زيد علواني
في احد القرى النائية كان يأتي اليها حكيم في ربيع كل 6 سنين يمكث فيها سنتين ويغادرها وكان يقطن في دار الحكمة الذي يفع في اعلى الجبل ….. اشارت زوجة احد المزارعين ان يذهب اليه وينشد منه النصح كما فعل جاره حسان الذي كان فقيرا واصبح الآن ميسور الحال
قرر الرجل أن يصعد الجبل لينشد الحكمة … وعند وصوله اخذ يطرق على بوابة دار الحكمة فخرج اليه احد طلاب الحكيم ولما سائله عن غايته طلب من ان يمكث حتى يبلغ الحكيم بقدومه …. ثم بعد ساعة اتاه الطالب وصحبه الى بيت في وسط بستان وقال له امكث هنا حتى يأذن لك الحكيم لمقابلته فمكث عام كان الرجل يأكل من كل ما تنتجه الأرض. وبعد أن نفد الزاد قرر ان يعود إلى المدينة. كان الرجل يحدث نفسه:
الحكيم غير عادل.. ألم يعرف أنني انتظرت عاماً بكامله لكي أراه؟؟ لقد عضني الجوع وكان لا بد من العودة إلى المدينة”..
وفي هذه اللحظة ظهر الطالب ليقول له:
“كان الحكيم يريد أن يتكلم معك.. لقد أطعمك عاماً كاملاً وكان يتمنى لو أنك أنتجت طعامك بعد ذلك. لكن، ماذا زرعت؟ إن الذي لا يستطيع أن يزرع الزرع حيث يعيش لن يكون مستعداً ان يفهم الحكمة !!”..