كيف يمكن للكلمات أن تعبر عما هو مستعص على التعبير؟. يحاول الشعر، مثلما يفعل التعذيب، استحثاث المستعصي على التعبير، ومع ذلك فمن الصعب الربط بين هذين النقيضين باعتبارهما لحظتين من لحظات صناعة اللغة. كيف أجبرتنا الأحداث الأخيرة على إعادة النظر في الأسئلة الأساسية universal حول العلاقة بين اللغة والعنف، الفن والسياسة؟. رغم أن جهود الإجابة على هذه الأسئلة قد تكون قاصرة، إلا أن الالتفات إلى محاولات بعض الأدباء التعبير عن هذه القضايا ربما يكون ذا عون لنا في قضيتنا الحالية.
يقدم إرييل دورفمان Ariel Dorfman واحدا من عدة أمثلة عن اشتباك الشعر مع الرعب. فلقد نشر دورفمان، بدعم من منظمة العفو الدولية، مجموعة شعرية سنة 1981 عنونها بـ”مفقود” ، ظهر معظمها في مجموعته الأخيرة ثنائية اللغة” في حالة نشوب حريق في أرض أجنبية”. كتبت هذه القصائد لتخفيف أوجاع أولئك الذين يتعذبون في تشيلي تحت حكم الدكتاتور أوغوستو بينوشيت. إنها تمثل أولى جهود دورفمان في الشهادة على محنة التعذيب. وهي مازالت جديرة بإعادة القراءة اليوم. في هذا المقتطف من قصيدة” أمل” يصف دورفمان عالما يجد فيه أب و أم أملا في وجع إبنهما:
فُقِد
إبني
منذ 8 مايو
من العام الماضي
………………..
سمعنا من رفيق
خرج لتوه
أنهم في الشهور الخمسة الأخيرة
كانوا يعذبونه
في فيلا غريمالدي Villa Grimaldi
………………….
فليقل لي أحد بصراحة
ما هي هذه الأزمنة
من أي نوع هو هذا العالم
ما هذه البلاد؟
ما أسأل عنه هو
كيف يمكن
أن يجد أب
فرحته
أم
فرحتها
في علمهما
أنهم
أنهم مازالوا
يعذبون
إبنهما؟.
يدمر التعذيب شيئا أبعد من العظام والكرامة. إنه يدمر اللغة. في سنة 1985 كتب جون بيرغر John Berger ، شاعر هو نفسه ، عن هذه القصائد مشيرا إلى أن كلمات دورفمان تمتلك القدرة على الإمساك بالمسألة المعقدة، ألا وهي مسألة كيفية الكتابة عن التعذيب. فالتعذيب، حسب بيرغر، شنيع لأنه يدمر إمكانية التفاهم المتبادل؛ إنه يحل القمع محل التواصل. ” التعذيب يسحق اللغة: غرضه هو نزع اللغة من الصوت والكلمات من الحقيقة.” ويضيف بيج دوبويس Page Du Bois أنه كان يُعتقد في الديموقراطية الإغريقية أن العبيد لا يقولون الحقيقة إلا نتيجة التعذيب. واقتفاء لهذا الإرث يستخدم التعذيب عادة، في الأزمنة المعاصرة، لاعتصار اعتراف” حقيقي”، كما لو أنه يمكن للتعذيب أن يقود إلى الحقيقة. ومع ذلك أفليست اللغة المنتجة بواسطة العنف هي مجرد لغة تبررالعنف؟. الدليل هو أن التعذيب يخلق لغة زائفة، لغة انتزعت من الجسد بوحشية، لغة يستطيع شعر التعذيب مواجهتها بشكل فريد. يعترف شعر التعذيب، مسلما بوظيفته كوسيط وبالمسافة العصية على التجسير بينه وبين تجربة الضحية وبنواقصه الموروثة، باستحالة وصف التعذيب، في نفس الوقت الذي يؤكد فيه على الحاجة إلى الشهادة عليه.
يتطلب التعذيب كسرا في الطريقة التي تميز بها الضمائر تقليديا بين أفراد المجموعة الواحدة. إنه يعتمد على فضاء شاسع بين” نحن” و” هم” ، بين” أنت” و” أنا”. إنه يتطلب أن تدل هذه الكلمات على اختلاف لا يمكن تخطيه يكون فيه ما أفعلـه” أنا” بـك” أنت” من غير الممكن أن يفعل بـي” أنا” فيما بعد لأنه لا يوجد” نحن”. الـ” نحن” الوحيدة الموجودة هي” نحن” بدون” أنت”.
يرينا الشعر، بطرق لا يمكن أن تحدث في الافتتاحيات الصحفية أو التقارير الإخبارية أو جلسات المحاكم، الطريقة التي يعتمد بها التعذيب على دمج العنف اللغوي بالعنف الجسدي. يساعد الشعر أولئك الذين لا يستطيعون القيام بمثل هذا الفصل بين الضمائر على الشعور بأنهم ليسوا وحدهم. فيلا غريمالدي هي أبوغريب Abu Ghraib . أبو غريب هو فيلا غريمالدي. هنا غير الفاعلون الدال، إلا أنهم يعنون نفس الشيء.
خلال وبعد” الحرب القذرة” في الأرجنتين فقدت عدة جماعات الكلمات التي لم يعد بالإمكان التلفظ بها بدون عودة الشعور بالوجع. فلم يعد بإمكانهم أن يقولوا كابوتشا( برنس) أو باريللا(مشواة). وقد أطلقت مارغريت فييتلوفتز Marguerite Feitlowitz على هذا الاستخدام وعدم الاستخدام للغة” معجم الرعب.”. تكتب أليشا بارتوني Alicia Partony الناجية من” الحرب القذرة” في” المدْرسة الصغيرة” عن كيف تمسكت بقوة بالكلمات التي تحفظ كيانها بينما كانت تعذب. في مناخ التعذيب الحالي علينا أن نتساءل: ما هي الكلمات التي خسرناها اليوم؟. ما هي تلك التي سنخسرها غدا؟. ما هي الكلمات التي خسرناها بالأمس؟. ما هي الكلمات التي ينبغي استنقاذها غدا؟.
تستحضر سوزان سونتاغ Susan Sontag رفض وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد Donald Rumsfeld استخدام كلمة” تعذيب” وتناشد الآخرين أن يقاوموا الرقابة التي تحاول طمس الوجع، المعاناة، والخسارة. تقول: ” الكلمات تغير، الكلمات تضيف، الكلمات تطرح”. هناك شيء واضح: البيت الأبيض يستغل العلاقة بين اللغة والسلطة. فبعد نشر صور التعذيب على الملأ بفترة قصيرة قام رامسفيلد بزيارة لأبوغريب وهناك قال لجنوده” أنا ناجٍ” في إشارة إلى الدعوات التي تعالت مؤخرا مطالبة باستقالته. إذا كان رامسفيلد ناجيا فما هو وضع ضحايا التعذيب إذن؟. أثناء تلك الزيارة تم تمسيح[ تعميد] عقدة أخرى ترتبت على أبوغريب” معسكر الخلاص Camp Redemption”. من يحتاج إلى الخلاص؟. الناجون؟. الجلادون؟. من يقرر ما تعنيه كلمات مثل” خلاص” و” ناج”؟. هل يسمع الناس” خلاص” و” ناج” ويفكرون في إنقاذهم هم أم أنهم يفكرون في خلاص الآخرين؟. ما الذي يستتبعه التفكير في” كلنا جميعا”؟. في” كآبات متفائلة” يجابه مايكل ماك إيرفن Michael McIrvin هذه المشكلة:
… كيف
أقيم أبراجا من الهواء لأقول: الأطفال
عذبوا هنا باسم الإيمان، اغتصبوا
أمام أعين أمهاتهم، أرغموا على مشاهدة
قتل أبائهم، ثم ذبحوا…؟
………………………………..
كيف أقيم احتفالات من الغبار والهواء
لأولئك الذين نجوا كي يردوا الجميل
كي يغتصبوا ويعذبوا الصغار الأبرياء،
كي يجعلونا نتقدم خطوة أخرى باتجاه المياه المظلمة
حيث يصب التاريخ في نهاية المطاف في أمواج
النسيان؟. لا، عليَّ أن أنظر بعيدا، يا جدتي،
أو على الأقل أنظر بعينين زجاجيتين…
كانت هذه القصيدة قد كتبت استجابة للتقارير الإخبارية عن حرب البوسنة، ولكنها ما زالت تصخب إلى الآن بدلالات” أبراج الهواء” و( العينين الزجاجيتين). لقد كرس ماك إرفن نفسه، مثله في ذلك مثل دورفمان، لنوع من الشعر له وزن في العالم، شعر يفتش عن كلمات تعبر عما لا يوصف، شعر يقرب القاريء مما هو صميمي urgent .
انضم دورفمان، أثناء وجوده في المنفى فارا من بينوشيت، للعمل مع نشطاء في حقوق الإنسان يعملون على صعيد عالمي، وهم أناس عرضوا حياتهم للخطر ليفضحوا الانتهاكات المقترفة ضد آخرين. بعض هذه الأصوات جمعت في مسرحيته” أصوات من وراء الظلام”. يكتب دورفمان في قصائده الأخيرة معبرا عن النضال من أجل الآحتفاظ باللغة في مواجهة الرعب:
للحفاظ على كلمة واحدة.
ماذا ستكون هذه الكلمة؟.
مثل سؤال في برنامج مسابقات.
إذا ما تمكنت من أخذ كلمة معك
إلى المستقبل
فماذا ستكون هذه الكلمة؟.
جِدْها.
خض في كدس القمامة.
اغمر يديك عميقا في الحمأة.
أطبق يديك على قطعة من مرآة
تشظت بفعل أقدام كانت ترقص فيما لا بد أنه
ليلة زفاف.
ورغم أن هذه القصيدة لم تستلهم من قصف أعراس الزواج في العراق وأفغانستان إلا أنها يمكن أن تعبر عن ذلك الآن. هذه القصيدة، مثل العديد غيرها، تفتح الباب. إنها شهادة على قوة الشعر في أزمنة الرعب. ينهي دورفمان قصيدته بالتذكير بأنه على الرغم من أن الشعر يساعد المرء على أن يتذكر، يسجل، ويستعيد، إلا أنه غالبا ما يكون من المتعذر رواية قصص أولئك الذين لا تعرفهم: ” دعهم يعبرون عن أنفسهم”. لكن من ذا الذي سيستمع إليهم؟. يشير بيرغر إلى أن” كسر صمت الوقائع، الكلام عن التجربة مهما بلغت مرارتها ومهما كانت جارحة، وضع ذلك كله في كلمات، يمكن من اكتشاف الأمل في أن هذه الكلمات قد تسمع ويتم الحكم على الوقائع”. كيف سيتمكن الشعر من إيجاد الكلمات المعبرة عن التعذيب؟. كيف سنجد” نحن” الشجاعة للاستماع والتذكر؟.
يقدم يوسف كوميونياكاء Yusef Komunyakaa لقرائه، من خلال كتابته عما يتعلق بالتعذيب في فييتنام، صورا مؤلمة محاطة بكلمات مشحونة. يكتب في” أسرى”:
عادة في ساحة المروحيات
أشاهدهم يتقافزون متعثرين
عبر الأسفلت الساخن
بالأكياس المشؤومة تغطي رؤوسهم
متحركين نحو أكواخ الاستجواب
………………………….
كيف يستطيع أي أحد في أي مكان أن يحب
هذه الأجسام نصف المحطمة
المنحنية تحت ألق السماء؟.
……………………..
عندما يشرعون في الكلام
مع أسلاف خائري القوى كدخان
الكافور في الباغودات(2)، تعلم
أنه عليك قتلهم
للحصول على إجابة.
…………….
من على نحو نصف ميل
تتضام الأشجار،
و(3) الأسرى يبدون مثل
دمى تنتظمها أسلاك من الضوء.
كيف ستكتب(4) في اللحظة الراهنة قصائد عن صراعات أخرى، حروب أخرى، ومآس أخرى. يمتلك شعر التعذيب، الحرب، والعنف درجة عالية من المكر تؤهله للتنقيب عن وقائع تاريخية محددة في نفس الوقت الذي يكون يتناول فيه ما هو سطحي. إنه يشحن الأدب بخاصية تجذب إليه القاريء، فهو يتكلم بشكل مباشر عن اللحظة الحاضرة مشيرا في نفس الوقت إلى”هناك” إلى لحظة اكتشاف الشاعر. تثير قراءة شعر التعذيب اليوم بعض أكثر المسائل الأدبية ملحاحية من مثل: كيف يمكن للنص التعبير عن العام من خلال الخاص؟. كيف يبني الأدب علاقة بين الذات والآخر؟. أين يخفق؟. أين ينجح؟.
مثل الشعر، على صعيد العالم، أسلوبا لإضفاء معنى على البشاعات التي شهدها العالم منذ 9.11. أجرى نكولاس كريستوف nicholas Kristof من نيو يورك تايمز مسابقة شعرية حول حرب العراق، نشرت القصائد الفائزة فيها في 12 يونيو 2004، فوجد أن” أبلغ القصائد تأثيرا قد ركزت على بلاطات مفردة بدلا من تركيزها على فسيفساء واسعة”. و الأمر الذي لم يعد يثير الدهشة هو أن الشعر نفسه قد أصبح ميدان معركة. قام بيل نيفينس Bill Nevins، المدرس في مدرسة عليا في رايو رانكو بنيو مكسيكو، بتوجيه طلبته نحو قراءة الشعر لتقوية إحساسهم بالعالم، وعندما مكن الشعر هؤلاء الطلبة من العثور على أصواتهم النقدية والتعبير عن سخطهم وخوفهم، طرد المدرس من وظيفته وروقب الطلبة. حاول سام هامل Sam Hamill، منظم” شعراء ضد الحرب”(5)، توحيد وتنظيم الشعراء حول العالم من أجل استخدام فنهم في التعامل مع الأزمة السياسية الراهنة: ” الوجوه والأصوات الشعرية المتعددة عبر العالم تضمنا كلنا في عائلة واحدة كبيرة. وجوه استخدام فننا لا تحصى، ولكن السياسي يظل واحدا من مسؤولياتنا… أريد أن أعرف ما الذي كان يمثله الشعر في حياة الأسرى الذين تم تعذيبهم في أبوغريب، وما الذي يمثله الشعر في حياة جلاديهم حاليا. ما الذي يمثله الشعر في حياة رجل يقوم بحز عنق شخص آخر بغرض القيام بإعلان سياسي؟. هل هذه هي الأشعار التي يحفظها السيد رامسفيلد والسيد آشكروفت Ashcroft عن ظهر قلب؟”. لقد أطلقت” شعراء ضد الحرب”شرارة عاصفة من النقد والسجال السياسي. يستغرب المحافظون الذين يربطون الوطنية بالتسليم بالأشياء دون جدال انخراط الشعراء في السياسة ويدعون إلى فرض رقابة عليهم. لعلهم يرغبون في نفيهم؟. وهذا ما يدعونا إلى التساؤل عن: ما هي أفضل الطرق التي يمكن فيها للشعر أن يدعم” الدولة”؟. إن هذا السؤال يتمفصل حول كيف نعرف الدولة، حول ما إذا كنا نختار مبدأ الديمقراطية وحرية التعبير أم نختار الامتثال للسلطة؟. إذا كان الشعر يجعلنا نفكر بشكل نقدي فهل يكون بذلك ضروريا أم خطرا؟. في اللحظة التي قلصت فيها النسبية اللاسياسية الدور الاجتماعي للأدب، يواجه شعر التعذيب القاريء. إنه يطلب منا، يرجونا، أن نرتبط بالعالم.
أوصلت آخر مراحل التعذيب التي بلغناها، من خلال تجسداتها البصرية الحية وصورها التي تلهب الدماغ، الرعب إلى مستوى جديد. كيف سيفكر أولئك الذين سيرون مرة أخرى صورة امرأة تشير بإبهامها المتجه إلى أعلى أو تقود كلبا؟. كيف سنشاهد أطفالا يكونون أهرامات بشرية دون أن نرتعد؟. صار لدينا الآن معجم وصور للرعب تفوق صور فييتنام. تدرس سونتاغ الدور الذي تلعبه صور التعذيب في تقديم الحرب وتبرز المدى الذي تغير فيه هذه الصور إلى الأبد فهمنا للبشاعات التي اقترفت في العراق. لقد صرنا نستقبل كمواطنين المعلومات عن الحرب عبر الوسائل البصرية بشكل متزايد بحيث أصبح النص يمثل مجرد تعليق صغير. فهل على المشاهد أن ينظر أم ينظر بعيدا[ يشيح ببصره]؟. كيف نتحمل أن نكون شهودا بدون أن نشارك في هذا العرض البغيض؟. تؤكد سونتاغ على أن” الصور لا تزول. تلك هي طبيعة العالم الرقمي الذي[ صرنا] نعيشه…. هل سيعتاد عليها الناس؟. صار بعض الأمريكيين يقولون بأنهم قد شاهدوا ما فيه الكفاية. ناهيك، بطبيعة الحال، عن بقية العالم. حرب لا نهاية لها: سيل من الصور لا نهاية له.”
وأخيرا، كيف يحول المرء ما يراه إلى لغة، إلى كلمات احتجاج، أسى، عار، غضب، فعالية نضالية activism ؟. ليس الأمر بالهين. ومهما كانت الإجابات مرتبكة فإنها تجد إلهامها في الشعر، في أعمال الآلاف المؤلفة من الشعراء الذين استمسكوا بنفس هذه الأسئلة والذين تمثل أعمالهم شهادة على النضال من أجل جلب اللغة إلى التجربة. يطلب الشعر من قارئه، على عكس الدعاية التي تملي المعنى والصور التي تومض على الشاشة، التفاعل مع النص، أن يربط بين الصورة والكلمة والفكر. كل قاريء لديه شعراء يحركون عواطفه، تجعل كلماتهم بشرته تتشوك، تدعونا أشعارهم إلى الاعتراف بـ[ـوجود] رعب التعذيب والكفاح من أجل الأمل. علينا الآن، أكثر من أي وقت مضى، أن نسعى إلى العثور عليهم.
______________________________________
(1) Sofia A. McClennen أستاذ مشارك، في جامعة بنسلفانيا، لمادة الأدب المقارن، اللغة الأسبانية، والدراسات المتعلقة بالمرأة.
(2) pagoda معبد هندوسي أو بوذي متعدد الأدوار.
(3) الموجود في الأصل علامة العطف &.
(4) حذفنا بضعة أسطر لأنها تتحدث عن جوانب إيقاعية وشكلية في المقتطف السابق لم تعد تنطبق عليه بعد الترجمة.
(5) Poets Against the War موقع شعري إلكتروني أسسه سام هاميل في بدايات سنة 2003 لمعارضة الحرب على العراق. والجدير بالذكر أن هذا الأسم كان قد أطلق على حركة شعرية معادية للحرب على فييتنام.عنوان الموقع: http://www.poetsagainstthewar.org