف قبل الجامعة وأن الجامعة ليست للفتيات .

* هناك نساء ليبيات الجهمي، العويتي، القبائلي، النعاس من هي الأقرب لشريفة القيادي ؟

– أكثر واحدة قريبة مني مرضية النعاس مسكينة تعرضت لجرح عميق واكتشفت أن وضعها كان أسواء مني خديجة الجهمي رحمها الله عندما عدت من أمريكا في بداية السبعينات ذهبت إليها في شارع المعري وتعاونت مع مجلة المرأة الجديدة التي كانت تشرف عليها الأبلة خديجة .

* المرحومة جنينه السوكني.

آلمني تعرضها للمرض كانت حركية ومجده لم استوعب ذلك ولكنه أمر الله تعرفت على والدتها حسيبه وحضرت وفاتها .

* الجرائد والمجلات التي نشرت أبدعاتك ؟.

– الرائد ومجلة الإذاعة الليبية . هذا قبل الثورة وبعدها كتبت في كل الجرائد والمجلات ولكن كانت أغلب كتاباتي بمجلة الأسبوع الثقافي التي كان يرأس تحريرها المرحوم سليمان كشلاف وكتبت في الناقد العربي وفي الناشر العربي .

* لابد أن تكون لك قصة لكل قصة كتبتيها ؟ .

– الشفاه الرقيقة وهي في الأصل بعنوان لعبة بعض الرجال وشاركت في المسابقة وحضرت من لندن وتحصلت فيها على الترتيب الأول في سنة 1974 . وكان معي شاعر من درنة لا يذكرني أسمه وكانت معي الأستاذة لطفية القبائلي .

كأي امرأة أخرى . جمعت فيها كل القصص التي كتبتها من بداية الستينيات . قدمت هذه المجموعة باسم الجميع في خدمة السلطان والإهداء كان إلى أمي رمز الجميع تدخل الأستاذ خليفه حسين مصطفى وسألني من هو السلطان فقلت له عندما أهديت المجموعة إلى أمي رمز الجميع معناه أنه الرجل .

* كيف كانت قصة هذه القصة ؟

– القصة كانت على لطفية عاشور وكانت أكبر مني وتمنيت أن أعيش فترتها وكانت مجموعة من المواقف التي تفرضها العائلات في الزواج ولم تنجح تلك الحالات فتمنيت أن أكون من جيلها . في تلك الفترة كان الطلاق عار فكان المجتمع غير مستوعب عملية الطلاق فكانت الزوجة مضطرة أن تساير الرجل وأن تتحمل ما يفعله الرجل حتى وأن كان يشرب الخمر فتمنيت لو كنت من ذلك الجيل حتى أصحح بعض الأوضاع.

* كيف كانت قصة الستلايت ؟.

– كان في رائي أنه عندما وصلت التقنية إلى هذا الحد وجاءت الفرصة لكي ننطلق ونشاهد العالم فحدث نقاش بيني وبين زوجي عندما قررنا أن نشتري ستلايت فكان رائيه أن يحدد مواعيد مشاهدة البنات للفضائيات وكان رائي أن يكون هو موجود طول الوقت لكي تلتزم البنات بالمشاهدة وذلك بتحديد الإذاعات التي يمكن مشاهدتها . والمجتمع كان مع الرجل ضد المرأة دائماً حتى في موضوع الستلايت .

* من الكاتبات العربيات؟

– قراءت للجميع ولكن تعجبني مي زيادة كانت رائعة وقراءة لزينب فواز أنا أحب كل كاتبة عربية . وخاصة زينب فواز وتأثرت بها فهي قد اضطرت أن تخرج من جبل العامل بجنوب لبنان وأن تعمل شغالة عند أسرة أرستقراطية وزوجوها إلى رجل غير مناسب لها فلم يستمر الزواج وتم الطلاق وفرض عليها أن يختار لها زوجها السابق الذي كان ابن عمها والوصي عليها يفرض عليها أن يزوجها من يختار لها من الرجال .

فهربت إلى بيروت وعملت عند أسرة مصرية التي قررت العودة إلى الإسكندرية ورافقتهم زينب فواز وأبدعت في مصر عندما تحررت من قيود المجتمع .

* نشاطك الإذاعي ..

– كتبت للاذاعة عدة برامج كان أهمها صورة المرأة في قصص الكتاب العرب وأصريت على أن يقراءه بشير الشيباني عن طريق الأخ الدكتور عبدالله مليطان الذي عرفني بالإذاعة وكانت بداياتي في برنامج ركن الطلبة عندما كان يقدمه عمران راغب المدنيني عام 1963 ثم عندما قدمه فوزي الطاهر البشتي .

كان يعجبني صوت المذيعة ناجيه الطرابلسي وكانت كاتبة ومثقفة رائعة .

* لماذا كانت كل كتاباتك ملتزمة ؟

– والدي كان يقراء كتاباتي لهذا ابتعدت على الألفاظ والعبارات التي تسئ للمجتمع ولا تجد في كتاباتي أشياء غير لائقة .

* هل شريفة الانسانة راضية عن شريفة الأديبة ؟

– راضية جداً لوجود توافق وتكامل لا نني مثلاً لا أدعوا للأخلاق وأنا غير ذلك .

* كلمة أخيرة ..

– أكن كل الاحترام والتقدير للأستاذ محمد طرنيش وهو شخصية محترمة ومهذبة وساعدني كثيراً والأستاذ عمر الككلي والأستاذ إبراهيم حميدان .

اهتمامي باللغة العربية فوق كل اعتبار لهذا تجدني أقع في مشاكل مع الآخرين وانزعج كثيراً من ذلك . وعلاقتي بالناس دائماً محاولة تقييم الاعوجاج أو أنسحب.

يفترض أن يكون هناك فروع لمجلس الثقافة العام في طرابلس وبنغازي لأنه بصراحة بالنسبة لنا العنصر النسائي يصعب علينا الاتصال به ومراجعته .

عن موقع جيل ليبيا

مقالات ذات علاقة

الكاتب فرج الترهوني: نحيا كابوسًا والوطن يتباعد كل يوم

محمد الأصفر

هكذا كتب عمر رمضان على هامش التاريخ

المشرف العام

عمر جهان وجمالية فن اللحظة وعمق الروح

إنتصار بوراوي

3 تعليقات

بشير الزرقانى 20 أبريل, 2012 at 23:48

بسم الله الرحمن الرحيم … اجد من الموسف ان اجد مقالا عن الكاتبة شريفة القيادى ولا اجد التعليقات وكلمات الشكر والتنااء تملى الشاشة بالتفاصيل … وهدا وان عبر عن شى فلا يعبر عن قيمة شريفة القيادى فى الكتابة والادب . انما يعبر عن الحقيقة المفجعة للواقع التقافى التى تعيشه ليبيا بشكل خااص … احمد الله انى قرائت لشريفة القيادى عددا لاباس به من القصص اجدها فى مجملها غااية فى الابداع والروعة والجمال .. والتمييز عن بااقى ما قراءت من كتاب وكاتبات اخرين … شريفة القيادى تفاجئك بتعابيرها وسردها الغاية فى الترتيب والبلاغة والدى يغمرك بالنشوة والحماس ويملائك بابتسامة الاعجاب والرضااا … اقسم انى احيانا كتيرا اجد نفسى مبتسما من تلقااء نفسى بعد الانتهااء من قراءة احدى روائعها الجميلة … وشكرا

رد
حسين 30 مارس, 2014 at 18:09

لو سمحت رقم هاتف الكاتبة شريفة القيادي او ايملها لان لدي بحث عن الكاتبات الليبيات وهي واحدة منهم؟

رد
المشرف العام 31 مارس, 2014 at 08:58

برجاء الاتصال على إيميل الموقع

تحياتي

رد

اترك رداً على حسين