من أعمال التشكيلية الليبية نجلاء الفيتوري.
شعر

ولاء

من أعمال التشكيلية الليبية نجلاء الفيتوري.
من أعمال التشكيلية الليبية نجلاء الفيتوري.

ليتني أجلس إلى قدميك
وهلةً من نحيب 
وأتلو في مقامك نزراً من لوعة وصلاة
أن أمسح بكفي ولاءً خاشعاً على عرشك 
وأتأبط بلاط محرابك لبيعتي
وأتلمس في جبينك نبوتي الوئيدة
وأطوف على تجليك بتصوفي
وأن انصت خاشعاً لتدافع عبادة البوح اليك
أنا رجلٌ بسيط 
جئت من جوف القرية أسعى 
رجلٌ من سلالة المرسلين 
وصنف الأنبياء التي تلهمينها 
تشرعين لي كوناً من الشعر
رعيت الغنم صبياً في سوار الكثبان والنخل 
قبل أن تحدث أطرافٌ جديدة خذلها الحكم وزبانية العروش 
هذيتُ بالزجل فلم ينبغ لي
وهلوستٌ بزبوركِ فاحتُطِبت النار في دروبي
هاجرتُ باكراً دون بيعةٍ وأتباع 
وخذلتني الأنصار في غزواتٍ لاتحصى من الصعلكة 
أُبْتُ إليها دون فتحٍ ونصر
لأقطن عزلةً وتهويمةً زاهدة 
أهشُّ في خيالي ماعزاً أسطورياً 
وأنشبُ أناملي في ملح الأرض 
وسبخ الطهارة
لأغرس فسائل مختلفة الظل والغلال
أُضمر حَملكِ وهناً على وهن 
وأنتبذ لتنزيلكِ حِراءً مُحكماً خفيا 
وأهزُّ لتلقّيكِ جذعاً رطيباً 
ليحدو بشارة إعلان كتابك السماويّ
كم أحتاجكِ !
لكل شئ ..
ليكون الاكسجين أنقى
والسماء أجمل
والقمر باسما 
كنت مُصدعُ الرؤى فهدَأتْ
كنت أرى الحرف على الكيبورد مزدوجًا فاستوى 
رأيتُ المدينة مرتّبةً جداً
وأنيقةً وعاطرة
والأرض أكثر انبساطاً وخصوبةً
لتأتي النصوص مختلفةً ومغايرة
والمعاني عصيةً على الإجترار
لتزهر البشاشة في محيا البسطاء
سأمتنُّ كثيراً للبهجة التي تمتثل لأوامركِ

أوحِيْ إليّْ 
سأحتاج للصمت إليكِ
لأن اللغة تخذلني في ظهوركِ
ما أقل كلمات الحب الآن في حضرة صحوتكِ
تبدو خجولةً كحجابٍ لعصورٍ بالية
أنت تطلقينها من عقالها
وتحررينها من أسر بيادها 
وتمنحينها تسريحةً نافرة
لتبدو كمهرةٍ شقراء
أكرهكِ 
كما تأملين تماما
مثلما تكره القافلة الظامئة دلاء الماء 
كما يمقتُ السقيم مسحة البلسم
روحي بوصلةٌ تتوهُ عن نفسها دونكِ
كل بلادٍ تتحلى بحلولكِ بها 
وتدّعيكِ شمساً تخصينها وحدها 
وتنازع فيكِ الأجرام والفلك 
وتزعم بكِ أن لها مداراً وحدها
هكذا تخلخلين المجرة والوجود
أيتها الكوكب 
بقلبي نهرٌ من الهيام فيكِ
يحبكِ جداً جداً
هذا النص لايريد أن يكتمل
اختميه بصورةٍ تليق بكِ 
تكون ظلاً وضوءً مصاحباً 
على حائط الخلد

______________________
القاهرة 18شباط 2019 م

مقالات ذات علاقة

أيل في دمي

مناي إبراهيم

بلادٌ أتأبط حُزنها و أغني ..

مفتاح البركي

أدري أني في الشارع

عبدالرزاق الماعزي

اترك تعليق