من أعمال الكيلاني عون
قصة

ارتياب…

من أعمال الكيلاني عون

1
الشمس تعجز عن اختراق الضباب الكثيف الزاحف على وجه الأرض.. الأفعى تتكوّر في تجويف الصخرة الكبيرة التي تُشكّل ركن السياج.. مُبلّلة بلا حراك.. مجرد حبل بارد.

2
… عند ارتفاع الضحى تخرج الأفعى من تحت السياج.. تدخل الحديقة.. تنثنِي إلى اليسار.. ترى ثعباناً أرقط متمدداً وسط العشب.. تقترب.. تدور حوله.. منقوش بكل الألوان.. تغربلها رعشة من رأسها إلى ذيلها الذي لا يزال قرب السياج.. لا يُعيْرها الثعبان اهتماماً.. يُغربلها الغيظ هذه المرة.. تطوي جسدها في شبه دائرة.. تدنو.. تمسّ جسده.. تفاجئها صلابته.. تَحتكّ به.. تفِحّ:
ـــ خرطوم مياه! انتابنِي إحساس بأنَّ هذا الجمال مُزيّف.

3
… تخرج الأفعى إلى الغابة المجاورة.. تتمهّل.. تستدير.. ترفع رأسها.. ترى طرف خرطوم المياه مُمدّداً في آخر الحديقة.. تُخرج لسانها.. تفَحّ:
ـــ الغريب أنّ بعضهم تنبع أهَميته من كونه أجوف..!

4
… تتوغل في الغابة مواصلة فحيحها.. تتوقف فجأة.. تنظر إلى الهدهد الجاثِم على الصخرة المجاورة بكثيْرٍ من الارتياب.

***

(2007)

مقالات ذات علاقة

زغاريد في العتمة…

أحمد يوسف عقيلة

أمك طمبو ..

فهيمة الشريف

إختــــفاء

محمد ناجي

اترك تعليق