شخصيات

نسّاج الفرح عبدالرزاق بن نعسان

بوابة الوسط

أسماء بن سعيد

استمرارًا في محاولة التأريخ للفنانين الليبيين وأهم محطاتهم، وفي ظل غياب المعلومات ومراعاة للمصداقية في النقل والتوثيق، قامت «بوابة الوسط» بالاتصال بالأستاذ البهلول نجل الفنان عبد الرزاق بن نعسان، الذي برحابة صدر رحب منحنا المعلومات عن والده الفنان الراحل، شاكرًا هذه الخطوة التي وصفها باللفتة الكريمة لفنانين قدَّموا كثيرًا للساحة الفنية الليبية، وللأسف كادوا يغيبون عن الذاكرة.

وقال البهلول: «والدي كان يملك مكتبة مهمة للصور الفوتوغرافية بالإضافة إلى كثير من التسجيلات له ولعدد من الفنانين، وخوفًا من ضياعها حاولت أن يستفيد بها غيري فقمت بإنشاء حساب على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) باسم (الفنان عبد الرزاق بن نعسان) وأقوم من خلالها بنشر كل الموجود في مكتبة والدي الفنية، بالإضافة إلى معلومات فنية عربية وعالمية».

عبدالرزاق بن نعسان

بدايته

اسمه الحقيقي عبدالرزاق سالم إبراهيم خليفة بن نعسان، مواليد مدينة طرابلس 1930، بالتحديد في المدينة القديمة كوشة الصفار زنقة شداخ، تربى داخل أزقتها فكانت مصدر فرحه وإلهامه.

تتلمذ على يد مشايخ أجلاء في الكتاتيب، قبل دخوله مجال الفن عمل في عدة وظائف منها موظفٌ في شركة سياحية مقرها شارع عمر المختار في طرابلس وكان صاحبها إيطاليًّا، كما عمل بعدها موظفًا في وزارة الزراعة، في ذات الوقت امتهن عدة حرف يدوية مثل شغل النول والحرير ولف المحركات الكهربائية، كما امتهن النجارة بجانب التصوير الفوتوغرافي والسينمائي حتى أصبح يمتلك معمل تحميض سينمائيًّا وصورًا عادية.

مشواره

حين أصبح شابًا كان شديد الحُب للفن، فدخل مجال التمثيل العام 1947.

في بداياته اشترى من مصروفه الخاص جهاز تسجيل بمبلغ 75 دينارًا لغرض تسجيل الأعمال التي يقدِّمها في بيت العائلة صحبة مجموعة من الفنانين وهم: عامر الجدي ومحمد الزقوزي ومصطفى زقيرة وأحمد البسكيني وأحمد الهصك.

ويعتبر من مؤسسي فرقة «الشروق» للتمثيل التي كان مقرها في السمعة الحمراء مقر الإذاعة (حينها)، كما كان له الفضل وصحبة من الفنانين من أصدقائه في تأسيس فرقة الإذاعة للموسيقى. له عدة أشرطة سينمائية بالألوان الطبيعية قام بتصويرها، ومنها مناظر طبيعية لربوع ليبيا في العام 1970 و القوس للأخوين فيلين وحديقة حيوان بنغازي.

أولى تجاربه في التصوير السينمائي كانت إعلانًا عن أحد منتجات الحليب وتم عرضه في جميع دور العرض السينمائية في ليبيا وقتها، كما قام بتصوير وصول الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر إلى مدينة طرابلس من أمام الإذاعة الوطنية بمقرها الحالي في طريق الشط، أيضًا له تجارب لتصوير سينمائي لتمثيليات كان يقدمها صحبة رفاقه داخل إذاعة السمعة الحمراء ما بين 1967 و1968.
إلى جانب هذا فهو ممثلٌ ومؤلفٌ ومخرجٌ ومونولوجست من الدرجة الأولى، في رصيده كثيرٌ من المونولوجات الشهيرة منها: «عيشة الفلاح» و«ثلاثة في دكان» و«قطيط في إجازة» و«ما ادير تحت ربي الا الخير» و«الحجرة السحرية» و«قلوب يالي ما عندكمش قلوب» و«الوردة المدبولة» و«بترول قليل وشعب فقير» و«على قد لحافك مد رجليك» و«هادي الخدمة وإلا بلاش» و«السر الخطير» و«أحلام»، «الأبطال الثلاثة» و«بطل بالصدفة» و«بن قشواش»، «جرب اتعيش» و«حنان الأم».

من أعماله التلفزيونية

«من كل شيء شوي» و«صندوق العجائب» و«وقف عندك» و«قالوها» و«ع الطاير» و«حنان وحنة» وغيرها من الأعمال، كما أنَّ له كثيرًا من الأعمال المسرحية.

وفاته

له من الأبناء أربعة، وقد تقاعد عن العمل في العام 1986، وبعد صراع طويل مع المرض توفي بأحد المستشفيات في العاصمة الألمانية (برلين) بتاريخ 7-12-2005.

مقالات ذات علاقة

البحث عن دستور، عمر ضائع .. في تذكار سمير الشارف

نورالدين خليفة النمر

عبدالسلام الغرياني.. سيرة ذاتية مختصرة

عبدالحكيم الطويل

الثامن والعشرون من أبريل الذكرى الحادية والثلاثون لوفاة ولى عهد المملكة الليبية!

المشرف العام

اترك تعليق