آية بسباس
عندما كنتُ صغيرة .. كنتُ أرى الأشياء أكبر !
و رُغم أنه لم يزداد طولي سوا بضع سنتيمترات قليلة ، إلاّ أن حجم الأشياء في عيناي إختلف كثيراً ..
كانت تبدو السماء بعيدة جداً ، و القمر مُضيءٌ أكثر ، كان البحر يبدو واسعاً و مُمتداً حداً لم أكن أستطع به إقناع خيالي بوجود اليابسة بالطرف الآخر منه …
كانت الطرق شاسعة و غير مُتناهية ، كنت أتسأل مراراً … إن أنا بدأت في المشي في إتجاه ما ، و مشيت و مشيت دون توقف … فهل سأرهق نفسي دون أن أصل لأي مكان !؟ … ماذا إن ركبت دراجة ، أقنعت نفسي بضرورة تعلم قيادتها … و أقنعت والدي ليشتري لي واحدة كبييييرة جداً لتأخذني بعيداً ، صرت أصحو كل صباح في الصيف ، و أذهب لأشتري خبزاً طازجاً لنتناوله بالفطور ، لا زلت أتذكر اسم السوبر ماركت الذي كنت أشتري منه خبزنا ” الكناري ” هذا كان اسمه … كنت أشعر بأنّي ” بطلة ” لوصولي إليه في وقت قياسي ، كنت أطلب من والدتي حساب الوقت الذي ستستغرقه رحلتي ذهاباً و إياباً …
و بدأ العالم يصغر !
كنتُ أظن بأن أدراج السُلم الموجود ببيت جدّي طويلة جداً ، كنتُ أتخيل بأنني إن وقعت منها و بدأت في التدحرج لأسفل فسأموت فوراً ، لذا كنتُ أتشبث بكل ما أُوتيت من قوة بقضبان السُلم الحديدية السوداء ، دون أن أسمح لنظري بأن يرى ما يدور بالأسفل !
و صارت أدراج السُلم أقصر …
وكلمّا كبرت صار العالم أصغر !!
لذا عليك أن تكون لي روحاً بحجم الكون أو أكبر .