سونيا الفرجاني – تونس
عام آخر ينتهي،
دون أن تقبّلني في ساحة عامّة،
أمام المارّة المحلّيّين ،
والسّوّاح، القادمين من موسكو
وبراغ،
وبرلين وروما،
أمام عمّال البريد الذّين عرفوني منذ كنت أتعلّم آحترام صفّ الإنتظار،
أمام بائع السّمك الهزيل، في عربته الحمراء،
أمام الكتبيّ الميسور الذي اشترى منّي كتبي بتخفيض،
وأمام التّلاميذ العائدين من دروس مبعثرة.
عام آخر انتهى
وأنا منكمشة على فكرتي،
وعلى قلم شفاهي .
ستنتهي صلوحيّته مرّة أخرى
وسأضطر لشراء لون داكن يناسب سنّي.
قبّلني، في السّوق
أمام العصافير
والرّجل المجنون الذي يصرخ دائما
وأمام المتسوّل الكاذب.
قد لا أجد فمي مرّة أخرى
إذا انقضى عام ، ولم تقبّلني أمام الجامع الجديد،
أو جامع الغرباء،
المدينة محاطة بالقباب والصّومعات
وأنت محاط بفكرة صدئة.
قبّلني أمام المقبرة،
لن تخجل من الموتى ،ولا من شاهدات القبور،
قبّلني خارج البيت
خارج المألوف
خارج الوقت
خارج تقويم هذا العام.
القبلة أسماك طائرة
لا يطالها القطّ.