هجرت حروف اللغة العربية مكامنها وسط الأوراق والدفاتر وسكنت جدران قصر الفنون بساحة الأوبرا المصرية في لوحات بديعة رسمها فنانون من 21 دولة عربية وأجنبية معلنة بدء ملتقى القاهرة الدولي الثالث لفن الخط العربي.
وتنوعت اللوحات التي خطها ورسمها نحو 120 فنانا بين آيات قرآنية وأحاديث نبوية وأقوال مأثورة وأسماء الله الحسنى كما شملت تشكيلات بالحروف العربية لبعض الأشكال الجمالية والشخصيات الشهيرة.
ويشارك في الملتقى فنانون من مصر والسعودية والكويت والعراق وسوريا وتونس والمغرب والجزائر ولبنان والأردن وفلسطين وماليزيا وبنغلاديش وكزاخستان وسنغافورة وتايلاند والصين ونيجيريا وإيطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة.
وتأتي الدورة الثالثة من الملتقى الذي يقيمه صندوق التنمية الثقافية التابع لوزارة الثقافة بالتعاون مع الجمعية المصرية لفناني الخط العربي تحت شعار “جني الثمار” بعد دورتين استطاع الملتقى فيهما أن يثبت أقدامه ويجذب مشاركين من أنحاء العالم ويحجز لنفسه موقعا على خريطة الملتقيات الإقليمية والدولية.
وقال وزير الثقافة المصري حلمي النمنم لرويترز في افتتاح الملتقى الخميس، إنه “في العام الماضي شاركت 280 لوحة، بينما هذا العام شاركت أكثر من 340 لوحة. نسبة المشاركة من خارج مصر هذا العام أكبر، نسبة المشاركة من المحافظات خارج القاهرة أكبر، والجديد والمفاجئ وما يبعث على السعادة أن نسبة مشاركة الفتيات والفنانات أكبر بكثير من السنوات السابقة”.
وأضاف أن الخط العربي احتياج ثقافي واحتياج مجتمعي، هو موجود في كل المؤسسات الثقافية وفي دور النشر وفي الإعلانات واللافتات والشوارع، وأفقه يتسع ولا يضيق بحكم تزايد حركة القراءة والنشر.
ويكرم المهرجان هذه الدورة مجموعة من رواد وكبار الأسماء بمجال الخط العربي هم أحمد مصطفى وفكري سليمان ومصطفى عبد الرحيم من مصر والسوري منير الشعراني والكويتي فريد العلي.
كما اختارت اللجنة المنظمة للملتقى شيخ الخطاطين الراحل محمد عبد القادر (1917-1997) لتحمل الدورة الثالثة اسمه تكريما له ووفاء لجهوده وعمله الطويل بمجال الخط العربي.
وتقام على هامش الملتقى ندوة علمية على مدى خمسة أيام يشارك فيها باحثون وخطاطون من مصر وتونس والمغرب والسعودية كما تقام ورش عمل للأطفال وورش متخصصة في الزخرفة على خامات الجلد.
ويستمر ملتقى القاهرة الدولي لفن الخط العربي حتى 24 أغسطس/آب الجاري.