المقالة

درس التاريخ

في نهاية الحرب العالمية الأولى يلجأ الكاتب البريطاني ولز الى كتابة التاريخ لماذا كأنه بذلك يقول لصانع هذا الدمار ما اسهل الخراب وما اقل شأن صانعيه بموازاة من يبني حضارة الإنسان على الأرض ! فالحرب التي فرح بها هؤلاء الناس في البداية وغشت عيونهم ضبابة العماء كانت ارتدادا حسيرا ومعذبا لمعنى ان تكون الحرب وتضع ما اوجده الانسان وتعب فيه في انهيار كامل بدءا من سقوط وانهيار الأنسان في الروح وتلك مصيبة أخرى!

كتب ولز وكأنه يقود هذا الإنسان من أذنه لحقيقة تاريخه وكيف يجب أن يستمر به مضيفا عليه رؤيته الإنسانية وأحلامه الرائعة خاصة في أن وعود ما قبل الحروب لم يتحقق منها شيء سوى مزيدا من الانكسار في الروح نهيك عن الدمار الشامل في الخارج! والمحصلة تراجع الإنسان عن مدنيته التي حققها وسفور الوجه البشع له في عدوان واستعمار طال الجميع لم تسلم منه حتى أروبا نفسها فزاد انقسامها من مبدأ التحرر ! وانغلقت على نفسها في بوتقة حرب أخرى كانت قادمة لا محالة نتيجة للأولى!

شابهتها في اتساع وحجم الدمار ! هذه الحرب الذي قابلها الأروبي هذه المرة بفتور بارد يصل حد الخوف المسكون بالرعب والترقب بعد تجربة مريرة في الحرب الأولى! كانت الأطماع مختبئة وراء حوادث تعلقت بالدمقراطية وفكرة خلاص بعض الشعوب لتكون منطلقا لغايات ومآرب وأطماع شريرة سرعان ما انساق لها لعاب الكثيرين! وحين انزاح الستار تكشفت الحقيقة عن هوة فاغرة فاها هولا ورعبا!!ا

__________________

نشر بموقع صحيفة الساعة.

مقالات ذات علاقة

مواقع الحروف

عبدالرحمن جماعة

هذه تجربتي أنا

الصادق النيهوم

النيهوم وبوشويشة.. النقد لا يُفسِد الصداقة

إبراهيم حميدان

اترك تعليق