حوارات

العارف يتحدث عن «السجن» والغناء لتمجيد النظام (3/2)

بوابة الوسط

حاورته: أسماء بن سعيد

الفنان لطفي العارف
الفنان لطفي العارف

الفنان الليبي لطفي العارف الذي تصدَّر الصفوف الأولى لأبناء جيله من المطربين، الذي تحدث لـ «بوابة الوسط» في حوار مطوّل ننشره على حلقات عن نشاطه الفني وتأثير فترة غيابه على مسيرته الفنية.

وفي هذا الجزء اُفتُتح الحوار بقصة معارضته للنظام السابق:

انضمامك للمعارضة أو لجبهة الإنقاذ تحديداً؟
هذه القصة بدأت خلال رحلة كانت لتونس لمشاركة فنية والتقينا «بعميل مزدوج» معروف للاستخبارات في ليبيا لكنه غير معروف بالنسبة للمعارضة في الخارج، وقام بتجنيدي للانضمام للمعارضة وبدوري جُندت «محمد السيليني» بعدها ذهبنا إلى المغرب، حيث ظل السيليني هناك والتحقت به زوجته وسجل عملاً في مصر وأنا رجعت لليبيا لاصطحاب زوجتي وأبنائي، ولكنهم منعوني من السفر نظرًا لأن المخابرات الليبية كانت تراقبنا. بعدها أحضروا السيليني وتمت استضافتنا في سهرة فنية من تقديم فاطمة عمر وعطا الله المزوغي.

للأسف العميل المزدوج كنت أعتقده صديقًا واكتشفت في ما بعد بأنه من قام بالتبليغ عنَّا كما علمت بعدها بأنه شارك في ما كان يعرف بـ«التصفية الجسدية» للمعارضين في الداخل والخارج.

وساهم في قتل معارض هو محمد سالم عاشور فحيمة. وهو ناشطٌ في جبهة الإنقاد وكان في المغرب وبعدها بدأت المغرب في تسليم العديد من المعارضين الموجودين لذويهم مثل المحيشيي وغيره ثم تم تبليغهم من قبل مجموعة من المخابرات المغربية. لكن كانوا أكثر نزاهة بخصوص موضوع التسليم، بأن هناك مَن يراقبهم فنصحوهم بالخروج والمغادرة فورًا ولكن على أن يكون عن طريق مطار الدار البيضاء، لأن مطار الرباط كان أكثر تشددً ونشاطًا بالنسبة للمخابرات المغربية، فذهبوا إلى أميركا.

لكن العميل المزدوج كان لايزال على اتصال بهم واستدرجهم لليونان، هناك تم اغتيالهم وبعد الثورة بلغني بأن ذلك العميل المزدوج تم سجنه لفترة والتحقيق معه بعدها تم إطلاقه.

بعد التحقيق معي ثم احتجاز جواز سفري وتم التحقيق معي لمدة أسبوع وأذكر بأن «الزادما» التقاني وقال «الآن سيتم مسامحتك وإخراجك من السجن» كل هذا حتى لا يتم سجننا ونتحول لأبطال من وجهة نظرهم.. ظللنا شهرًا لدى الزادما وأسبوعًا في سجن أبوسليم السياسي، وحين خروجي من السجن أيقنت أن مشواري مع الغناء انتهى.

هل طُلب منك الغناء لتمجيد تلك المرحلة؟
بشكل مباشر لا، ولكن لو أردت الغناء مثلاً فبالتأكيد سأغني للنظام، فالأغاني التي كانت على شاكلة «سيري يا مركبنا سيري» وشاكلاتها أذكر في مرحلة سابقة أن أغلب أعمالنا كانت تسجل في مصر ثم تم قطع العلاقات الليبية – المصرية فاتجهنا للتسجيل في لندن وكان حتى نمرر أغنية عاطفية مثل «حنيت» أو «كيف ننسى» التي غناها مصطفى طالب وغيرها لابد أن نغني ما كان يعرف بالأغنية الوطنية.

هل كان الفنانون مجبرين في تلك المرحلة على الغناء للنظام؟
فعلاً.. هذا صحيح فأي حفل يشارك به الفنان كان يُجبر على افتتاح الحفل بأغنية وطنية، للنظام وقائده الأوحد وإلّا سيتم تهميشك كليًّا.

محطة أخرى نتوقف عندها من مراحل حياتك. حين يتحول فنان بحجمك لبائع في سوق الحوت «للهريسة والزيتون»؟
بزفرة نابعة من القلب بدأ حديثه.. كردة فعل لما حدث معي واستهجان للوضع العام والضغوط التي مُورست ضدي وضد كافة الفنانين.. قررت فتح محل في سوق الحوت لبيع «الزيتون والهريسة» وهذا الأمر استفزهم جدًّا.. وطلبوا أن أرجع للفن وأترك عني هذا العمل ولكني تحججت بأني مرتاح في هذه المهنة.

يتبع ..

مقالات ذات علاقة

مريم عيسى: الحواس ريشة تعزف موسيقى اللون

حواء القمودي

الشاعر إبراهيم المسماري: الشعر حالة وجدانية أما النظم فهو حالة عقلانية

صلاح الدين الغزال

علياء الفيتوري لنبض العرب: ”أطمح ان انقش اسما لي في الأدب الليبي والعربي والعالمي“..

المشرف العام

اترك تعليق