استطلاعات

هل أنتج الفن الليبي أغنية هزمت جنرالًا؟

بوابة الوسط

هذا جنرالٌ كبيرٌ بقامة جنرالات الحربين العالميتين الأولى والثانية، قبل أن يدخل الحرب طلب منهم توفير 10000 جندي مشاة، و10000 دبابة، إضافة إلى 5000 طائرة قاذفة، اجتمع قادة الأركان على اختلاف تخصصاتهم، لم ينته الاجتماع حتى تم توفير كل طلبات الجنرال، وعلى غير العادة فيمن يملك السلاح والذخيرة خسر الجنرال الحرب.. سألوه: «لماذا خسرت المعركة وقد وفرّنا لك كل ما طلبته؟

قال دون تردد: «لقد هزمتني أغنية».

نلتقط خيط هذه الحكاية ونلج إلى هذا الاستطلاع حول الأغنية الليبية بشكل عام.

سؤال آخر يقول: لماذا تراجع بعض الفنانين خطوة إلى الوراء بعد الثورة وحتى قبلها، ثم هل هناك مَن يمنع الغناء واللحن والطرب بمرجعية دينية، والسؤال الأكثر إلحاحًا هنا هو هل أنتج الفن الليبي أغنية هزمت جنرالًا.

تحدَّث المطرب محمد عثمان فقال:
الأغنية الليبية بعد ثورة فبراير كان لها دورٌ كبيرٌ، خاصة في البداية، من حيث قوتها التي لم تكن تقل عن أهمية الرصاص وقوته، فالأغنية في تلك الفترة عبَّرت عن رأي الشارع وانتفاضته ضد الظلم والطغيان ووحدت الصف الليبي ودعَّمت الجبهات ولاحظ الجميع أنَّ هذه الأغاني بدأت تُردد في الساحات والميادين للحماس وتحفيز الثوار، وأيضًا كرسالة موجهة لباقي المناطق التي لم تتحرر بأنَّ التحرير لكافة المناطق قادمٌ وقريبٌ جدًّا، حاليًا أعتبر البلاد لم تتحرر بالكامل فنحن نحتاج لتحرير بعض العقول التي لازالت تتعامل بالعقلية الإقصائية، أيضًا الشارع الليبي في هذه الفترة محتقنٌ نتيجة لعدة أسباب منها انتشار السلاح والوضع الأمني المتردي، من وجهة نظري أعتبر أنَّ هذا وقت الفن والفنانين خاصة في موضوع المصالحة الوطنية، والتي تعتبر من المواضيع التي تهم كافة الليبيين.

أما عن إمكانية إقامة حفلات في الداخل، يضيف عثمان قائلاً: «إن الوضع صعبٌ جدًا في ظل وجود مجموعة من المتطرفين في الآراء ممَن يحرِّمون الفن، وشخصيًّا تعرَّضت لموقف حيث كان من المقرر إحياء حفل في بنغازي ولكن تفاجأنا بمجموعة من أنصار الشريعة تُلغي الحفل لأن الفن حرامٌ من وجهة نظرهم، أما بخصوص الإقصاء فأنا ضده تمامًا.

أما الفنان وسيم عادل فيضيف:

«بالنسبة للأغنية الليبية فهي حاضرة وموجودة مهما اختلفنا من حيث تقييمها، بالنسبة لمَن ابتعد حاليًّا عن الساحة لو كان بإرادته فأعتبره قرارًا لابد أن يُحترم، ومن وجهة نظري الفن يجب ألا يُسيَّس كما كان في السابق، كذلك لا يوجد أي قانون يُمنع أو يُحيد الفنانين فنحن في مرحلة المصالحة، أما عن الإقصاء أو تهديد أي جهة أو أي مجموعة ومنعهم الحفلات، فهذا الأمر شخصيًّا لم يحدث معي على الإطلاق، بل قمت بإحياء عدة حفلات في طرابلس وبنغازي وقد كانت ناجحة جدًّا وبحضور جمهور.

فاطمة راشد مدرسة قالت:
«الله الله على الأغنية الليبية أيام زمان.. أيام أحمد الحريري وسلام قدري والقبرون ونوري كمال، أيام يا بيت العيلة يا غالي ومنديلها الوردي وخوذ الريشة وغيرها من الأغاني التي تربينا عليها وظلت عالقة في ذاكرتنا، لتأتي بعدها فترة أصبحت فيها الأغنية مسيَّسة وأُجبر الفنانين على الغناء للفاتح وقائده وخيمته، ولم يستطع الفنانون الرفض لأنَّه في هذه الحالة كانت التُهم الملفقة جاهزة وبكل المقاسات، لهذا يجب أن نعترف بأنَّ الفن والفنان تم تهميشهم وعانوا الاضطهاد، وأنا أنا ضد أن تتكرر الحالة اليوم بعد ثورة فبراير مع الفنانين ويتم إقصاؤهم، بل يجب أن نمد لهم أيدينا لنثبت لهم بأنَّ هناك فرقًا بين ما كان والحاضر».

وتضيف راشد: «بصراحة شديدة هذا هو وقت الفن والفنان ليبدع ويتألق ليطغى صوته على صوت الرصاص والقبح والضجيج، أما موضوع الإقصاء فهذا شيء مرفوضٌ تمامًا من قبلنا كمواطنين، من أجل مستقبل ليبيا موحدة».

مقالات ذات علاقة

طرابلس القديمة تقاوم الحرب بالنقش على النحاس

المشرف العام

عندما تشرع الثقافة نوافذها في وجه الإرهاب

حنان كابو

في شمعتها الرابعة.. السقيفة تسترجع نكهة القراءة المفقودة

المشرف العام

اترك تعليق