شعر

وقفٌ عليكَ الحُزنُ


التليسي يرثي نفسه[
*]

وَقْفٌ عَلَيْكَ الحُزنُ بِتَ مُغادرا
و مُخلفاً للقلبِ جُرحاً غائرا
وَقْفٌ عَلَيْكَ الحُبُّ آخر ماجدٍ
(خَبَرَ الحَياةَ مَوَارِدَاً ومصَادِرَا)[[1]]
وَقْفٌ عَلَيْكَ الحُبُّ يا مَنْ تنتمي
(للصَّادِقيَن بَوَاطِناً و ظَواهِرَا)[[2]]
وَقْفٌ عَلَيْكَ الحُبُّ يا مَنْ فَضلُهُ
(عِنْدي سأحْفظُهُ وفيّاً شَاكِرَا)[[3]]
وَقْفٌ عَلَيْكَ الشِعرُ صغتَ قَصيدَهُ
(و رفَعتهُ طُوقاً تأرجَ عاطرا)[[4]]
(سَيَجِفُ مِنْا الشِّعْرُ إِنْ لَمْ نَسْقِهِ)[[5]]
بِعطاءِ غَيمكَ حِيْنَ أقبلَ مَاطرا
(قـد عِشت للأَشْعَارِ تصْحَبُ مارِداً)[[6]]
و نَظمتَ سِحراً حتّى خِلتُكَ سَاحِرا
(خمسونَ مِنْ عُمرِ الزّمانِ و هَبْتَهَا)[[7]]
للفكرِ تُخرسُ جَاحداً أو نَاكِرا
(و صَرَفْتَ خَيْرَ العُمْرِ بَيْنَ مَعَابِــدٍ)[[8]]
للْفِكْرِ أو عنْدَ النّوازلِ ثائرا
(أَوْ تطْعِمُ الوَطَنَ الكَبِيْرَ حُشَاشَـــــةً)[[9]]
جُوداً (و تَعْمُرُ سَائِباً أو دَامِرَا)[[10]]
(قدْ كُنْتَ ذَاكَ الطَوْدَ يَعْلُــو شَامِخاً)[[11]]
(لا تنثني للموجِ يزحفُ هادرا)[[12]]
(مُتَحَديَاً قَهْرَ الظُّرُوفِ مُنافحاً)[[13]]
(تهـوى مُنَازَلَةَ الخُطُـوبِ حَوَاسِرَا)[[14]]
(تُعطـي و تُعطِــي لا تُبــالي مُنفقاً)[[15]]
(أيّامهُ الأولى عطاءً زاخرا)[[16]]
(فَجَعَلْتَ اسمَكَ في الدُّنَا أسْطُـورةً)[[17]]
و ملأتها فكرًا وذِكْراً سَائِرَا
(لا يملكُ الدوحُ العظيمُ ظِلالهُ)[[18]]
قَدرُ المَواهبِ أنْ تَفيضَ مَآثرا
عبثاً بَكيتُ على رَحيلِ (خَليفةٍ)
عَبثاً و هلْ تَصفُ الدُموعُ مَشاعرا
مَنْ ذا سَأذكرُ أو سأندبُ فَقدهُ
هلْ كاتباً أم ناقداً أم شاعراَ
(لاَ يُنْكِـرُ الشَّجَـرُ العَرِيقُ جُـذُورَهُ)[[19]]
أو تُنكر الأفلاكُ نجماً نَائرا
ستظلُ تُذكرُ مَا تَنهدَ عَاشقٌ
كَلِفٌ بِمَنْ نَسيتْ مُحباً ذَاكرا
سَتظلُ تُذكرُ مَا تَنفسَ شَاعِرٌ
يَصِفُ الديارَ وَ قَدْ جَلَوْنَ سَوَاحِرَا
ستَظلُ تُذكرُ كيفُ تُصبحُ غَائباً
و مَعينُ فِكــركَ في الخَواطرِ حَاضِرا
إنَّ المَشاعرَ لا يَغُركَ صَمتُهَا
(و لرُبَّ صامِتَةٍ تَقُصُ نَوَادِرَا)[[20]]
ستَظلُ تَسكُنُ في القُلوبِ مُكَرماً
مِثلَ القُصورِ و إنْ سَكنْتَ مَقَابرا

البيضاء 16\1\2010


* اقتبست أبيات من قصائد لخليفة التليسي كما هو مبين حسب كل بيت، لذلك اعتبرته يرثي نفسه دون حاجة لرثاء أمثالي.

[1] قصيدة (وقف عليها الحب) و أصل البيت ” لَهُمُ معَ الأَثْبَاجِ صُحْبَةُ مَاجِدٍ ### خَبَر الحَياةَ مَوَارِدَاً ومصَادِرَا”

[2] قصيدة (وقف عليها الحب) و أصل البيت ” للغارِسِينَ عُلُومَهُم وفُنُونَهُم ### الصَّادِقيَن بَوَاطِناً و ظَواهِرَا”

[3] قصيدة (وقف عليها الحب) و أصل البيت ” يَا مَنْزِلَ الصَّبوَاتِ كَمْ لَكَ مِن يَدٍ ###عِنْدِي سأَحْفظُها وفيّاً شَاكِرَا”

[4] قصيدة (وقف عليها الحب) و أصل البيت ” فَنَظمْتُ مِنْهَا مشَاعِري وخَوَاطِري### ورَفَعْتُهَا طَوْقاً تَأَرَّجَ عَاطِرَا”

[5] قصيدة (هجر) و أصل البيت “سَيَجِفُ مِنْكَ الشِّعْرُ إِنْ لَمْ تَسْقِهِ ### بمَلاَحَتِي وَ ظَرَافَتِي وَ وِدَادِي””

[6] قصيدة (القيصرونة) و أصل البيت ” وَ أَعِيشُ للأَشْعَارِ أَصْحَبُ مارِداً ### يُوحِي إلىَّ الحُلْوَ مِنْ أقْوالي”

[7] قصيدة (قدر المواهب) و أصل البيت ” خَمْسُوْنَ مِنْ عُمْرِ الزَّمَانِ وَهَبْتُهَا### للْفِكْرِ أَرْفَعُ كُلُّ يَوْمٍ جَانِبَا”

[8] قصيدة (شموخ) و أصل البيت ” وَ صَرَفْتَ خَيْرَ العُمْرِ بَيْنَ مَعَابِدٍ ### للْفِكْرِ أَوْ في هَيْكَلِ الأَشْعَارِ”

[9] قصيدة (قدر المواهب) و أصل البيت ” أَوْ أُطْعِمُ الوَطَنَ الكَبِيْرَ حُشَاشَتِي ### وَ أُعَانِقُ الأَحْرَارَ فِيْهِ مَوَاكِبَا”

[10] قصيدة (وقف عليها الحب) و أصل البيت ” لِسَواعِدِ الفِتْيَانِ تَرْفَعُ في الذُّرَى### عَلَما وتَعْمُرُ سَائِباً أو دَامِرَا”

[11] قصيدة (شموخ) و أصل البيت “أَوْ كُنْتَ ذَاكَ الطَوْدَ يَعْلُو شَامِخاً### في وِحْدِةِ الرُّهْبَانِ وَ الأَحْبَارِ”

[12] قصيدة (وقف عليها الحب) و أصل البيت ” لِحِجَارة الوَادِي وشُمِّ صُخُورِه### لا تَنْثَنِي للسَّيْلِ يَزْحَفُ هَادِرَا”

[13] قصيدة (قدر المواهب) و أصل البيت ” مُتَحَديَاً قَهْرَ الظُّرُوفِ وَ نَاحِتَاً ### في الصَّخْرِ في الصَّخْرِ الأَصَــمَّ مَسَارِبَـا”

[14] قصيدة (وقف عليها الحب) و أصل البيت ” وَقْفٌ عَلَيْهَا الحُبُّ كُرْمَي عَيْنِهَا ###تَحْلُو مُنَازَلَةُ الخُطُوبِ حَوَاسِرَا”

[15] قصيدة (قدر المواهب) و أصل البيت ” نُعْطِي وَنُعْطِي لا نُبَالِي نَالَنَا عَنَتٌ يَرُدُّ المَكْرُمَاتِ مَثَالِبَا”

[16] قصيدة (وقف عليها الحب) و أصل البيت ” أَوْ فَاقْنَعِي مِنْهُ بِمَا قَدْ قَدَّمَتْ### أَيَّامُهُ الأُولَى عَطَاءً زَاخِرَا”

[17] قصيدة (القيصرونة) و أصل البيت “وَ جَعَلْتُ اسمَكَ في الدُّنَا أسْطُورةً ### تمْضِي ِبهَا الأجْيَالُ للأجْيَالِ”

[18] قصيدة (قدر المواهب) و أصل البيت ” لاَ يَمْلِكُ الدَّوْحُ العَظِيْمُ ظِلاَلَهُ### قَدَرُ المَوَاهِبِ أَنْ تَفِيْضَ مَشَارِبَا”

[19] قصيدة (قدر المواهب) و أصل البيت ” لاَ يُنْكِرُ الشَّجَرُ العَرِيقُ جُذُورَهُ ### كَلاَّ وَ لاَ النَّجْمُ الوَلِيْدُ كَوَاكِبَا”

[20] قصيدة (وقف عليها الحب) و أصل البيت ” فاسْتَنْطِقِ التَّارِيخَ عنْ أيَّامِهَا ### ولرُبَّ صامِتَةٍ تَقُصُ نَوَادِرَا”

مقالات ذات علاقة

موت طبيعي

فيروز العوكلي

أنا لا أنساك ..

منيرة نصيب

مرحبا رمضان

خالد مرغم

اترك تعليق