حوارات

الشاعرة: جنينة السوكني/ الشعر التونسي يلقى من اهتماماً واطلاعاً كبيرين

مع الشاعر الليبية جنينة السوكني

الشعر التونسي يلقى منا اهتماماً واطلاعاً كبيرين

 حاورها: عبدالسلام لصيلع

الشاعرة: جنينة السوكني

جنينة السوكني.. شاعرة ليبية تعمل في الحقل الصحفي، لها صوتها المتفرد، وهي صوت من الأصوات النسائية الليبية المتميزة، تشق طريقها بثبات وإصرار من أجل تقديم نص جميل إلى الناس.

في زيارتها الأخيرة لتونس زارتنا في مقر الجريدة، وكانت فرصة لمحاورتها في هذا الحديث الخاص:

أصوات متنوعة

* أي جيل أدبي تنتسبين إليه ضمن الأجيال الأدبية في الساحة الليبية؟.

– يسعدني أني أكون ضمن المجموعة الخيرة والفاضلة من الأدباء –شعراء وشاعرات-، والذين يمثلون الجيل الثالث حسب اعتقادي، فبعد الشعلة المضيئة من الرواد، برزت أصوات شعرية هائلة يمكننا القول بأنها رائعة وعظيمة كيفاً لا كماً.. وإن كانوا قلة من حيث العدد، كل صوت استطاع الرسوخ على أرض أدبية صلبة نفخر بها داخل ليبيا وخارجها.. وهذا الجيل شهد بزوغ جيل ثالث شجعه ووقف وراءه وقدمه للساحة الثقافية عامة، وحقيقة الأصوات كثيرة متنوعة الاتجاهات الفكرية والمذاهب الأدبية، يقف الناقد والقارئ والمستمع وحتى المطلع أمامها وقفه متأمل ومندهش ومعجب في آن واحد، ربما المجال لا يتسع لذكر الأصوات جميعا ولكن لا يمكنني تجاهل (حواء القمودي، وأسماء الطرابلسي، ومريم سلامة، وسعاد سالم، رامز النويصري، وعبدالدائم اكواص، وخالد درويش وسميرة البوزيدي وأرياف العذاب وكريمة حسين) وإن كانت “حواء القمودي” قد تأخرت عن الظهور لكنها سبقتنا شعراياً.. أيضاً الشاعرة الليبية المقيمة في تونس “بشرى الهوني”، إذن الأصوات موجودة وكثيرة ومساحة اللقاء لا تتسع لذكرهم.

الكتابة النسائية

* ما هي أهمية الكتابة النسائية في ليبيا؟

– بالطبع الكتابة النسائية في أي مكان من العالم لها رونق وجمال، وبالنسبة للكتابات النسائية في ليبيا يمكنني تقديم الإجابة في نقاط:

– الكتابة النسائية تمثل بشكل خاص متنفسا لها، جُبٌّ تصب فيه شكواها، أحاسيسها، معاناتها، تطورها، نقاط حياتها المضيئة، والزوايا المظلمة، وهذا طبعا يخدم الناقد الدارس لحياة المرأة الشاعرة والمرأة الإنسانة، لأننا كما نعرف الشاعر يعبر عن نفسه وعما يشعر به الآخرون.

– دون تقسيم مقصود متحيز للمرأة، كان لابد من وجود ما يسمى بالكتابة النسائية- وإن كنا نرفض هذا التقسيم- وذلك لمشاركة في مهرجانات إبداع المرأة التي تقام داخل وخارج ليبيا.

– الكتابة النسائية في كل مجالات الحياة، لاشك تعطي توازن للحياة العامة، الشعور بوجود المرأة المبدعة الكاتبة شعورا لا يخلو من الفخر، بل ويدفع بنسبة كبيرة من الأكسجين للتنفس الصحيح والصحي، وعلى الصعيد الشخصي لا يمكنني تقديم نفسي- للآخر- إلا من خلال تعدد نجاحات الكاتبات، بحيث يمثلن الظهر الذي يسندني، والسد المنيع الذي يحميني.

* ما هو موقع الأدب النسائي الليبي ضمن الحركة النسائية العربية؟

– موقعها مازال ضئيلا، تحجبه سحابة لا ندري متى تنقشع!! فبالرغم من أهمية أدبها، واجتهادها في سبيل إيصال صوتها لأبعد من مستوى حدودها… لا نجد اجتهادا من الساحات الثقافية- الأدبية- تحديدا للتعرف على قلم الكاتبة الليبية وصوتها بينما نحن مطلعون على الأدب العالمي وليس العربي وحسب.

* ما هي المشاكل والمعوقات التي تعترض المبدعة الليبية؟

– في الحقيقة… لقد تعرضت المبدعة الليبية لبعض المعوقات التي حالت دون ظهورها في الساحة بشكل قوي وثابت، يمكننا حصرها في الآتي:

– رفض الأهل أو أحد أفراد العائلة لأن تقول المبدعة كلمتها جهارا وبالشكل الذي يقدمها كاتبة، مما اضطر بعضهن للكتابة تحت اسم مستعار. أو ربما التوقف عن الكتابة بشكل كلي.

– من بين المشاكل: مشكلة النشر، نشر الكتاب ظلّ لفترة مشكلتنا الكبرى مما أخرنا عن مواكبة الركب للوصول في الوقت المناسب، تأخرنا كثيرا، ولكن تفضلت (مجلة المؤتمر) وبإدارة أستاذنا “محمود البوسيفي” الصحفي والكاتب بنشر الكتب مجانا. وهذه الخطوة جبارة وتاريخية. طبعا أملنا أن تستمر.

– كذلك المبدعة الليبية ثم تغييبها عن المشاركات العربية، والمشاركات الآن- أنت وحظك- أو اعتمد على العلاقات.

ازدهار نقدي

* هل يواكب النقد الإنتاج الأدبي النسائي في ليبيا؟

– بعد فترة من الركود… الآن تشهد الكتابة النسائية فترة الازدهار النقدي بحيث لا تفوت شاردة ولا واردة إلا وتخضع للنقد… النقد المتعمق الواعي المسؤول. ولكني أسأل: هل الكتابة النسائية دخلت مرحلة النضج!؟ أم أن النقاد استفاقوا؟

* ما هب أبرز الأصوات النسائية في ليبيا؟

– الإجابة محرجة… فكل الأصوات تفرض نفسها، وكل صوت له مذاقه، وجماليته، وكلهن صديقاتي وأعتز بهن.

لقاء الصدفة

* من أتى بل إلى الشعر؟

– التقينا صدفة… في ساعة ما، في زمن ما، لقاء العمر، ربما ألغى هويتي وحل محلها… ربما صار قوقعتي، وأحيانا فضائي، وأحيانا أخرى أجنحتي.

الشعر… يخلق عناصره.

* ما هي عناصر القصيدة لديك؟

– الفكرة… أو الموضوع الذي ينطلق كالشرارة، يحدث ذلك البركان من الكلمات التي لا يمكنني إلا أن أسبح في حممه مستسلمة طيّعة.

وأعتقد أن الشعر يخلق عناصره،. وأجواءه وطقوسه والمساحة المنتقاة، والزمن المستقطع من الحياة اليومية… الخ، بينما اللغة ملكي، والضاد لا تعاندني.

* أنت تكتبين الشعر منذ سنوات، وإلى الآن لم تصدر لك مجموعة، لماذا؟

– المجموعة الأولى بعثت بها إلى دار للنشر ظلت لديهم إلى أن نسيتها، عنوان المجموعة (قالت شهرزاد) الآن وهي مركونة لديهم جعلتها تحت عنوان (ماتت شهرزاد).

– المجموعة الثانية دفعت بها إلى قصور الثقافة بجمهورية مصر العربية الشقيقة لكنني وقعت فريسة المرض الخبيث (السرطان) ودخلت مرحلة العلاج فتركت موضوع الكتاب… الآن وقد دخلت مرحلة الاستشفاء عدت لمتابعة الموضوع… عنوانها (حرمة الخوف).

– المجموعة الثالثة قدمتها إلى (مجلة المؤتمر) التي ذكرتها أنفا للطباعة وأشكرهم مسبقا على جهودهم، وهذه حكايتي مع المجموعات.

الشعر التونسي

* ما هو مدى إطلاعك على الشعر التونسي حاليا؟

– الشعر التونسي خاصة والعربي عامة يلقى من الشعراء الليبيين اهتماما واطلاعا كبيرين حتى أنه يمكننا المقارنة بين الغث والسمين، وعلى الصعيد الشخصي أنا من المعجبات بشعر الأستاذة “جميلة الماجري”.

___________

عن الملحق الثقافي، لصحيفة الحرية التونسية.. العدد:775/ 01.04.2004

مقالات ذات علاقة

حوار مع الكاتب المسرحي والشاعر عبد الحميد بطاو

المشرف العام

حوار سنا الومضة.. مع الأديب الليبي جمعة الفاخري

المشرف العام

الباحثة اشتيوية بن محمود : نحتاج إلى دراسة ميدانية وفنية فالمشكلة معقدة !

مهند سليمان

اترك تعليق