عبدالله علي الأقزم
لغةُ السماءِ دماؤهُمْ و بيانُهمْ
و جراحُهمْ تلكَ المعاني الرائعة
همُ و القديحُ و كربلاءُ و زمزمٌ
منهمْ لهمْ صورُ الصلاةِ الخاشعة
القادمون مِنَ الجَمَالِ و كيفَ لا
و لحسنِهمْ كلُّ الروائعِ طالعةْ
السائرون إلى الخلودِ و فيهمُ
أحيا الخلودُ فصولَهُ المتسارعةْ
الناشرون النورَ مِن صلواتِهمْ
لهمُ بحارُ الأبجديَّةِ خاضعة
و حضورُهم بين الروائعِ كلِّها
إنقاذ هاتيك الظلالِ الضائعة
لقديحِهم و نخيلِهم و مياهِهم
و ندائهم كلُّ الزوايا طائعةْ
لمسيرِهم بين السماءِ و أختها
نهضوا لهذهِ أو لهذهِ جامعةْ
يتكاملون و كلُّ أمرٍ منهمُ
قطرٌ لدائرةِ الأمورِ النافعة
و سباقُهم بين الروائعِ كلِّها
لم يُكتشف بنتائجٍ متواضعة
خطواتُهم بين العنودِ و كربلا
نحو التحدِّي لم تكنْ متراجعةْ
و هناكَ في الأحساءِ بعضُ جراحِهم
و بكلِّ آهٍ في القراءة ضالعةْ
لبسوا المحيطَ و كلُّ نفسٍ عندهم
نحوَ المزيدِ منَ التميُّز طامعة
قد واجهوا الإرهابَ في صلواتِهم
و دماؤهمْ تلكَ المعاني الرَّادعةْ
يستحضرونَ الطفَّ في حركاتهم
و جراحُها بصدى المساجدِ ضارعةْ
و الكعبةُ النوراءُ في سكناتهم
تخضرُّ ساجدةً و تُزهرُ راكعةْ
قلبوا الحياةَ على الحياةِ فأنطقوا
في ذي و ذي ألوانها المتتابعةْ
صبوا السماءَ على السماءِ قصيدةً
أفرادُها تلك الحكايا البارعة
من أيِّ فجرٍ كان منبعُهم و كم
أفكارُهُم بين الحقائقِ قاطعةْ
مِنْ أيِّ بدرٍ كان منشؤهم و كم
وثباتُهم بين الفواصلِ ناصعةْ
أمن الحسينِ و نزفِهِ و جراحه
و رضيعه و حريمِه المتدافعةْ
مِنْ كلِّ أشلاءِ الضياءِ تكوَّنوا
لحروفِنا تلك النقاط اللامعة
هيهاتَ تبقى الفلسفاتُ جميعُها
من بعدِ هذا الفهمِ تظهرُ قانعةْ
كيفَ الوصولُ إلى قراءةِ قدرِهم
إنْ لم نعشْ فهمَ السماءِ السَّابعةْ
كيفَ الوصولُ إلى التجلِّي بينهم
إن لم نكن هذي الزوايا الشاسعةْ
كلُّ المآذنِ منهمُ و إليهمُ
لم تبقَ في لغةِ المذلَّةِ خانعة
لا تشتري إلا الوصولَ إلى السَّما
و هيَ التي في غيرِ ذلكَ بائعةْ
بين المآذن و البطولةِ صيغةٌ
و لكلِّ أبوابِ التجلِّي قارعةْ
ما غيَّبَ الإرهابُ وجهَ قديحِهمْ
و المجدُ بينهمُ الوجوهُ الساطعة
ما ليلةُ القدرِ الشريفةُ ترتوي
إن لم تكن لهم الفضائلُ راجعةْ
بجوارِهم تحيا الحياةُ و تحتفي
و لها بهم كلُّ المناظر رائعةْ
4/8/1436هـ
23/5/2015م