كنت مجرد سائق تاكسي ، لم أتحصل على عمل قط ، تجاوزت العقد الثالث من عمري ، دون امرأة تهتم بي ، أتوقف أمام فندق دار السلام كل يوم ، من أجل زبون أوصله للمدينة يدفع لي دينار أو دينارين ، أشتري بهما الحليب، وأرغفة الخبز لأمي وأخوتي ،مع المساء أخلد للنوم في كوخنا وسط الحطية ، وفجأة اكتظ الفندق بالنزلاء، منعت من الوقوف أمامه ، كثر المدججون بالسلاح ببزاتهم الخضراء الباهتة ، تعددت الحواجز والبوابات والتفتيش، في الشارع الواقع أمام باب الفندق، عندما ٍ سألت :- ماذا هناك ؟ قيل لي انهم النواب وصلوا الفندق.
في اليوم الأول ، ركبت معي امرأة أنيقة الهندام جميلة ، ترتدي نظارة على عينيها الجميلتين، في العقد الرابع من عمرها ، أوصلتها في البداية المدينة، وعندما عدت بها للفندق ، أنقدتني ورقة بعشرة دينارات، وأعطتني رقم هاتفها وأخذت رقم هاتفي قائلة لي:
– أنا نائبة وقد احتاجك غدا ..
ثم تكررت طلباتها لي مع الأيام ، كنت سرعان ماأصلها ، وتجلس الي جواري ، وتقضي ماتريد في المدينة ،وعندما تترجل من السيارة أمام باب الفندق، تدفع لي ورقة بعشرين دينار ، لم أحلم بها من قبل ، ثم استخرجت لي تصريحا به صورتي ، حتى اتوقف انتظرها أمام الفندق ، عقب انتهاء كل جلسة ، وأحملها الي حيث تريد ، توطدت علاقتي بها ، صارحتني انها اعجبت بي وأحبتني، صارحتها أنا كذلك، ، رميت بسيارتي في الرابش ، اشترت لي هي سيارة جديدة اسمها سنتافيا بيضاء اللون ، اصبحنا لانفترق قط ، ابتسمت لي الحياة معها..ودعنا حياة البؤس والفقر، أنا وأمي وأخوتي وهي اشترينا فيلا فخمة واسعة في الزاقوم.