إذا كانت سماء جينيف تمطر ساعات اوميغا و سماء طوكيو تمطر العاب فيديو و سماء روما تمطر ايات وسماء برلين تمطر فلاسفة فماذا تمطر سماء طرابلس؟
يقول الخياط تمطر قماشًا ، و يقول الحطاب تمطر خشبًا ، و يقول الجزار تمطر ابقارًا و تقول العاهرة تمطر حبوب منع الحمل ، و لكن سماء طرابلس وكل سماء تمطر ماء فقط ماء ، و إذا اجتازت طرابلس مرحلة العطش كما اجتازتها مدن أوروبا فستقف عند خط الانطلاق الذي انطلق منه العالم ، إن السماء تعطي الماء للجميع و تضع الجميع في خط انطلاق واحد ، و هذا كل ما يمكن أن تفعله أي لجنة تحكيم عادلة في أي سباق اوليمبي…
الكون نظام دقيق كما ترى ، و السمة الاولى للانطمة الدقيقة أنها محصنة جدًا ضد الخوارق و المعجزات ، و الانظمة الدقيقة ايضًا تعتمد على التراكم في تطورها و على الطفرات في تاريخها التراكمي وليس على المعجزات المدمرة في الاتجاه المضادة ، فمثلا إذا تزوج رجل افريقي من امراة افريقية و دعا ربه في صلاة الجماعة أن يحصل على طفل اشقر فإن دعوته لن تتحقق و مستحيل أن تتحقق لأن الدعاء المستجاب في هذا الظرف يصبح جريمة ضد النظام و ضد الافارقة الاخرين و اطفالهم السود ، و يصبح الحل الوحيد للرجل الافريقي أن يتزوج امراة سويدية و يحصل على طفل نصف اشقر لأن كما قلت لك ، الطفل الاشقر من ابوين افربقيين معجزة غير عادلة تدمر النظام ولا يمكن أن يحقفها إله يتصف بالعدل…
حين ذلك و في حالات كثيرة يصبح الدعاء مجرد دعوة لله بأن يتخلى عن صفة العدل و يرتكب قليلًا من المظالم ، و يخترق نظام الطبيعة الدقيق و بالتالي يعطل إرادة العقل للإنسان ، فإذا كانت الدعوة المستجابة معجزة و إذا كان الله قد منح الانسان عقله الدقيق و منح الكون نظامه الدقيق فإنه لا يمكن أن يحقق على الارض معجزة واحدة ، لأن المعجزات كما قلت لك تدمر النظام أي أنها لأبد أن تحدث في كون فوضوي لا نظام له ، و تحدث مع إنسان لا عقل له ، مع إنسان مرتبك و متناقض يؤمن أن الكون نظام محكم و دقيق و يؤمن أن المعجزات العشوائية تحدث في هذا النظام…
أنا اسف و أنا اعرف أن رأيي محبط و لكنني أري أن الكون نظام مدهش الاحكام و احكامه لا ينهار أمام بضع كلمات مكررة في صلاة الجماعة…