شعر

يا قطرة من عسل

من أعمال التشكيلي الليبي توفيق بشير

أَسْمَعُ صَوْتَكَ
تَثُورُ بِدَاخِلِي ظِلالِيَ العَطْشَى
وَيَمْتَلِئُ صَمْتِي بِالضَّجِيجِ..
يَا قَطْرَةً مِنْ عَسَلٍ ..
كَيْفَ السَّبِيلُ وَأَنَا لا أَعْرَفُ الشَّبَعَ؟
أُرِيدُ أَنْ أَغْتَرِفَكَ بِكُلِّي ..
لأَرْتَشِفَ سَعَادَتِيَ القَلِيلَةَ مَعَكَ
بِفَرَحٍ وَحُزْنٍ كَبِيرَيْنِ ..
فَأَلْتَهِمُكَ كشجرة شوكولا
نبتت منْذ آلافِ السّنِينِ..
عِنْدَمَا يَأْتِينِي صَوْتُكَ
تَخْلَعُ أُذنَايَ بَرَاءَتَهُمَا
وَيُهَرْوِلُ نَبْضِي حَافِيَ التَّرَوِّي
يَنْزَعُ عَنْ عُمْرِي طِينَهُ وَعَجِينَهُ
فَيَسْمَعُ تَفَاصِيلَ إِيْجَادِي ..
أَتَذْهَبُ …!!؟؟
مَاذَا سَأَفْعَلُ بِبَقَايَاكَ بِدَمِي !!
اِنْعِكَاسِ كَأَسِكَ فِي اقْتِرَابِي!!
هَلْ سَتَمُوتُ رِيَاحُكَ عَلَى أَغْصَانِي !؟
وَتَمْضَغُهَا الصَّحْرَاءُ المُسْتَدِيرَةُ !!
أَدْمَنْتُ لَعْقَ أَنْفَاسِكَ عَلَى عُنُقِ الأَسْلاكِ
أَسْمَعُ اهْتِزَازَ أَشْجَارِهَا بِقَلْبِي
فَيَتَأَرْجَحُ صَوْتُكَ ..
عَلَى جَسَدِ حِيَلِيَ القَدِيمَةِ ..
يَقِينًا :
أَلْفُ مُهَاتَفَةٍ لا تُسَاوِي لِقَاءً وَاحِدًا
فَلِم البُعَادُ .. !؟
أَسْتَجْدِي سَاعتِي :
قِفِي .. قِفِي ..
فَيَبْدَأُ العَدُّ التَّنَازُلِيُّ لِفَرْحَتِي
المُرَاقَةِ عَلَى شَفَتَي النَّهَارِ
وَخُلاصَةُ الحُزْنِ أَنَّ الشَّوْقَ كَبيرْ ..

مقالات ذات علاقة

تحايا على عتبة عيد

حنان كابو

مع أبي إلى الحقل

سراج الدين الورفلي

سماعي ثقيل: لونجا صبوغ

عاشور الطويبي

اترك تعليق