نُشرت صورة لأحد منتسبي الحزب اليميني المتطرف “الجبهة الوطنية” وهو يتناول وجبة “كسكسي” مع أصدقائه في مطعم أفريقي بمدينة “ستراسبورغ” ، فثارت ثائرة اليمينيين الذين اعتبروا تناول رفيقهم المخلص لهذه الوجبة الأجنبية خيانة لمبادئ الحزب الوطنية ، وأطلق على هذه الحادثة تسمية “فضيحة الكسكسي”.
تُذكّر هذا الحادثة بواقعة حدثت في مدينة “درنة” شرق ليبيا إبان الحرب العالمية الثانية، عندما انطلقت القوات البريطانية، ديسمبر 1940، في هجوم مضاد على القوت الإيطالية التي هاجمت مصر، عبر عملية سميت “البوصلة” أدت إلى تراجع القوات الإيطالية لتجتاح القوات البريطانية برقة بالكامل ، وحين دخلت إلى درنة وطردت الطليان منها أقام بعض السكان وليمة للقوات الإنجليزية المنتصرة في أحد بساتين درنة، وكانت الوجبة “كسكسو” أعدته ربات البيوت. لكن بمساعدة الألمان وبقيادة رومل عادت القوات الإيطالية إلى الشرق الليبي في عملية سميت “بريفتي” وحين دخل الطليان درنة من جديد أخذوا بالبحث عمن أقاموا احتفال الكسكسي للقوات المعادية واتهموهم بالخيانة العظمى، وأعدم من تم القبض عليهم والبعض هرب، ومازال هذا اليوم يعرف في ذاكرة الدراونة بـ “يوم الكسكسو” .
وما بين “فضيحة الكسكسي” في ستراسبورغ ، و “يوم الكسكسو” في درنة ، تتسرب الفاشية إلى موائد الطعام، وتجعل من إحدى أهم الوجبات في ضفة المتوسط الجنوبية محاطة بتهم الخيانة التي تجيد التغني بها الفاشيات على مر التاريخ.
فليحيا الكسكسي ولتسقط الفاشية.
______________
نشر بموقع 218