الذكرى الـ33 للشاعر الليبي حسن صالح
حسن صالح
كيف الوصول يا حبيبتي إليك؟
كيف الوصول يا حبيبي إليك؟
وبيننا أنهار دم
وبيننا براكين، وبيننا حمم
وألف الفل جمجمة
تحيا على الوهِم إذا قتلها السأم
وتستحيل جُثثاً هياكلا، رمم
لم يزرع التاريخ في أديمها
حرفا، ولم
تزهر على صحرائها،
شجيرة الكلم
ما عرفت في عمرها
كتاب شعر أخضر، ولا نغم
كيف الوصول يا حبيبتي إليك؟
وبيننا ..
دُنيا من الخراب، والعدم!
يا انت، يا حبيبتي
يا منية القلب الذي يحلم بالوصال
يمعت عنك القصص الطوال
ما قد يفوق السحر في غموضه
وروعة الخيال
فأنت عندما تمشين في
مواكب الأبطال
عبر قرى الريف الحزين الميت الأوصال
ترتعش البذرة في الحقول
تفيق من سباتها الطويل
تخضوضر الأرض ويزهو
الجو بالهديل
يمتلئ، الضرع فتنتشي الوعول
وتشرق الشمس على السهول
وتدفق الحمرة في خدود
أطفالنا، وفي الاعواد، والورود
يا انت يا رائعة الجمال
أبصرت في نافذة المحال
عينيك، وفي عمقيهما ابتهال
منديلك الصغير في خفوقه
يهتف بي: تعال
وا أسفاه! يا حبيبتي إذا الفراق طال
في هذه الأرض التي تعج بالأبطال
والموت والنضال
عاشقك العذري، لا يجيد الكر والنزال
فسيفه من خشب، ومهرة
تسمرت رجلاه في الأوحال
في عالم يموت فيه النور
عريان مثل فارس، تنوشه
خناجر الرياح، والديجور
ليس لنا يا حبي الكبير
ليس لنا سوى انتظار البعث والنشور
فربما تصدع التابوت عن جيل من
النور
كعاتيات الريح إ تقتلع الجذور
كالقدر المقدور
يمسح عن جبين الأرض لطخة الشرور
يفجر العدل بها
والحب. والسرور.
عراجين | رقم العدد: 5، 01 أغسطس 2006