خلِّ العتابَ فما يفيد عتابُ
من بعدما حملوا النَّهارَ وغَابُوا
كم قد بكيتَ فهل ألنتَ قلوبَهُمْ
كم قد كتبتَ فهل أفاد كتابُ
تركوك منفيّا بليلِ رَحِيلِهمْ
تُلْقِي السُّؤالَ فلا يُضِيءُ جوابُ
وَرَموا إليك بكُلِّ جَمْرِ غِيابِهِمْ
فحصادُ عمرك حُرْقَةٌ وعذابُ
***
ما للدقائقِ لا تمُرُّ كأنَّما
هذي الدقائقُ بعدهم أحقابُ
تَرَكُوا على الجدران حكمةَ خاسرٍ
قال التمسّكُ بالسَّرابِ سَرابُ
أو ليس للأعتاب ذاكرةٌ فهل
نَسِيَتْ خُطَايَ ووقفتي الأعتابُ
لا تذكرُ الأبوابُ بعد رحيلهم
من طُولِ غلق أنّها أبوابُ
***
كُنَّا بهذي الدّارِ شمسَ نهارها
واليوم تَزْعُمُ أننا أغرابُ
هذي يدايَ نقيتان كخافقي
ما فيهما وزرٌ ولا إرهابُ
لا شيء قد حملت حقيبةُ غربتي
إِلَّا الترابَ وقد يُجَلُّ ترابُ
كم رحتُ أكنزهُ ويكنزُ مُدّعٍ
في حُبِّها ما يكنزُ القصّابُ
***
في الليل بعضٌ من أسىً وقصيدةٌ
تأبى المجيءَ وشاعرٌ جوَّابُ
في كفّهِ المعنى وتلهثُ خلفهُ
الألفاظُ لكن دون ذاك صعابُ
لا يسلمُ المعنى للفظٍ لم يَكُنْ
ضُربتْ لَهُ فوق الشموسِ قبابُ
يُنْمى لأسرار البلاغةِ أصلُهُ
وإلى الحداثةِ روحُهُ الوثَّابُ
والشعرُ إن لم يفتح الأبوابَ في
وجه الحياة فمدّعٍ كذّابُ
***
ما همُّ سيدنا الحسينِ جراحه
همُّ الحسينِ سكينةُ وربابُ
حُبٌّ كضوءٍ الشمسِ يشرقُ باسماً
ليزولَ عن هذي العيونِ ضبابُ
لمّا أتوا متبسّمين تعوذتْ
بالله من شرِّ الخداعِ ذئابُ
بدم الحسين أكفّهم مخضوبةٌ
من قال إنَّ دمَ الحسين خضابُ
ولربما سألوا الفقيه أجائزٌ
قتلُ البعوضِ أما هناك عقابُ؟!
زعموا القلوب بصفّه كذبوا ففِي
أشداقهم سُنَّتْ له الأنيابُ
القلبُ أقوى بالهوى مَنْ ذَا الَّذِي
غَلبَ الهوى “إنّ الهوى غلاَّبُ”
لا تَرْمِ غَيركَ بالجريمةِ نَصْلُها
بيديكَ أوجزَ ما أطال كتابُ
وزرُ الكؤوسِ عليكَ بعد شرابِها
هيهات تحملُ وِزْرَكَ الأعنابُ
تعليق واحد
عودتنا بالرائع منك استاذ محمد