من أعمال المصور.. نصر العنابي
شعر

هلمي يا أشجار وطني

من أعمال المصور.. نصر العنابي
من أعمال المصور.. نصر العنابي

هلمّي يا أشجار وطني 
الضّاجة على صدر فستانٍ 
أيتها الصّديقة التي تنعم بالصّحة 
وبفأس الحطّاب
دعيني أعانقك لأصير أغنية.
.
يا طيوره التي أطاحتْ بها 
بصيرة القنص 
في أجنحتك سأعبر الآفاق.
.
يا خبزه الفوّاح
نغمسه في صفاء الأمّهات
وهن يبتكرن السّكينة لنا.
.
يا مآذنه التي توخز الفراغ
وتتعرّف على الله 
أيّها المصحف المبجّل 
الذي تتنزّل عليّ كالطّمأنينة
في بئري المظلمة.
.
يا سماءه الموشّاة بغيمات غريبة
كلّ أمطارك 
لن تغسل البشاعة التي تلهو هنا.

يا بروقه وهي تهشّم أطراف العتمة
يا نوافذه المشرعة على الكراهية
لمن تسردين خيانات الشّمس؟

يا قمره الذي لم يتركه الشّعراء ينام
يا غيماته التي دلّت خطاي 
إلى مخازنها
يا عطشه الأجاج 
السّاكن في آبار أجدادي
يا نمله المستاء من كتابتي عنه
تركت لك سنابل الخراب
يا صخره أهبك عمري 
لتدلّني إلى الصّمت
هلمّ نهاجر 
فلم يعد لنا عشٌّ
يُفرد جناحيه للفضاء
أو يُصغي للزّقزقة
لم يعد لنا بيتٌ
تأوي إليه جراحنا 
كلّما استبدّ بها الخوف.
.
لا حقل لنا 
نشفق عليه من الجفاف 
نبذره أفئدة ونسقيه بدمنا. 
.
لا غار ثور لي
يبتهج فيه العنكبوت للحياة.
.
يا رحم أمّي هل أكملتَ ولادتي؟ 
.
يا يدي التي لم تعد تستطيع التّلويح
إلى متى تظلّين معصوبة العينين؟ 

يا حظّي السّيّء 
كضوء شمعة في مهب الرّيح
كفاك تسلية بي.
.
ويا شاعر أهطلْ 
قبل أن تدركني سنابك الجفاف.
.
باب بيتي لا يُصدّق 
أنّني حين أبتسم أُفتّت العتمة
النّافذة التي أوقظها كلّ صباح 
تعرف أنّي لستُ حلم فتاة ما.
.
أيّامي الفائرة
لا تشبه التّفاح
لهذا لم أتكيَّف معها 
.
لا صرخة تتربّص بوجهي: 
لن تثق بك قدميك
وقد ضيّعت خطاك.
.
لا نهد يجتاحه طوفان الشّعر
أغنّي معه
محاولاً الوصول إلى الجنّة.
.
لا مقهى أبقى فيه وحيدًا
أنهش ذاكرة الطّاولة 
وأفتح ضفيرة الأيّام الخوالي
.
(أُجهد نفسي أن أمرّ من سُمِّ إبرةٍ
هذه الأيّام).
.
لا كأس 
تظنّ أنّها شقيقة فمي
تُخفّف من جنوني.
.
لا سنّارة 
ألقيها في السّبات
لتصطاد الحلم.
.
لا حبّ يزحف نحو قلبي
يعتني بغريزتي قبل النّوم
يجعلني أشتم سنواتي العجوز 
كي يمرّ الهواء 
وتقوم القيامة.
.
(الوردة موشكة على الذّبول
وتفكّر في الذي يشمّ رائحتها).
لا أحد من العابرين يلقى التّحيّة
على الوردة الموشكة على الذّبول.
.
لا امرأة 
أُهرِّبها إلى حدائقي
أنتظر أن تؤوّلني
تغريني بذراع في الجنّة 
أخرج إليها من جلدي 
قبل أن ينضب الشّعر 
وتشتعل القصيدة شيبًا.
(حين أخرج من جلدي 
سأُبيده بعريي). 
.
لا مقصّ لي 
أستخدمه لخيالي المجنّح
لا أقدر أن أسبّكم 
لأنّي أراكم بعيني طفلٍ
لا حكمة أغشّكم بها 
اتّخذها حزامًا ناسفًا
وألعب مع رأسي
ولا شاهدة قبرٍ 
أنقش عليها اسمي الجديد.

مقالات ذات علاقة

عندما يأتي المساء

المشرف العام

نَبْضَاتٌ …

جمعة الفاخري

طوفان الاقصى

آمنة الأوجلي

اترك تعليق