طيوب النص

نافذة على تاريخ ليبيا المعاصر من خلال عملاتها

متابعة: ميلاد منصور الحصادى

 تصوير المركز الاعلامي لنادى دارنس - درنه
تصوير المركز الاعلامي لنادى دارنس – درنه

تعتبر هواية جمع العملات من الهوايات التي تنتشر فى أنحاء العالم ولها الكثير من العشاق والمهتمين ولها الكثير من الجمعيات العالمية المهتمة بهذا الشأن… وتجمع العملات على اعتبار إنها أعمالا فنية ثقافية أو باعتبارها استثمارا اقتصاديا يحقق المنفعة والربح المالي. .وان كان أكثر جامعي العملات شيوعا هم من يقوم بذلك للمتعة والثقافة، فالعملات تساهم في رفع ثقافة الإنسان من خلال التعرف على الشخصيات التاريخية والأحداث التاريخية والأماكن المشهورة، ولعل أشهر جامع للعملات كان الملك فاروق ملك مصر السابق، ونظرا لما للعملة من دور فى تحديد الهوية الوطنية وتكريس الانتماء الوطني، وفي هذا الإطار ألقى الأستاذ والباحث والموثق واحد أهم جامعي العملات وطوابع البريد الأستاذ الفاضل ((عبد المحسن محمد البناني)) محاضرة وعرض مرئي تحت عنوان {{نافذة على تاريخ ليبيا المعاصر من خلال عملاتها}} وذلك بدعوة من اللجنة الثقافية بنادي دارنس يوم الثلاثاء الموافق 29/12/2015 بقاعة النادي، وقد استهل المحاضر محاضرته بتقديم نبذة عن العملات التي استعملت فى ليبيا منذ دخول العثمانين الى طرابلس في منتصف القرن السادس عشر عام 1551م  بعد طرد فرسان القديس يوحنا مرور بحكم الأسرة القره مانلية من عام 1711م الى 1835م والعهد العثماني الثاني من 1835م الى عام 1911م حيث تحدث عن العملات التى كانت تضرب فى تركيا والتى ضربت فى طرابلس وكانت تسمى البارة، تحدث بعدها عن الاحتلال الايطالي واستعمال العملات الايطالية فى ليبيا من عام 1911م الى عام 1943م، ثم تحدث عن فترة حكم الإدارة البريطانية حيث استعمل فى برقة الجنيه والعملة المصرية فيما قامت السلطة العسكرية فى طرابلس باصدار عملة تحت اسم الليرة وتسمى ايضا ((المال)) فيما استعمل الفرنك الفرنسي والفرنك الجزائري القديم فى فزان، وبعد صدور الجنيه الليبي تم تقيم الجنيه الليبي بـ 97.5 قرش مصرى و480 مال 980 فرنك جزائرى.

تطرق بعدها المحاضر الى فترة الاستقلال بعد صدور القرار رقم 289 فى 21 نوفمبر 1949 باستقلال ليبيا فى موعد اقصاه 1/1/1952م حيث تشكلت حكومة مؤقتة فى 8 مارس 1951 برئاسة المرحوم محمود المنتصر وفى 31/5/1951 تشكلت لجنة تمهيدية للنقد الليبي لوضع الترتبات اللازمة لوضع العملة وقد اصدرت هذه اللجنة عملة ورقية بدون توقيع تحمل صورة الملك ادريس السنوسي من جميع الفئات… وفى 24/10/1951م صدر قانون النقد الليبي الذى تشكلت بموجبه لجنة النقد الليبي فى 12/12/1952م برئاسة المرحوم محمود المنتصر وعضوية المرحوم عبد الرازق شقلوف وفى 13/12/1951 تم توقيع الاتفاقية المالية بين الحكومة الليبية والحكومة البريطانية قام بموجبها بنك باركليز بنك بتغطيه الجنيه الليبي… وتم التعاقد مع شركة {{براد بيرى ويلكنسون وشركة توماس دى لارو}} لطباعة العملة الليبية.

فى نهاية عام 1952م اصدر الملك ادريس السنوسي رحمه الله عدة أوامر ملكية منع بموجبها وضع صورته على العملة الورقية والمعدنية وطوابع البريد والدمغة كما امر بعدم اقتران اسمه بصفة الجلالة… فى عام 1955م تقريبا صدرت العملة الليبية الجديدة موقعة من قبل المرحوم محمود المنتصر والمرحوم عبد الرازق شقلوف… فى 8/10/1956م عقدت لجنة النقد الليبية اخر اجتماع لها وذلك بعد صدور القانون رقم (30 لسنة 1955م) بإنشاء البنك الوطني الليبي والذى أصبح بعد ذلك بنك ليبيا ثم مصرف ليبيا المركزي… فى 24/12/1958 م صدرت اول عملة ليبية تحمل اسم البنك الوطني الليبي وبتوقيع اول محافظ لهذا البنك المرحوم {على نور الدين العنيزي} من فئة العشرة والخمسة جنيه… فى 27 مارس 1961م تم تكليف المرحوم {{خليل احمد البناني}} محافظا للبنك الوطني الليبي واستمر فى عمله حتي انقلاب سبتمبر 1969م وقد صدر فى 5 فبراير 1963 قانون المصارف رقم 4 لسنة 63 وتم الغاء القانون رقم 30 لسنة 55 وتم تغيير اسم البنك الوطني الليبي الى بنك ليبيا.

وبعد انقلاب سبتمبر وبتاريخ 26/3/1971م صدر القانون رقم 63 لسنة 71 بتغير تسمية بنك ليبيا الى مصرف ليبيا المركزى وتغيرت تسمية العملة من الجنيه الى الدينار ومن المليم الى الدرهم، وتم اصدار اول عملة باسم الجمهورية العربية الليبية عام 1971 بتوقيع المحافظ السيد {قاسم محمد شرلالة} وقد توالى على ادارة مصرف ليبيا المركزى سبع محافظين هم {قاسم محمد شرلالة، رجب المسلاتي، محمد الزروق رجب، عبد الحفيظ الزليتني، الطاهر الجهمي، احمد امنيسي عبد الحميد، فرحات بن قدارة} ولقد بلغت الاصدارات فى عهد الانقلاب سبع اصدارات.

هذا وقد صاحب المحاضرة عرض مرئي لجميع العملات الورقية والمعدنية التى استعملت فى الفترة التاريخية التى تحدث عنها المحاضر.

يقول الدكتور محمد المفتي فى كتابه (ع الكورنيش – مشاهد من المجتمع والثقافة – 1941-1961): “لقد ساهمت العملة الجديدة فى تكريس الانتماء الوطني الجديد، ومدت خيوطا خفية للتعارف بين الليبيين المبعثرين بين فيافي الصحراء، فى زمن كانت المواصلات ما تزال محدودة. وهكذا تداول الليبيون عملتهم الجديدة فى مرزق وطبرق وغريان والزاوية ويفرن والمرج والجغبوب… كانت العملة لغة مشتركة جديدة، تدخل جيوبهم لتوحي بأن ثمة ما يوحدهم”.

مقالات ذات علاقة

بين يدي رواية أحمد رفيق عوض الحياة كما ينبغي

فراس حج محمد (فلسطين)

بريق الصدأ

مصطفى الطرابلسي

التجرِبة العشوائية

حسام الدين الثني

اترك تعليق