طيوب البراح

يا ابن أمي

سمية كوري

من أعمال التشكيلي.. معتوق البوراوي
من أعمال التشكيلي.. معتوق البوراوي

ابن أمي.

خانتني الأبجدية، تؤلمني الحكايات، وتؤرقني ذكرياتنا، أكتب لك الآن بقلب أضناه الشوق وأتعبته الطرقات، وأرهقته الليالي المليئة بالحنين لك.

موحش البيت بدونك، والطريق، وحتى الرصيف الذي في الحي يشتاق لصرير خطاك.

ما كان المنتظر هذا، يتيمة هي شفتاي لا يخرج منها سوى المر من الكلام، عديمة الجدوى هي أمنياتي لأن الموت خطف أمنيتي الوحيدة التي لطالما دعوت الله أن يبقيها لي إلى الأبد.

يا ابن أمي، الوقت مبكر جدًا لرحيلك، ولازال هنالك الكثير من الأشياء، الكثير من الشجارات، والهدايا بمناسبة يوم نجاحي، لازال الكثير ويوم زفافك المنتظر، وأبناؤك الجميلون، وأن يناديك الورى بأبي الصبيان أو البنات.

ما كان يجب أن تغادر بهذه السرعة، يا ابن أمي حسبي الله على أيامي من دونك ومن دون سماع طرقة الباب من راحة يديك. مشتاق يا ابن أمي فسلام على روحك في الخالدين، تطوقني الذكريات من كل المداخل، ابتسامتك تتجلى أمام عينيّ في كل يوم، تارة في الجامعة، وتارة في السوق، وتارة عند اليقظة، وحتى في النوم.

فلتعلم بأني لن أرضخ حتى تصل كل دعواتي إليك، هناك حيث أنت تحت القبور.

نمْ يا هناء عمري، فقرّ، واسلمْ يا مهجة فؤادي.

أتعود يا ابن أمي حتى أُرِيكَ دفاتري، وربيع شبابي الضائع في سبيلِ لقياك؟!

مقالات ذات علاقة

آخر حكاية من حكايات شارعنا

المشرف العام

أمة في مهب الريح…؟

المشرف العام

لوعة الشوق

المشرف العام

اترك تعليق