ها هي الأيام تمضي
يوما يتلوه آخر
تتسرب من بين أصابع الزمن
تذروها رياح الوجع
وأنا هنا … أسامر حيرتي
أهي نبوءة العرافة ؟!
تلك التي استوقفني ذات صدفة !
بزيها البدوي
وذقنها الموشوم
بصوتها المبحوح، قالت:
رويدك يا أنت
يا طائر الهجران
لقد أصابك من اسمك طائر الشؤم .
أدركت يومها معنى أن تختلط الفصول
وكيف أن الخريف قادر على تخطي الربيع
كيف يغزو الشيب رأس طفلة
وكيف يغدرنا الزمن على حين غفلة.
منذ حملتني الطيور المهاجرة
بذرة في حوصلتها..
وزرعتني شجرة عارية الورق في مدن الضجيج
يتكدس فوق أغصاني غبارها الأسود
وتتراكم في أنفاسي أدخنتها الساخنه
تدهستني عجلاتها بتسارعها المقيت.
مذ تركت مدينتي
ورحلت، ثم عدت، ثم رحلت
كم أضناني الرحيل
وكم انهكني الطيران ..!