شعر

طرابلس 1994

 ZWIK_02

 

1

جزيرة الدوران التهمت

الأخضر,عرائش زيتون نخل باسق, شجرات مشمش عشب متوهج ,نسوة عند /فم الحياش/صراخ أطفال ,أنا عند درج البئر ,يلتوي مجرى الماء تحت قدمي,توتة باسقة ,الشمس سيوف تخترق الأخضر,أنا أرقب العالم المكتظ بالنسوة والصراخ ,بيوت طين مطلية بالجير,خميسة وهلال ,”فم القاعدة ” هتاف يعلو ,دبابات تحرث اسمنث الطريق .

أنا أرقب العالم بدهشة ,مسدس سيارة مقلوبة’الخوف يأكلني ,طرابلس القبيحة تمد شوارعها تحت قدمي أبي ,أتدثر يده ألتصق بجرده الصوفي’ ’اخلعي يابنت” ينفلت نهدان مذعوران يلتصقان ببرودة الالة ,الدهشة تأخذني ,أضع يدي في يد أبي ’.لكن سؤالا استحال زوبعة يلفني بها جرده الصوفي’ كبرت يا أبي ’غدا لن تأخذني الي البحر ,غدا تهجرني العصافير ,غدا موت .

2

كلب يتبعني ,أمي تلهث خلفي بعصاها’.(عمي ابراهيم )يشير بعكازه حيث …الكلب يصرعني ,,عصا أمي تسوطنى ,طرابلس تتجمل ’لم يعد في مكنتي يا طرابلس أن أفتح قلبي للشمس ,خائفة يا طرابلس ,كم أحب هذياني فيك ,تجوالي في شوارعك المليئة بالقمامة والعاهرات ,ألسنة ذكورك الشبقة تلحس الشوارع خلف رائحة أنثي ! وأنا الجوع يأكلني ,ألهث خلف سمرة بهية لعلّه “هو” !لكن ,,..خيبات وخيبات ’طرابلس تبكيني وأنا أبكيها ,تناثر الأصدقاء .:كل إلي /بزنسه /, ,لم يعد وقت كي نحب ,

اخلعي يابنت سروالك الداخلي

اخلع ياولد سروالك الجينز

لم يعد وقت للحب

وطرابلس تجهش /تاكيلا

3

ليس لهذيان الليلة الأولي من سبتمبر إلا هذي الجرعة الأخيرة

البلاد تنفرط بين يدي تنفرط في قلبي

وأنت الذي أثوي إليه في ليل الخريف

مستوحدة مستوحشة وأنت قاطن فيّ.

أين أحط الرحال التي هامت طويلا ,

توزعت بينك وبين هذي البلاد

هذي البلاد القاسية القاتلة الرحيمة المقتولة

توزعتني المنافي ,توزعني جسدي الذي خاتلني لينهض في قيامته ,توزعتني أنت نهبتني مني ,سرقت تلألؤ الضحكات صهيل البسمات ,حبست الدمع فيّ كي أدفقه فيك ,,توزعت /شيحة /قلوص الراحلين الي تونس في رحلة اللاعودة ,وأنا تنهبني أنت وهذي البلاد,

مزروعة في بيت أبي واخوتي ,في سوق الجمعة في طرابلس في ليبيا في افريقيا في وسط عالم مهدود مكدود.

قل أنك تافه حقير نذل كاذب جبان وتيس ,,,,

حتي أرحل عن هذي الدنيا دون دمعة .

________________________________

هوامش

1/نشرت في مجلة الناقد العدد الثمانون فبراير1995ص24و25

2/فم الحياش ,ويطلق علي المكان الذي يتوسط مجموعة من البيوت ,وكان أغلب الليبيين يعيشون في بيوت متجاورة وعادة يكونون اقارب .

3/عمي ابراهيم الشبو كان صاحب الدكان الوحيد القريب جدا من /السانية /حيث أسكن ,,رحمه الله كان فاقد البصر ويطلب منا أحيانا أن نكنس دكانه ويشير بعصاه الي الأمكنة .

4/شيحة هي أخت ابو زيد الهلالي,وفي السيرة أنه في رحلته الأولي للاستكشاف قد أخذ معه أبناء أخته ,يحي ومرعي ويونس ,وظلت شيحة تتبعهم ,فطلب ابوزيد من ابناء أخته أن يذهب كل واحد في اتجاه ومن تتبعه يعود معها ,وهكذا صار فقالت شيحة :

يافارقين القلاصات ردوا قلاصاتكم ,,

وعقلي مابين القلاصات راح دهيب

.والقلوص هي الراحلة المحملة بالزاد للسفر

تسلم هذا النص الشاعر يحي جابر في سبتمبر 1994في مشاركته بمعرض الكتاب في طرابلس وكان يجهز لملف خاص عن المشهد الثقافي الليبي .ونشر هذا الملف في فبراير 95

 

مقالات ذات علاقة

سوريا

آمنة الأوجلي

ليس عليك ان تحلم

ليلى النيهوم

للمُغزلِ حبلٌ سُري ……………………..!!

مفتاح البركي

2 تعليقات

جمعه الدويب 25 يونيو, 2015 at 23:43

انت حالة شعرية بدون إضافة..

رد
جمعه الدويب 25 يونيو, 2015 at 23:44

انت حالة شعرية متفردة
شكرا لك

رد

اترك رداً على جمعه الدويب