استضافت نابل بتونس الملتقى العربيّ للثّقافة والفنون، الذي تنظّمه جمعيّة أحبّاء المكتبة والكتاب، تحت شعار «إبداع المرأة العربيّة المقاوم: الحصيلة والرّهانات» ضمن سلسلة لقاءات سنوية بدأت العام 2013.
وشاركت في هذه الدورة التي أقيمت في 23 و24 مارس، أصوات إبداعية مقاومة نسائيّة ورجاليّة: الدّكتور الأزهر النّفطي: «رمزيّة المقاومة في أعمال آسيا جبّار السّرديّة»، والشّاعرة والنّاشطة في المجتمع المدنيّ، عائشة إدريس المغربي،(ليبيا) التي شاركت بمداخلة بعنوان (الكتابة مواجهة الذات والآخر.. شهادة من تجربتي الإبداعية) أكدت فيها أن الكتابة فعل إنساني إبداعي في مواجهة الموت باتجاه الحياة ومقاومة القبح انحيازًا للجمال ومقاومة النسيان انحيازًا للتذكر والصيرورة.
أما النّاشطة الحقوقيّة والشّاعرة ليلى نسيمي (المغرب) فتحدثت عن وجود المرأة المقاوم من أجل حياة أفضل خارج إطار الإبداع متهمة التجارب الإبداعية للمرأة العربية بخلوها من فعل المقاومة.
وأكدت الشّاعرة الأديبة فضيلة الشّابي (تونس) على المبدع في مقاومة الانحياز للسلطة، كما تشهد تجربتها الإبداعية والشّاعرة إيمان عمارة «شعر المرأة المقاوم: فدوى طوقان ونازك الملائكة نموذجًا»، حيث ركزت في مداخلتها على فعل النسيان الذي يطال المبدعات العربيات.
وكذا شاركت الباحثة فتحيّة السعيدي: «تمثّل الأنا والآخر في الكتابة الشّعريّة النّسائيّة: ثورة وعلاقات وأدوار»، وشاركت الرّوائيّة آمال مختار «المرأة قائدة الفكر التّنويري»، وأيضًا الشّاعرة وفاء بالطيّب والفنّانة التّشكيليّة منى الفرجاني والشّاعر النّاقد عبد الوهّاب الملوّح والدّكتور الأزهر النّفطي والأستاذ معاوية الفرجاني، إضافة إلى مساهمة مكتوبة من الإعلاميّة والشّاعرة المغربيّة، ناهد الزّيدي، التّي قدّمت شهادة مؤثّرة عن علاقتها بالرّاحلة آسيا جبّار التّي كانت شخصيّة هذه الدّورة المحتفى بها.
شهد الملتقى عدّة فعاليات إضافة إلى الجلسات العلميّة الثّلاث وما حفّ بها من نقاش ومطارحات و تفاعل خصب ثريّ، من ذلك سهرة فنيّة جمعت بين الشّعر والغناء الملتزم والمسرح، فقد قدّمت دار الثّقافة محمود المسرحيّ بتازركة ومديرتها الشّاعرة وفاء بالطيّب عرضًا مسرحيًّا مميّزًا بعنوان : «التفّاح اللّي يفوح»، ثمّ قدّمت مجموعة «أقواس للأغاني الملتزمة» عرضًا موسيقيًّا ساهرًا، كما تمّ على امتداد يومي الملتقى عرض لوحات تشكيليّة وصور فوتوغرافيّة للفنّانتين منى الفرجاني وندى نصر.
وقال الكاتب العام لجمعية أحباء المكتبة والكتاب، الشاعر لطفي الشابي: «في هذه الدورة طرحت كثير من الأسئلة المهمة عن الإبداع وفعل المقاومة في المداخلات والنقاش، لكن الشّهادات كانت من أكثر فقرات الملتقى إثارة وعمقًا، وقد شدّت اهتمام المتابعين وأثارت تفاعلاً كبيرًا ونقاشًا واسعًا، وكانت شهادة الشّاعرة الكبيرة فضيلة الشّابي والشّاعرة عائشة إدريس المغربي من أكثر الشّهادات تأثيرًا في الحاضرين».
وحملت النسخة الأولى من الملتقى شعار «الكتاب والسّلطة»، وشارك فيه عدد من المثّقفين والمبدعين الذين كانوا يواجهون السّلطة القائمة على غرار الكاتب الحرّ سليم دولة والمناضل المبدع جلّول عزّونة.
وفي العام 2014 كانت الدّورة تحت شعار: «غربة الكتاب وكتابة الغربة»، وحضره كذلك رموز مقاومة مثل مدير بيت الشّعر التّونسي، محمّد الخالدي، والمفكّر يوسف الصدّيق والشّاعر محمّد الغزّي، حيث تحاول هذه اللقاءات أن تلقي الضوء على الإبداع المرتبط بالإنسان، والذي ينحاز للإنسان والمبادئ الإنسانية وحقوق الإنسان، وقد خصصت هذه الدورة لتكريم آسيا جبار لكن الموت غيب حضورها بيننا وأن كان إبداعها حاضرًا.