ترجمات

خيارات متعددة

من رواية “خيارات متعددة ” للروائي التشيلي الشاب اليخاندرو زامبرا. صدرت الرواية بالاسبانية عام 2014 وصدرت بالانجليزية في منتصف يوليو 2016. حازت الرواية هذا الاسبوع على لقب كتاب الاسبوع في بعض اهم الصحف الادبية الامريكية…..(يراجع بوست سابق لمزيد من المعلومات حول الكاتب والنص).

غلاف رواية_خيارات متعددة_ترجمة

مقتطف من الجزء الاخير من الرواية….(ترجمة مأمون الزائدي)

الروائي التشيلي أليخاندرو زامبرا
الروائي التشيلي أليخاندرو زامبرا

لا تلقي بالاً، يابني، لما أقول لك، لا تحفل بي على الإطلاق. آمل مع الوقت، وفي ذاكرتك ، سيخفت صراخي، ملاحظاتي غير اللائقة، ونكاتي الغبية. آمل أن الوقت سوف يمحو كل كلماتي تقريبا ، ويحفظ الدافئة منها فقط ، وهي ماتزال تلغط بالحب. آمل قريبا جدا ان يخترعوا جهاز تحكم عن بعد يمكنك من خفض صوتي ، وان توقفني ، او تسرع إلى الأمام المشاهد غير السارة، أو يمكنك من الرجوع بسرعة كبيرة إلى الأيام السعيدة. بحيث يمكنك تجربة كل ماتريد ،حرية التصرف دون يقظتي واحتراسي ، والمتعة الهائلة في خوض الحياة بدوني. وحتى انك تستطيع أن تقرر، على سبيل المثال، إن كان ضروريا، محوي. أنا لا أعني محو هذه الكلمات، والتي هي في حد ذاتها سائلة، وقابلة للتلف. بدلا من ذلك،محوي تماما، كما لو اني لم أكن موجودا.
أعلم أن ذلك من المستحيل.

هذا ما تكون عليه الحياة، للاسف : ان تمحو ويتم محوك. كنا على وشك محوك، كما قد تعلم بالفعل او تشك . لم نكن نريد إنجاب طفل. المسألة هي ، اننا كنا لا نزال أطفال شخص ما وقتها . لدرجة أن احتمال أن نكون الآباء أنفسنا يبدو بعيد المنال بشكل رهيب. عرفنا مقدما ايضا أننا ذاهبون نحو الانفصال . بالنسبة لنا كان الحب مجرد حادثة عارضة ، حادث، وهو كتجربة افضل سيناريو ، او كنوع من رياضة خطرة .
قبل أن نعلم بالحمل بقليل ، كنا نفكر في الانفصال . ربما يصدمك معرفة أن سبب شجارنا كانت معضلة أن يكون لنا كلب ام لا . في البداية أرادت واحدا ، ولكني اعتقدت ان ذلك يضيف الكثير من المسؤولية. ثم صرت انا من يرغب في الحصول عليه وجادلتني باننا كنا بخير كما نحن ، وأن علينا تأسيس أنفسنا كزوجين قبل الحصول على الكلب. وفي النهاية اتفقنا : لم نكن على يقين من أننا سنكون قادرين على رعايته جيدا، أو أن يكون لدينا الصبر والانضباط اللازم لأخذه للتنزه كل يوم، نتأكد من أن طبقه مليئ دائما بالطعام، وان نضع له طارد البراغيث كل شهر.
كنا نظن اننا صغارا جدا لنأخذ على عاتقنا مسؤولية كلب، و لم نكن يافعين جدا : كنت في الرابعة والعشرين، في نفس عمر أمك. وفي تلك السن، كان لوالدي طفلين.الأصغرفيهما بعمر أربع سنوات، كان أنا . ولكن في جيلي- وأعرف أنك تكره هذه الكلمة – كان انجاب الاطفال شيء نبدأ بالتفكير فيه فقط عند الثلاثين أو الخامسة والثلاثين، إذا بدأنا بالتفكير فيه. على أية حال، أنا لا أعرف ما اذا كان هناك أي عزاء في هذا ، ولكننا عندما علمنا بالحمل لم نفكر ابدا في إمكانية الإجهاض. أعني أننا فكرنا في ذلك، سألنا عن الأسعار في العيادات السرية، حتى اننا ذهبنا إلى واحد منهم، لكننا لم ننظر فيه بجدية. وسيكون من غير الدقيق القول بأن غيرنا رأينا ، لأنها، كما قلت سابقا ، كانت فكرة واحدة من بين كثيرات، لكنها لم تكن الفكرة الأساسية .
كان اليوم الذي ولدت فيه أسعد يوم في حياتي، ولكني كنت عصبيا جدا لذا لا أعرف ما إذا كانت السعادة في الواقع هي أفضل كلمة لوصف ما شعرت به. وأعتقد أنه من واجبي أن أقول لك، على الرغم من الحب المطلق الذي شعرت به نحوك دائما ، وعلى الرغم من كم كنت قد أشرقت في حياتي، وأفترض ان أمك كذلك- أنا لم أرها منذ عشر سنوات الآن – ولكني متأكد من أنها كذلك، قد كنت مصدرا دائما للسعادة، على الرغم من كل ذلك، لا بد لي من ان اقول لك انه خلال ثمانية عشر عاما عشتها حتى الآن ، لم أكف عن التساؤل عما كانت ستكونه حياتي إذا لم تكن قد ولدت .
انها فكرة مسيطرة ، مخرج يؤدي إلى أحلك الليالي، للسواد الأكثر اكتمالا، ولكن أيضا إلى الظل، وأحيانا، ببطء، نحو ما يشبه الصحو في الغابة. هذه الأوهام طبيعية، ولكن ليس شائعا جدا اعتراف الآباء والأمهات بها. على سبيل المثال، على مر السنين فكرت آلاف المرات أني إذا لم انجبك لكنت احتاج قدرا أقل من المال، أو يمكنني أن اختفي لأسابيع دون الحاجة إلى القلق حول أي شخص. كان يمكن أن امدد شبابي لعدة سنوات أخرى. قد اكون قتلت نفسي. أعني، النتيجة الأولى لولادتك أني منذ ذلك الحين، لن أتمكن من قتل نفسي. عندما يحدثني بعض أصدقائي الذين لم ينجبوا أطفالا عن جروحه قليلا حيث، وبعد النبش بفتور حول ذلك الامر، يجد اليأس الذي لا حصر له والحسرة، أنا لا أقول له ما أعتقده حقا، وهو: لماذا فقط لا تقتل نفسك؟
أنا لا أعرف ما إذا كان لحياتي اي معنى بدونك. ولا أعتقد أن لحياتي أي معنى آخر غير أن أكون معك.

مقالات ذات علاقة

قصص قصيرة مترجمة

عمر أبوالقاسم الككلي

من ترجماتي: “أعمدة الملح” رواية للبريطانية / الأردنية Fadia Faqir

المشرف العام

شذرات من قصائد قديمة

زكري العزابي

اترك تعليق