• الجامعة فى الستين:
ومنذ ستين عاما اْضحى المنار جامعة.. جمعت اْبناء الوطن. كانت النواة كلية الاداب والتربية. كان المبنى صغيرا والاحلام كبيرة وكثيرة بعدد النجوم. وكانت بنغازى تحتضن الجميع بلا فرق. الاهل والثقافة والعلم والتسامح والخطوات الماضية فى النور تكتسح الظلام. كانت بنغازى اْيضا صغيرة لكنها كانت كبيرة فى الوقت نفسه بحجم الوطن كله واتساعه. الجامعة فى انطلاقتها من المكان الذى اْعلن فيه الملك ادريس الاْستقلال فى وقت صعب وظروف حالكة.. صارت عنوانا للاْستقلال والتحديث والشخصية الوطنية ومعلما مهما من معالم ليبيا.
وكبرت الاْحلام. والجامعة تمضى فى النور وتحتضن الاْجيال. والاْساتذة ليبيون وعربا واجانب يقدحون زناد الفكر ويتخرج اْبناء ليبيا وبناتها لبناء المستقبل. منذ العام 1955 وفى منتصف ديسمبر منه حدث هذا. بداْت اْولى المحاضرات فى يناير 1956. الجامعة وبنغازى والوطن والحلم والمحبة والتسامح والتضحية والعطاء. وكبرت المدينة.. وكبرت العقول وامتدت الخطوات باتجاه الخير رغم التعثر والهنات.
ثم صغرت العقول فجاْة. وصغر الوطن عندما كبر الحقد والبغضاء.. عندما تاْخر التقدم.. وتقدم التاْخر.. عندما اْصيبت العقول حدثت الخيبات وانكسر الوطن وتمدد الخوف. وتوحد الظلام فى وجه النور.
لم يعد للجامعة اْى معنى. ولا للعلم معنى. ولا للمكتبة معنى. ولا للبحث معنى. ضاع كل شى. ضاع الاْمل والحلم. ولم يعد اْيضا للوطن اْى مهابة ومعنى. عندما تخلف الفكر سقط الوطن. عندما زاد الحقد صغر الوطن. ما حاجته الى الجامعة. العلم والفكر والمعرفة والحضارة لا تلتقى مع الحقد والتخلف. لايلتقى الظلام مع الضياء… وسلام عليك اْيتها الجامعة الليبية!!
• العبور:
اجتاز المواطن الصادق النيهوم البوابات بصعوبة. تحايل على الطرق الرئيسية القادمة من المقبرة. وصل رغم المخاطر الى سوق الحشيش. ظلام ووحشه. لم يجد اْحدا. لم يجد خليفة. لم يجد رشاد. لم يجد الشيخ الفيتورى والديته والصول البعباع. لم يجد النامى والوافى وعبدالحميد الطيار واسعد المسعودى. لم يسمع اْغانى فيروز. وهدير مطبعة الحقيقة. لم يجد الحاج الزروق. لم يجد الحاج ابريك. لم يلتق (ف. م.) اْو نفيسه وافطيمه. لم يجد والده الحاج رجب. لم يجد مدرج رفيق. لم يجد شيئا. ظلام ووحشه.
هل هذا هو الحى المبهج القديم. اْين سى عثمان والمصير وارحيمه وشارع تفاحه والشيخ بازامة والسودانى.. اْين القهوة والشاى وجلسات المرابيع والسهرات.. اْين سوق الحشيش. هل هذا هو الحى القديم. اْين هو.. هل ضللت الدروب.. هل ودرت الطريق؟ هل هذه بنغازى؟!ظلام ووحشه.. ربما المقبرة اْكثر حياة.. ربما.
عاد من حيث اْتى. عاد كسير القلب. لقد حركت كثيرا ولم ينفع تحريكى. عيطت. كتبت. لم يفهمنى اْحد. لم يسمعنى اْحد. عرفت من زمان اْن هذا سيحدث.. سيقع. يا الهى.. بنغازى مازالت تعيش فى الظلام!!
• العاقل ونقيضه:
مثل كل البنات عندنا كانت الفتاة باْبيها معجبه. كان رجلا صاحب عقل راجح ورؤية بعيده وشهامة لاتضاهى. كان شيخا للعائله. ذات عشيه ساْلته.. ياباتى اذا حضر لك عاقلان ماذا تفعل؟ اْجابها: العقلاء لاياْتون الى. انهم يفضون مشاكلهم باْنفسهم. ساْلت ايضا.. واذا اتاك عاقل.. واخر سفيه يختصمان.. ماذا تقول لهما؟ اْجابها: يابنتى.. ساْخذ من العاقل واعطى للسفيه حتى يستقيم اْمره. وللمرة الاخيرة ساْلته.. واذا اْتاك اثنان سفيهان غير عاقلين؟ اْجابها على الفور.. يابنتى هذا وين حصل بوك!!
• مابعد 17:
اتصل اْحدهم بالطبيب النفسانى قائلا.. اْيها الطبيب ان اْخى لايعجبنى وضعه منذ فتره. اْموره متلخبطه. ساْله الطبيب.. منذ متى فى هذه الحاله؟ اْجابه.. من بعد 17. صدم وتاْثر بما وصل اليه الحال. قال له الطبيب: اْبشر لاتخف. اْنا فى انتظاركما غدا الساعه الخامسه. ساْله الشاب.. خمسه فى الفجر والا خمسه فى العشيه!! اْجاب الطبيب بسرعه.. تعالى انت لولى قبل خوك.. فيسع!!
______________
نشر بموقع ليبيا المستقبل