من أعمال التشكيلي محمد العارف عبيه
قصة

أم السعـد

من أعمال التشكيلي محمد العارف عبيه
من أعمال التشكيلي محمد العارف عبيه

بين ام سعد “غسان كنفاني” ، وام السعد “جارتنا ” يسكن “وطن “.
يقول “كنفاني” في روايته “أم سعد تقف الآن تحت سقف البؤس الواطئ في الصف العالي من المعركة، وتدفع، وتظل تدفع أكثر من الجميع”.. هي نفس “أم السعد”جارتنا، التي تعيش تحت سقف البؤس اليوم بالوطن، هي البسيطة التي لاتطلعات لها بعد هذا العمر الموغل بمراحل مختلفة كانت تحكيها لي بين الحين والأخر،وتقول لي:
“الله لا توريك اللي شفناه أيام البراريك، والشيشمة بالطابور يابنيتي”.

كانت سعيدة براتب الضمان، وبضاعة الجمعية، لم ترهقها الأسئلة السياسية، ولا تطلعات التغيير، وتأذت جدا مما حدث بالوطن ولم تجد مبرراً منطقياً لما حصل حتى هذه اللحظة، ولكن اكثر ما أوجعها هو هدم “الشعاب” الذي كانت تواظب كل جمعة على زيارته.
كانت تطرق الباب بوقت محدد لتقول:
“بالله يا بنيتي لو بتطلعي حطيني على طريقك في سيدي الشعاب”.
وحتى لو لم ارد الخروج سأخرج لاجلها، احتراما لقدسية موعدها الأسبوعي الذي اعتدناه.
من الأسئلة التي تؤرقها الأن، هي سؤالها الذي لاينتهي:
“شن دارلهم ضريح الشعاب.. ليه عليهم نزعوا من البلاد البركة”

بين ام سعد كنفاني، وام السعد جارتنا حكايات تفاصيلها صغيرة قد نراها نحن “بسيطة، وعابرة”، وقد لا تعنينا ولا نتوقف عندها، ولكن بالنسبة لهما هي “حكاية وطن”…

مقالات ذات علاقة

من بنغازي إلى بانكوك

محمد الأصفر

إذاعة صوت القلب

صفاء يونس

علي بابا الثاني

البدري محمد الشريف المناعي

اترك تعليق