قصة

سائق النائبة

Elgeddafi_Alfakhri_02

كنت مجرد سائق تاكسي ، لم أتحصل على عمل قط ، تجاوزت العقد الثالث من عمري ، دون امرأة تهتم بي ، أتوقف أمام فندق دار السلام كل يوم ، من أجل زبون أوصله للمدينة يدفع لي دينار أو دينارين ، أشتري بهما الحليب، وأرغفة الخبز لأمي وأخوتي ،مع المساء أخلد للنوم في كوخنا وسط الحطية ، وفجأة اكتظ الفندق بالنزلاء، منعت من الوقوف أمامه ، كثر المدججون بالسلاح ببزاتهم الخضراء الباهتة ، تعددت الحواجز والبوابات والتفتيش، في الشارع الواقع أمام باب الفندق، عندما ٍ سألت :- ماذا هناك ؟ قيل لي انهم النواب وصلوا الفندق.
في اليوم الأول ، ركبت معي امرأة أنيقة الهندام جميلة ، ترتدي نظارة على عينيها الجميلتين، في العقد الرابع من عمرها ، أوصلتها في البداية المدينة، وعندما عدت بها للفندق ، أنقدتني ورقة بعشرة دينارات، وأعطتني رقم هاتفها وأخذت رقم هاتفي قائلة لي:
– أنا نائبة وقد احتاجك غدا ..


ثم تكررت طلباتها لي مع الأيام ، كنت سرعان ماأصلها ، وتجلس الي جواري ، وتقضي ماتريد في المدينة ،وعندما تترجل من السيارة أمام باب الفندق، تدفع لي ورقة بعشرين دينار ، لم أحلم بها من قبل ، ثم استخرجت لي تصريحا به صورتي ، حتى اتوقف انتظرها أمام الفندق ، عقب انتهاء كل جلسة ، وأحملها الي حيث تريد ، توطدت علاقتي بها ، صارحتني انها اعجبت بي وأحبتني، صارحتها أنا كذلك، ، رميت بسيارتي في الرابش ، اشترت لي هي سيارة جديدة اسمها سنتافيا بيضاء اللون ، اصبحنا لانفترق قط ، ابتسمت لي الحياة معها..ودعنا حياة البؤس والفقر، أنا وأمي وأخوتي وهي اشترينا فيلا فخمة واسعة في الزاقوم.

مقالات ذات علاقة

دهشة مبتورة…

أحمد يوسف عقيلة

دموع من قريتنا..

ناجي الحربي

دكاكين…

جميلة الميهوب

اترك تعليق