وزير الثقافة والمجتمع المدني الدكتور عبد الرحمن هابيل
حوارات

وزير الثقافة والمجتمع المدني الدكتور عبد الرحمن هابيل لصحيفة قورينا الجديدة: تحقيق النجاح وإيجاد الحلول هو مسؤولية مشتركة بين المثقف والمؤسسة

وزير الثقافة والمجتمع المدني الدكتور عبد الرحمن هابيل لصحيفة قورينا الجديدة: تحقيق النجاح وإيجاد الحلول هو مسؤولية مشتركة بين المثقف والمؤسسة

ساعون في خلق منظومة ثقافية تمكّن الجميع من المساهمة في حراكنا الثقافي.

وزير الثقافة والمجتمع المدني الدكتور عبد الرحمن هابيل
وزير الثقافة والمجتمع المدني الدكتور عبد الرحمن هابيل

.

خاص/ حاوره/ معتز بن حميد

تصوير:فاتح مناع

.

ونحن نبتهج بالذكرى الأولى لثورتنا المجيدة ونتطلع إلى عالم جميل تسوده المحبة ويظلله العدل، ونحن نرنو إلى مشهد ثقافي مميز، نغتنم فرصة وجود الدكتور عبد الرحمن هابيل وزير الثقافة والمجتمع المدني بمدينة بنغازي مشاركا فيها بأعياد النصر والتحرر ونستقطع من وقته الثمين هذه الدقائق في هذا الحوار حول مستقبل الثقافة ببلادنا وطموح المثقفين…

ــ يستبشر المثقفون الليبيون بإعادة إنشاء وزارة الثقافة في ليبيا الحديثة لتكون صرحا وطنيا لدعم الحركة الإبداعية الوطنية.. ما مشروع الوزارة الأساسي تجاه هذه الطموحات؟

لاشك أن الثقافة ببلادنا كانت تعاني من الإهمال والتوجيه القسري لخدمة أغراض شخصية، وأن الإبداع الليبي على الرغم من تميزه إلا أنه كان محصوراً غير قادر على إبلاغ خطابه الثقافي. ونحن في وزارة الثقافة والمجتمع المدني نحس بثقل المسؤولية التي ألقيت على كاهلنا وإنها لأمانة جسيمة نسأل الله التوفيق في حملها والنهوض بها إلى حيث نطمح جميعاً. ولا شك أن الوزارة تعتمد على وقودها الحقيقي وهم المثقفون الوطنيون من أهل العلم والأدب والفنون الذين بجهدهم الدؤوب وإسهامهم الفاعل نصل إلى ما نصبو إليه. وتحاول الوزارة بما أتيح لها تذليل الصعوبات التي تحول دون بلوغ ثقافتنا مكانتها المرموقة، وتفتح الوزارة أبوابها أمام كل التصورات والمقترحات التي من شأنها تفعيل مشهدنا الثقافي وإبراز مفرداته الجميلة. وإننا ساعون في خلق منظومة ثقافية تمكّن الجميع من المساهمة في حراكنا الثقافي، ولدينا برنامج سنعلن عنه قريبا يتضمن نشاطاً ثقافياً وفنياً متنوعاً في جميع مدن ليبيانا الحبيبة ليكون فرصة لإبراز المواهب الشابة والقدرات الخلاقة القادرة على العطاء، وهذه دعوة إلى جميع المثقفين والمبدعين للمساهمة في إنجاح هذا البرنامج.

ــ هل هناك اهتمام بمشروع اكتشاف وتدريب وتطوير الكفاءات الجديدة في مجالات الإبداع الأدبي والفني في ليبيا، أم أن اهتمامات الوزارة تتجه لموضوعات أخرى ؟

نعم نحاول قدر الجهد والاستطاعة الاهتمام بالكفاءات الشابة ونحرص على ضخ دماء جديدة في شرياننا الثقافي، ونعتزم فتح دورات تدريبية أمام الشباب الراغبين في تطوير أدائهم في المؤسسات الثقافية المختلفة، ويقع جزء كبير من المسؤولية في هذا الصدد على مدراء الدوائر الثقافية لبلادنا، وفيما يقدمونه من مقترحات وتصورات تخدم هذا الغرض.

ــ نشر الكتاب الليبي خارجياً متأخر جداً إذا قورن بدول الجوار وباقي الدول، عربيها ودوليها، ما المعالجات ضمن خطة الوزارة في تطوير مسألة النشر ؟

نشر الكتاب الليبي همٌّ آخر من الهموم التي تؤرقنا، فنحن نشعر بمدى حاجة الكتاب الليبي إلى الانتشار ولعله من خلال هيأة الكتاب يمكن أن يعالج هذا الشأن، ويبقى الحضور عربيا وعالميا في معارض الكتاب أمرا له أهميته في إطار نشر الثقافة الليبية، ونحن نأمل أن يكون هذا  الحضور فاعلا ومتنوعا بحيث تشمل فرصة المشاركة كل المثقفين والمبدعين، ونحتاج في ذلك إلى قليل من الصبر وكثير من العمل، ولن يكون هناك إهمال بإذن الله.

ــ بصراحة، هل تتوقع أن تجد حلولا ناجحة لمشاكل الثقافة الليبية المتراكمة على مستوياتها جميعها ؟

حقيقة المرحلة التي نمر بها مرحلة حساسة ومهمة من تاريخ بلادنا، والتركة كبيرة وثقيلة وتحقيق النجاح رغبة صادقة ولكنه ليس وعدا قاطعا، فالمرء لا ينبغي له أن يعد بما لا تناله يده، فتحقيق النجاح وإيجاد الحلول هو مسؤولية مشتركة بين المثقف والمؤسسة وعلى قدر تفهم المثقف بحساسية المرحلة وعلى قدر استعداد المؤسسة للدعم والرعاية يكون النجاح. نحن من طرفنا في وزارة الثقافة لن ندخر جهدا في تذليل ما نستطيع تذليله من صعوبات، ونحاول أيضا تسهيل آلية الاتصال ليكون الجسر بين المثقف والمؤسسة مفتوحاً وممتداً، ونسأل الله التوفيق في هذا الصدد؛ نريد فقط التحاما أكبر من المثقفين بوزارتهم التي ما وجدت إلا لخدمتهم وفتح الآفاق واسعة أمامهم.

ــ في اعتقادك كم يلزم من وقت كي نرفع من قيمة مجالات الثقافة الليبية كافة في مرحلتنا الجديدة ؟

الوقت يحدده أهل الثقافة والأدب والفن وبحسب تكاثف الجهود واتحاد النوايا الصادقة، يكون القفز على مسألة الوقت. أهل الثقافة ينبغي لهم أن يمارسوا دورهم المنوط بهم ونحن معهم ولن ندخر جهدا نستطيعه في دعمهم.

ــ حضور الأدب الليبي وكذلك الفنون في الخارج حضور شكلي في أغلبه.. هل سيظل الأمر على ما هو عليه حتى في وجود هذا الكيان المستحدث؟

أملنا أن يتغير الحال وأن يتخذ الأدب والفن شكلاً له معنى حضاري في حضوره ومشاركته، ولكن حتى يتم ذلك نحتاج إلى شيء من التراكم وحرص على الوجود ولو كان في البدايات قليلاً أو ضعيفاً، وشيئاً فشيئاً سيتحول هذا الحضور إلى الفاعلية التي نرجوها، ولعل مشاركتنا في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الثالثة والأربعين هذا العام جاءت ضمن هذا الاهتمام، واستطعنا فعلاً على الرغم من ضيق الوقت والارتباك أن نحقق شيئا من النجاح تمثل في إقامة مجموعة اللقاءات الثقافية والأمسيات الأدبية  التي عنت ببيان خطابنا الثقافي بعد 17 فبراير وكان لها صدى طيب عبر وسائل الإعلام المحلية والعربية، ويكفي أننا من خلال هذه المشاركة توصلنا إلى أن تكون ليبيا هي ضيف شرف معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته المقبلة وأتصور أن هذا الانجاز ليس بالهين وأتمنى على الجميع أن يشجعوا مثل هذه المشاركات وأن يقدروا أهميتها ولو لم يكونوا مشاركين فيها فعلياً. وإن الفرص التي أتيحت لغيرهم اليوم ستأتيهم غدا، فقط قليل من الصبر وكثير من الحرص على هذا الوطن الغالي حتى تتخذ الأمور خط سيرها الصحيح، ونتمكن من خلق آلية جادة تجعل من هذه المشاركات تمثيلاً حقيقياً للثقافة والمثقفين في بلادنا.

عن صحيفة قورينا الجديدة

مقالات ذات علاقة

نجلاء الشفتري: عيشة بن الحوات الرواية الأوضح في ذاكرتي

رامز رمضان النويصري

د.أحمد إبراهيم الفقيه: كل أعمالي أراها مسودة لما أتمنى أن اكتبه في المستقبل

المشرف العام

المفكر الليبي الدكتور إبراهيم الفقيه: القذافى قتل روح الإبداع والتألق في عقول الكتاب والأدباء

المشرف العام

اترك تعليق