

:
كظلٍ نازفٍ خلفي
تلفُني تلك الرعشات
أمام مواقد الحنين
:
منذُ ألف وجع ونبيذٍ مُر
و أنت طريداُ منبوذاً
لقيط الضوء و الغناء
تلعنُكَ القصائد الأنيقة
و تحتفي بك الأرصفة الخائبة
المالحة بلا أحلام
:
أيهاُ النُعاب
أبيضٌ أنت رغم مرارة الخذلان
و بين الولادة و الموت
مازلت تبتكر الغناء
جائعٌ للدفء
و خديعة الحُب
:
لم تحظى بعد الرحيل
إلا بالسواد يلمعُ في مناجل
التطير حين تبدأ الرقص
على أعلى سلمٍ من النعيق
القبيح اللذيذ !
:
تنسى أيها الغُراب
و أنت تُدرك أنك أبيضٌ ملعون
يرى في البياض أحتمالاته
يخلعُ عنه ريش العتمة
مُنسدلاً في الفضاءات
بين حبيبةٍ رحلت و قصيدةٍ
كانت له و طناً من ياسمين
:
تمسحُ عن وجهكَ ألف قافية
تهجركَ طمأنينة الأنبياء
:
كمٌ هائلٌ أنت
من الخيبات مُبحراً بين
منفىً و منفى
مُبحراً بكلِ هذا الظمأ
وحيداً بلا ضوء يؤنسُ
وحشةَ الروح
:
وحيداً كأنك لم تكن
فارغاً تئنُ من الخواء
بلا نبيذ من ورد
راحلٌ بلا جِراب
إلى جُرحكً المتناثر تمضي
:
ككل الذين تأبطوا أحزانهم
و تهجوا خطيئاتهم .. تمضي
:
ملعونٌ بفجرٍ كاذب
بخبزٍ جائعٍ كاذب
بشعرٍ أشقرٍ كاذب
بعشٍ أزرقٍ كاذب
:
بوطنٍ و حبٍ
كاذبٍ
كاذب .
________________________
2 / 8 / 2018 … ليبيا