نظمت الجمعية الليبية للآداب والفنون، الأربعاء بدار الفنون، أصبوحة شعرية، وندوة ثقافية حول تجربة الشاعر الراحل علي صدقي عبد القادر، احتفاءً باليوم العالمي للشعر.
وألقى رئيس الجمعية الليبية للآداب والفنون الكاتب إبراهيم حميدان بهذه المناسبة كلمة الجمعية تحت عنوان «يوم الشعر العالمي: لنتذكر في يوم الشعر جهود الذين شقّوا طريقه» مشيراً إلى أن الجمعية وهي تشارك اليوم جماهير الثقافة والإبداع في إحياء اليوم العالمي للشعر، تُذكّر بالدور الريادي الذي اضطلع به الشعراء الليبيون الآباء، في إذكاء الروح الوطنية والاِلتزام الدائم بقضايا الوطن.
وأضاف احميدان أن ذلك «يفرض ضرورة التذكير بالمنجز الشعري من خلال محاورة النص و قراءته، ولا سيّما الذي يُمكنه أن يُسهم في العملية التربوية، له أولوية بالغة الأهمية في مرحلة يتعرّض فيها الولاء للوطن لأكثر من هزّة، و يواجه الواقع ما لا حصر له من مؤامرات الطمع في الركوض و اللهث خلف أصحاب النفوذ والمرتبطين بالأنشطة المشبوهة».
مؤكدًا أن الخيار الأكثر جدوى والأقرب إلى توفير أسباب الفاعلية للشاعر الليبي في يوم الشعر العالمي، هو دعوة المتواصلين مع النشاط المدرسي لإعادة الاعتبار إلى الأناشيد التي تغنّت ذات يوم بعلم الوطن كما فعل قنابة، ولحّنَ كاظم نديم، دون أن ننسى قصائد حسن صالح التي صورت موقف شعبنا من الفاشية، ولم تغفل كذلك تجربة الغربة.
وأحيت الأصبوحة التي أدارتها الإعلامية فريدة طريبشان، الشاعرتان حنان محفوظ وهناء المريض صحبة عازف العود الفنان بشيرالغريب، بنصوص تزينت بدفئ المكان وتفاعل الجمهور، حيث ألقت الشاعرة حنان محفوظ عددًا من القصائد المحتفية بكينونة الإنسان وتجربة الوجدان البشري وهو يبحث عن خصوصيته المفقودة.
وحلقت الشاعرة هناء المريض في فضاء القصيدة وهي تنشد هويتها الخاصة، ومحاولتها في تناوب بين التلميح والمكاشفة إلى فك شفرة الوجع القديم الجديد، وفهم طبيعة خناجره وهي تخترق حجاب الصمت.
وأقيمت مساءً ندوة ثقافية أدارها الكاتب حسين المزداوي حول تجربة شاعر الشباب علي صدقي عبد القادر تحت عنوان «علي صدقي عبد القادر :شاعر الوردة» بمشاركة نخبة من الأدباء ,تناولت خلالها الشاعرة حواء القمودي في ورقتها «علي صدقي عبد القادر- الشاعر الطفل الذي أشرع الباب محاولة في البحث عن ريادة الشعر الجديد» سيرة الشاعرة الإبداعية وتفاعله مع الأحداث ومشاركته في المظاهرات التي شكلت نقطة تحول في تاريخ ليبيا المعاصر، وتعرضه للسجن أكثر من مرة كضريبة لهذه المواجهات، والذي بدا وكأنه مقدمة لديوانه الأول «أحلام وثورة » 1957، ثم وهو يخوض تجربة التجديد الشعري والتي تبلورت في ديوانه «صرخة » 1965, والحاملة في نصوصها على رأي الشاعرة الصراع بين الشعر الحر وقصيدة النثر.
وتوقف الشاعر رامز النويصري في ورقته «الاسم الحركي للكلمة» عند نقطتين يدور حولهما مبحثه، الأولى هي أن النصف الأول من ثمانينات القرن الماضي يمثل بداية الشاعر في كتابة النص الحديث خارج التفعيلة، والثانية هي أن تسعينات القرن المنصرم مثلت بداية الشاعر في كتابته لقصيدة النثر.
ويلمح النويصري إلى أن التطور الداخلي لنصِّ علي صدقي عبد القادر يبقى هو الشيء الأهم، والذي كان للنثر وقصيدة النثر الدور الأكبر فيه، ويعرض الباحث في ورقته نماذج من آراء الشاعر الراحل في الشعر والكلمة وسياق القصيد، فيقول عن لحظة الكتابة «الكتابة جنون لكن هذا الجنون يظل خارج مستشفى المجانين».
وتحدث الشاعر خالد درويش عن علاقته بالشاعر علي صدقي عبد القادر من خلا ل عمله بالملحق الثقافي بصحيفة الجماهيرية، عارضًا نماذج من قصائد مكتوبة بخط يد الشاعر، بالإضافة إلى أهم لوحتي بورتريه التي اشتهر بهما الشاعر والتي كانتا من إبداع الفنان المصري محمد رضا والفنان الليبي أحمد الغماري.
كما أشار خالد درويش إلى الجانب الاجتماعي والوجداني والأدبي في شخصية الشاعر الراحل خصوصًا في تعامله مع جيل الشباب وتشجيعه لهم بالاستمرار في الكتابة والنشر.
وأشارت الباحثة الدكتورة فريدة المصري مستدلةً ببعض نصوصه إلى عشق علي صدقي عبد القادر للكلمة واعتباره إياها كائنًا بشريًا، يرى ويسمع, ويتنفس، بالإضافة إلى توقفها عند مسألة الترميز الوطني في نصوص الشاعر، وكيف تبدو صورة ليبيا في مخيلته الإبداعية.