البانوسى بن عثمان


عندما شاهدوه وهو يُغطي حيز واسع من مساحة سوق أثينا القديمة ، بمنتوجه من القمح وزيت الزيتون ، قالوا عنه بأنه ، دائما يأتي بالجديد . فقد كان يحمل فوق ذات ألواح ودُسر ، ما فاض عن حاجته ، مما تنتجه حقول القمح والزيت بأرضه ، ويعبر بها إلى الضفة المقابلة ، كان دائما يجدًهم في استقباله بترحاب كبير . هكذا كانت تقول بعض الروايات ، وأحياننا تذهب بعيدا فتقول ، بأنه في مرًات عديدة ، يتصادف وجوده بأعياد تقام على الضفة المقابلة . كان دائما يلتقي عرضا وعلى نحو عابر هناك بعرًافة دلفي ، وكان دائما يلمح بريق إعجاب غامض يفيض من عينيها ، ذات مرًة حاول سبًره ، ولأمر غامض فى نفسه , عدل عن ذلك . . وحدها روما . أتت بعدما عبرت اليمّ إلى حيت هو ، تدافعا معا ، سالت دماء ، هُدمت بيوت ومدن ، ثم شرعت في تجًريف حقوله بعدما زرعتها ملحا ، بأسنة محاريث تجرها البغال ، كي لا يعاود عبور البحر ثانيتا . .
اندلق وعاء الزمن المستحًلب ، فانطوت معه صفحات ، تضم أحدات هامة . مع ما سُفح منه ، ولم يتبقًى بالوعاء إلا القليل ، طفحتْ على سطحه ، صورة ( الدوديشى ) بهيئته الضخمة ، برفقة جنراله العتيد ، كانت تتغطى ملامح جنراله بعبوس ظاهر . كان اثنانهما منشغلين بكيًفية زيادة تعزيزاتهم العسكرية على الضفة المقابلة . بعدما عبروا البحر إليه ، يقتفيان بذلك . اثر جيوش روما القديمة . ليجعلوا منه . وساحله . هذه المرًة شاطئهم الرابعة ، وبوابة يتسربون منها . نحو المدارات الاستوائية الحافية القدمين ، الغارقة بلونها الابنوسى . في أشعة الشمس الملتهبة .
لقد صادف جنرال الدوديشى ، أتناء تقدمه على الشاطئ الرابعة ، بعوائق ومتاعب جمًة ، كان يضعها في طريقه , ليُوقف زحّف تقدمه . وبرغم الفارق فى العدًة والعتاد بينهما . لم تتراجع ارادته . ولم توهن عزيمته . فظهر أمام الجنرال ، عصًى على التطويع حتى الكسر . كان ذلك يظهر بوضوح فى (المواقع ) دون (المواضع) ، التي يتخذ فيها هيئة شيخ يلّتحي الوقار ، متسلح بقلب شجاع ، وليس بيده سوى بندقية مع لجام فرس . يُدير من فوق صهوته . تدافع خشن مع موت يتجلبب الفولاذ ، يزحف مجنزرا بصخب نحوه . . وفى أحايين كثيرة ، كانت هيئة الشيخ الوقورة ، تتماوج و تتداخل مع وجهها الأخر في (مواقع ) أخرى . فيظهر فيها . وهو يثنى ساقه إلى ورًكه ، ويشدّهما بحبل ، عاقلا نفسه ، ليصد بها موت مدجج . .
دائما وفى كل ( المواقع ) ، كان يفعل ذلك ، شرقا و جنوبا وغربا وفى جميع الاتجاهات والفصول . . . ففي يوما شتائي متجمد الأطراف ، يغلّفه زمهرير صحراوي قارص ، شاهده الجنرال هناك ، في (موقعة ) الشبً ، وهو يترك عروسه في خدرها للانتظار ، ويندفع حاسر الرأس ، نحو الموت ، ليعيق تقدمه ويسدً الطريق في وجهه ، ليمنعه ويرده عن محيطه . بعدما عقل نفسه وفخخها بموت شبه اعزل . كان ذلك في يوم بطعم الشبً صنو العلقم . لا يطيق مرارته إلا من كان مثله .
وفى ( المواضع ) التي ليست (كالمواقع) ، كان يظهر فيها مختلفا ، رخوا ، ملتبسا ، حائرا ، عاجزا عن التميز بين الحياة والموت . فتتبدى هشاشته بوضوح ، وهو متراجعا للملمت شتات نفسه ، وتدفعه ( المواضع ) أحياننا . إلى التسرب نحو البعيد ، نحو مفازات القِبّلة المترامية الأطراف ، فتتدخل هذه مع الزمن . في صياغة وتشكيل لونه ولسانه وحتى ذائقته . .
كان جنرال الدوديشى بعسًكره ، يحبّذ ملاقاته في ( المواضع ) لا ( المواقع ) . ففيها يظهر الجنرال وعسًكره ، اقل توترا ، بل تكاد ملامح الجنرال تتغطى بالارتياح ، لولا خشونة ملمسه العسكري . فيذهب الجنرال ، لترًسيم تلك ( المواضع ) ، بأنساق متتالية ، بأشجار الزيتون واللوز و الخوخ والسرو . تظهر متراصة على امتداد البصر . حاول جنرال الدوديشى مرارا ، أن يجعل من ( المواقع ) مواضع . فكان مرارا يتصادف مع العجز والإحباط . . فهذه عكس المواضع . تجعله وعسكره في توتر دائم ، يلاحقه فيها الخوف والموت . انً اتجه . فُيعمد من فوره . إلى ترًسيمها بسلك شائك ، ليطوقها بجوع ، لا يلًبت أن يستدعى قرينه المرض ، فتصًطبغ الوجوه بصفًرة تستفز الموت ، فينهض هذا ، ليحصد كل رمق أخير . . امًا هو ، فكانت ( المواضع ) ، تزين له الأدنى بالذي هو خير ، فيقعد طلبا للعيش ، وكانت ( المواقع ) ودائما . تستحثه و تسًتنهضه لتخيًر الحياة . .
. . . . . . . .
وحده فقط (كريكبرايد ) الذي لم يتشيأ و يتعيًن في المكان بعد ، كان يرّصده بالعين والعقل كليّهما ، ويرصد ويترصًد جنرال الدوديشى في ألان نفسه ، وفى ذات المكان . كانت الأوراق الرسمية تسمًيه ( كريكبرايد ) ، وان كان يُحب أن يخاطب ( بالكسندر ) بدون توابع كما كانت أمه تناديه ، وله أيضا أسماء عديدة ، وبإحجام مختلفة . كان أكبرها على الإطلاق ، بحجم جزيرة تستلقي على ظهرها في عرض الاطلسى وعلى الجانب الشرقي منه ، تغتسل أطرافها بمياهه على نحو دائم ، وبشكل مرضى ، وعندما تعترى المحيط نوّبة من نوّبات هيجانه العاصف ، تسًتسلم له كغانية لعوب ، وفى ذروة عصًفه و هيجانه ، تعّتريه رعّشة . فيُفًرغ فيها كل ما بجوفه ، بعدما يُغلفها بزبده الأبيض ، فيُدنس جسدها بفعّلته هذه . وبعد هدوئه ، تنهض للاغتسال . . .
تلقى ( كريكبرايد ) كل مراحل تعليمه في بلده الأم . ثم تنقل منها إلى بلدان كثيرة ، كان أهمها على الإطلاق ، عندما أرسلته بلده الأم إلى ( دوّقية غلوبْ المبجًل ) لاستكمال الشق الميداني من تعليمه في تلك ( الدوقية ) المُتموّضعة على حافة النهر المقدًس . التي تعمًدت بمياهه ، عدد من رُسل السماء . . . تتلمذ كريكبرايد هناك على يد ذاك ( الغلوب العتيد ) ، الذي كان يحب أن يُديَل اسمه ودائما بأحد الاقالب الشرقية ، ليخفى وراء إيقاعها المُفخًم ، سحّنته الشمالية الباردة ، وكم تنّضح ملامحه ببالغ الامتنان، عندما يلّصق اللقب ( باشا ) . على مؤخرة اسمه العلم . .
لقد تعلم كريكبرايد ، كما تسميه الأوراق الرسمية الكثير على يد هذا ( الغلوب ) الذائع الصيت . لقد كان يرافقه كظله . . . . ففي احد مسامراته له في ليلة من ليالي الصيف الحارة ، سئل كريكبرايد معلًمه قائلا :- لمادا اخترت أن تُرسًم حدود دوقيتك على هذا النحو ؟ . فهي تتمدد بكامل جسدها في جوف الصحراء الملتهبة ، تكتوي برمًضائها ، في حين كانت أطرافها الغربية ، بالكاد تلامس الماء الفرات ، الذي لا يكفى لإرواء ظمؤها ، واليسير من الماء الأجاج ، الذي لا يفلح حتى في حمايتها عند الهاجرة . . لم يلّتفت ( غلوب المبجل ) إلى تساءل تلميذه ، بل رد يسأله :- عن مدى استيعابه كل ما يتعلق بالمادة التي يُحاك منها ( حذاء العرضات )** ، وعن الطرق والأساليب والزمن المناسب ، التي يجب على الصانع يتوسّلها أتناء الحياكة ؟ . لم يفاجأ ( كريكبرايد ) بتساؤل معلًمه . فقد كان يعلم بان من أولويات السُلّم التعليمي بدوقية (غلوب المبجل) ، هي التعرًف على المواد والأساليب والطرق والوقت المناسب . التي يحتاجها الحائك . لصناعة حداء مميز . يحاكى به , تلك الاحدية المميزة ، ذات الماركة العالمية المسجلة ( z ) ، التي اكتسبت شهرة واسعة . عندما اظهرت كفاءة عالية على ارض اليونان . .
لم يصادف كريكبرايد صعوبة ، أتناء تحصيله التعليمي ، وتخطى كل الفحوصات بتفوّق ظاهر ، رغم اهتمامه برصد وترصًد ومراقبة الدوديشى وجنراله هناك وعن بُعد . . ومع الزمن اقتربا من بعضهما كثيرا حتى التماس ، فقد كان جنرال الدوديشى وكريكبرايد وجهين لحرب ثانية ، كانا تماما كوجهان لقطعة نقد معدنية قذفت في الهواء ، ما أن يهوى احد وجهيها ، ويترنًح بجسده الضخم أرضا ، ويجرجر على وجهه مسّحولا في شوارع روما ، وتنغرز أقدام جنرالاته في رمال الصحراء ، ويطويّه الزمن . حتى ينهض كريكبرايد في وجهها الأخر على أنقاض غريمه ، متشيّأ ومُتعينا في المكان .
أما هو ، فكان يحتاج ما مقداره عقد من الزمان ، كي يلتقط أنفاسه ، ليُرميم ما هدمته ، ايادى الدوديشى و جنرالاته ، واعادت مأسسة نفسه ، في هياكل وبني ، يستطيع بها تسًير حياته على نحو لائق ومنًتظم ، وللملمة ( مناقب ) ذلك الشيخ الجليل ، ذو القلب الشجاع ، ليجعله حاضرا في ألان ، داخل دائرة الحواس الخمسة ، فى مقام مُشيد ، أبّتناه له احتراما وإجلالا ، و ليسّتلهمه و يستنّطقه أثناء الشدائد والمحن ، ويتكئ عليه لصدً الموت وردًه إلى البحر ، إن تقيأت أمواجه ذات يوم ، عسكر مدجج ، كجيوش روما الغائبة الحاضرة . عقد و نصف من الزمان ، لينصرف منّشغل بحقول الزيت القابعة تحت أقدامه ، حتى تدخل بواكير إنتاجها ، وليرمم خلالها بوابته الجنوبية ، التي ينفتح بها على المدارات الاستوائية ، الحافية القدمين ، والغارقة بلونها الابنوسى في أشعة الشمس الملتهبة . . . . . في الوقت الذي كان فيه منّشغلا بكل هذا ، كانت نوايا ( كريكبرايد ) الخفيًة ، تراقبه وترصده عن قُرب . ثم همسة تلك النوايا ذات يوم ، في أذن وعقل ( كريكبرايد ) قائلتا له :- بأن الوقت قد حان ، لحِياكة ( حذاء عرضات ) تتمكن به من خوض هذه العوالم التي تتشكل و تتشيأ إمامك .
مند ذلك اليوم ، شرع كريكبرايد كما تُسميه الأوراق الرسمية ، في حياكة حذائه العتيد ، عمل ما في وسًعه ، أن يجعل منه حذاء متميز ، يبزً به ، كل أحذية العرضات ذات الماركة العالمية المسجًلة ( z ) التي اكتسبت شهرتها بكفاءتها العالية على ارض اليونان وبلاد البرتغال . وجابت بشهرتها الافاق . مع اول خطوة لها على أراضي بلدان امريكا اللاتينية . . سعى كريكبرايد إلى إدخال تحويرات مهمة على تصاميم حذائه هذا ، ليجعل منه يرّتقي بكفاءته وجودته إلى ملامسة الظواهر التي تتخطى المألوف ، ليجعله يقف على درجة واحده مع ( قبعة الإخفاء ) ، التي ما أن يضعها الإنسان فوق رأسه ، حتى يكون وفى طرفة عين , خارج نطاق الحواس الخمسة ، ولا يقل إدهاشا عن ( عُصى سحرة فرعون ) ، التي ما أن تلامس الأرض ، حتى تنقلب إلى حيات تسعى في كل الاتجاهات . أما حذاء كربكبرايد فقد اُختار له ، بعد إتمامه والانتهاء من حياكته ، ليصير ، ما أن ينتعله كريكبرايد ويدس قدميًه بداخله ، حتى تتحول سحنة ولسان وهيئة كريكبرايد ، لتتحد سحنة ولسان وهيئة المحيط الذي يتحرك ويقف عليه بحذائه . . لقد احتاج ( كريكبرليد ) كما تسميه الأوراق الرسمية ، ما يقارب عقد ونصف من الزمان ، لينتهي مما يُحيك . وما أن فرغ من صناعة حذائه ، ودس قدميه في النعل ، حتى اتخذت سحنة وملامح وهيئة ولسان ( كريكبرايد ) ، شكل وسحنة وهيئة ولسان الوسط والمحيط ، الذي يقف عليه بحذائه . لم ينتظر كريكبرايد سوى بضعة أيام تزيد عن العشرة بقليل ، تم توجه إلى مقام الشيخ الجليل ، تطوًف بالمقام ثلاثة ، ثم اقترب منه حتى الملامسة ، وهمس في أذن المقام ، بعبارته الشهيرة ، التي قالها ذات يوم ، عند مقام أخر على ارض الشام ، مع تحوير طفيف اقتضاه الحال ، قال هامسا في أذن المقام :- ها قد عدنا ثانيتا أيها الشيخ . .
. . . . . . . .
أقام كريكبرايد عند المقام ثلاثة أيام ، زينها بمهرجان احتفالي صاخب ، ثم غادر يجوب ( المواقع ) قبل المواضع ، يجُسًها ويتحسّسها ويحدثها بلسانها ولهجاتها ، وعندما أيقن بأنه قد تمكّن منها ، وصارت حواسها ملّتبسة ومُغيبة ، ذهب ليعلّق ويُزيل كل ما قد يعيقه أو يعترض طريقه . ثم عاود إلى مقام الشيخ ثانيتا ، وكان يحمل فى يديه هذه المرة ، معاول هدم . لم يغادر المكان حتى سوّى المقام أرضا ، وبهذا أزال ( كربكبرايد ) بحذائه كل العقبات التي قد تعترضه . . ومند ذلك اليوم ، وضع كريكبرايد يده بحذائه . على كل شي . .
. . . . . . . .
لقد أتبت حذاء كريكبرايد قدرة عالية على التكيًف مع جميع الظروف والأجواء ، التي صادفته . فمن مناخات جنوب المتوسط وأجواء الصحراء الحارة ، إلى انسياب منقطع النظير ، خلف البغال المحملة بالذخيرة والسلاح . عبر الممرات والمسارب الضيقة . التى تلج جبال طوروس لتنتهى فى حضن سهول كردستان . ومن الأزقة الخلفية ببلفاست الايرلندية ، حيث الضباب والصقيع ، إلى متاهات ( تورا بورا ) بدون ملاحظات . ومن مستنقعات اعالى النيل . إلى التباسات ( دار فور ) فى بر العبد بدون كلل . لقد أذهلت قُدرات الحذاء الاستثنائية حتى كريكبرايد نفسه ، لقد كان حذاء فوق العادة . مما دفع كريكبرايد كما تسميه الأوراق الرسمية . إلى التقاط صور لحذائه في جميع الأوضاع ، ومن زوايا مختلفة ، قائما وقاعدا ومستلقيا ، صور أمامية وخلفية ، كاملة ونصفية ، وعزم على وضعها في اطر مذهًبة ، وتعليقها بالميادين العامة ، وعلى جنبات الطرق الرئيسية ، وداخل الدوائر الرسمية ، بل حتى على جدران محطات بيع الوقود .
. . . . . . .
غير انه كانت تلاحق كريكبرايد من حين لأخر ، هواجس تملأ عليه رأسه حتى حافته قلقا ، هواجس كانت تحذره وتندره ، بان لا يغيب عن باله ، قد يحدث ذات يوم ، بان تستفيق كل ( المواقع ) باستعادة كل حواسها المغيًبة ، فتتحسس بها ذاتها ، وتكتشف مقدار الضرر الذي لحق بها . . كان الهاجس يقلقه كثيرا ، فحزم أمره ذات يوم ، وتسلل عبر ممراته السرًية إلى بلده الأم ، ليستفتيها في الأمر . كان يفعل ذلك دائما ، عندما يستعصى عليه أمر ، أو تعترضه عقبات لا يجد السبل إلى تفككها . . . ففي داخل حلقة نقاش مصغًرة ، عُقدت في مسقط رأسه ، للنظر في هواجسه واحتمالاتها ، توصلت حلقت النقاش بعد أخد ورد ، إلى إن العلاج يكمن في اتخاذ خطوة استباقية ، تأتى على ( المواقع ) وتشلًها قبل أن تستفيق وتستعيد ذاتها ، باستعادة حواسها المغيًبة . . . وبعد قراءة موضوعية لحيثيات تلك ( المواقع ) ، استقرً التوجه داخل حلقة النقاش ، إلى تحّضير ( موت ملوّث ) قابل للحقن ، بعدما تبين من الدراسة والاستقراء ، بان تلك ( المواقع ) لا تخشى الموت في صوره العنيفة جهًرتا . ولكنها تنّفر منه ملوثا . وتتحاشاه ، ولا تهرع حتى لنجدت من يفّترسه . ثم توقفت حلقة النقاش طويلا عند آلية الحقن وموّضعه ومراحله ، هل يثم الحقن عند ولادة الحياة ، أو عند حبًوها ، أو عند المشي والاكتمال ، وانشغلت حلقة النقاش كثيرا ، عند مناقشة إجراءات الحقن ، وما قد يصاحبها من أخطاء ، تؤدى إلى نتائج عكسية ، فينقلب الخطاء إلى خطيئة يضج بها العالم ، لم تطمأن حلقة النقاش إلى جميع الاجتهادات التي توصلت لها ، رغم تنبًهها . إلى حقيقة مفادها . بان حقول الزيت هناك حيت موّطنه . تنتج سائل شفاف ذهبي اللون ، له قدرة استثنائية على غسل وتنظيف كل الأخطاء والخطايا ، بل وشل الالسن وتكميم الأفواه ، التي قد تسعى فى يوم ما . الى تعكر صفوً هذا العالم المُعوًلم. . .
ولأمر طارئ توقفت حلقة النقاش ، عن الالتئام وجُمًدت ، ولم تتخذ قرارا ، بل فوضت لكريكبرايد الأمر كله ، أو هكذا بداء الأمر أمام الجميع . . . الخاتمة تقول ، بان كريكبرايد لم يخلع حذائه مند اليوم الذي انتعله فيه ، حتى في أوقات راحته ومنامه ، ويعتقد المقرّبين منه ، بأنه لن يخلعه ألبته ، إلا إذا اضطر للعودة إلى بلده الأم ، أو للرحيل إلى للعالم الأخر . بفعل القدير . . .
_________________________________________
*الشًلاكة : – مفردة من مفردات العاميًة الليبية ، بلسان أهل الجنوب . تعنى الحذاء في اسواء حالاته اهترائنا . قذارتنا . انحطاطا .
**حذاء العرضات :- حذاء ضخم ثقيل ، يتداوله العسًكر ، صارت الحاجة إليه في تناقص كبير ، فاقتصر حضوره على الاستعراضات و المهرجانات الاحتفالية ، ويعتبر ملمح من ملامح العسكرية الانجليزية .
الجنوب الليبيى فى :- 6- 2008 م .