حوارات

هناء المريض: لا أرى في طرح الرفض، ثورة!!

هذه مرَّتي الأولى التي أكتبُ فيها عنكَ.. لكَ..
التي أكونُ كغيمةٍ أرْبَكها هزيمٌ فأغدَقَتْ.
لربما كمحاربٍ لم يَهَبْ حرباً .. وأجهشهُ قصيد.
أو كناجٍ سيبقى مدى حياته باحثاً عن أناهُ التي كانت تَحْيَاهُ قبل تلكَ العاصفة.
و اعتذارُ طفلٍ… جريرتهُ استكشافٌ حدَّ الثرثرة.
و ارتجافُ شِراعٍ من صهلة ريح..
أو مخافةِ خطوةٍ من فضيحة إقتفاء..

هذه مرَّتي الأولى
التي أدركُ فيها أن الاعترافَ مأزق.

جاهرةً..
كل الأنام قريشٌ
و ها هنا يَهْجَعُ نبي.


الشاعرات الليبيات يمثلن علامة فارقة في تجربة الشعر الليبي، والأدب الليبي بشكل عام، فقد أثبتت التجربة قدرتهن على إعلان رفضهن ورفع صوتهن عالياً وبقوة لإثبات مكانهن في هذا المشهد، الذي للأسف مازال يحتاج الكثير من العمل لإظهاره بالشكل اللائق به.

في الأيام القليلة الماضية صدر ديوان شعري بعنوان (صديقة الشيطان)، وبالرغم من غرابة العنوان، وما يحمله من دلالات، إلا إن الشاعرة “هناء المريض” في باكورة إنتاجها الشعري، أصرت أن تقول كلمتها قوية، ومن البداية.

هنا، في هذا اللقاء السريع، نحاول أن نفض بعض علامات الاستفهام التي ربما ارتسمت أعلى من طالع هذا العنوان.

بداية تسائلنا عن غرابة العنوان، فكانت الإجابة:

عذراً في الإجابة هدر لفكرة الديوان… أحب أن يستنبط القارئ ذلك بنفسه.

عندها حاولنا أن نسلك طريقاً جانبياً، ونسأل: الا تشعرين أنه عنوان صادم؟

أرى أن هناك من هم محكومون بما اعتادوا عليه، فصنعوا بهذه العادة قالَباً يحجب عنهم ضوء الاختلاف… سيكون المساس بهذا القالب صادِماً، و يرون في الخروج عنه جريمة،  لذلك علينا أن نحدد أولاً مَن الذي يراه صادماً؟

لا أراه صادماً بحجم ما أراه حقيقياً… الحقيقة بوجهها الواحد، قد يراها البعض مرعبة فيختبؤن خشيَتَها في غياهب الزيف بينما هي براء من ادعاءات المرارة.

وعن توقعاتها لرد فعل المجتمع، تضيف:

سيكون هناك تفاوت وهذا طبيعي جداً مع أي كتاب.. إنما ما آمله هو الحُكم بعد القراءة الفعلية لا أن تكون هناك أحكام بأعينٍ مستعارة.

عرفنا أنه تم رفض طباعة ديوانك من قبل الثقافة ما هي الأسباب؟

نعم… رُفِضَ في بادئ الأمر، كان هناك خلاف على نَص كان يحمل معانٍ فضفاضة قد يساء فهمه ويُأوَّل لغير مقصده.. فتم التعديل و تحديد المقصد و منه مُنِحَت الموافقة على طباعة الديوان من قبل الهيئة العامة للثقافة.

وعودة إلى العنوان؛ هل العنوان من يصنع الديوان؟ أم إنه مجرد عتبة دخول؟

عشنا طويلاً تحت وطأة فكرة خاطئة (الكتاب يُعرف من عنوانه)، أظن أن من يقرأ سيعي قولي هذا، فالكتاب لا يُعرف من عنوانه… قد نقرأ كتاباً و ننعته بجملة حواها أو فكرة خلقها فينا و نستغني بها عن عنوانه… العنوان هو اجتهاد كاتب في اختزال كتاب كامل في كلمة و حبائل دعائه أن يُفلح.

ما يصنع هو فكرته و ما يحتويه و يبقى القارئ هو صانع العنونة.

ديوان صديقة الشيطان للشاعرة هناء المريض

في نصوصك نزعة ثورية.. ما مردها؟

ثورية؟

لا أرى في طرح الرفض، ثورة… لا يستطيع أحد أن يحشو فكرك بما لا يناسبك و ما لا تريده، كما أنه لا يمكن لأحد أن ينتزع منك أفكارك.

يكفيك قولك (لا)…  وتمضي.. وليس في الأمر ثورة.

الأمر منوط بالركود، و تفشِّي الـ(نعم) الخاضعة حتى صارت معياراً لما ليستْ له، للطاعة و الخُلق والدماثة، حتى أصبح حقُّ الرفض و قول الـ(لا) تمرد، و ثورة.

وعن تقييمها لتجربتها الشعرية، تقول الشاعرة “هناء”:

أراها ناضجة و حسب… يبقى التقييم للقارئ سواء فيما أدليتُ به ومن سبقوني. ليبيا ثرية بكل المقاييس و مظلومة بكل أيضاً بذاتها.

ما هي مشاريعك القادمة؟

حالياً أنتظر حضور صديقة الشيطان لمعرض الإسكندرية للكتاب في أبريل المقبل… و لا شيء آخر عدا ديوان ثانٍ على مشارف الانتهاء.

كلمة أخيرة

(صديقة الشيطان)  كتاب وُجِدَ لتقرأه بقلبك، لربما ترى الآخر على حقيقته، شريكاً في هذه الحياة بعينٍ أخرى تُبصرُ تثقَب بها العادة و تُكسَرُ بها القولبة.

مقالات ذات علاقة

الشاعرة فاطمة مفتاح للطيوب : طرقت جميع الأبواب لكن دون جدوى !

مهند سليمان

التشكيلي عادل جربوع: راهب يختزل الحياة ببصمات ريشة انسانية

المشرف العام

مأمون الزايدي عن “سيرة ذاتية للأحمر”.. وسؤال الترجمة

المشرف العام

تعليق واحد

صالح حصن 24 فبراير, 2020 at 09:20

وما الثورة ومن الثوري غير من يجابه السائد ( “متى ما ” أصبح حقُّ الرفض و قول الـ(لا) تمرد، و ثورة.)

رد

اترك تعليق