تراث

نجعي من لفجار شرّق لبلاده

إعداد: أبوالقاسم الصويعي

من أعمال التشكيلي حسن أبوعزة
من أعمال التشكيلي حسن أبوعزة

قصيدة من المعلقات في الشعر الشعبي للشاعر حمد عبدالقادر الكردي المشهور (فرده) الصويعي عام 1840، تحكي قصة عودة قبيلته بعد ما قررت مغادرة الارض الليبية نتيجة رفضها دفع ضريبة (الميري) أيام الاحتلال التركي وقتل احد مستشاري الوالي التركي المعروف (بن فاطمة) كان مكلف بجمع الضرائب في المنطقة الغربية والجبل ،وتركت البلاد مثلها مثل كثير من القبائل التي تعرضت لمواقف تاريخية واضطهاد في ذلك الزمن مثل قبيلة الجوازي في الشرق الليبي ، وغيرها من القبائل التى هاجرت الى مصر وتشاد والجزائر ، وعاشت قبيلة الصيعان بفروعها الأربعة لسنوات في الأراضي التونسية في منطقة تسمى (زيادة) بالجنوب ونتيجة للفراغ الذي تركته القبيلة في المنطقة الغربية طالبت العديد من القبائل بالساحل والجبل الغربي بعودة القبيلة والتوسط بعودتهم ، فعادت القبيلة ولكن اثناء العودة حدثت معركة بيها وبين إحدى القبائل في الجنوب التونسي بالقرب من جرجيس سميت معركة (الطبعة) لوقوعها في ارض سبخية، يصف الشاعر رحلة عودة قبيلته فيقول :

نجعي من لفجار شرّق لبلاده
جو عنّه لخبار نازل في زياده

فات الهمّامي
رقيّ عل لعراض علوي وحزامي
فيه أكباش نطاح تغشم بالحامي
كافلهم بوصاع طرشول صياده

طرشول مصيّد
شابك بولنياب ماهوش قعيّد
في دفاتر لحكام مكتوب مقيّد
يحضر في الندهات عز اللي ناده

أسّقّد عزم مد سمسار
من زوي لطيار
تقول فرق خلّف مباته
نزل وين ماعاد يحكار
عل شبح لنظار
ولا عاد تسمع لغاته
قص الوطى قص منشار
في يدين شطّار
سطاء وصنعته طايعاته
وطقّوه مقنود لوتار
من قبل لفجار
لشمس الضحى حارقاته
وحسّه كما رعد نقمار
في برق شيّار
و سيله سحابه تواطى
وثقله على جعد لوبار
للثّقل تصبار
فج الجبي طاوياته
ظراري على شحب تظمار
في الحرب شطّار
ولا يحملوش السماطه
ظهروا على الخيل حسّار
من كل دوّار
للعرك يشهوا خلاطه
جحافهم كما غوث نوار
في دخول فورار
وجي مختبل في نباته
ونحوي على ذود خوّار
ميسوم بالنار
صويعي مشحّر نعاته
وشبحوه بعيون وأنظار
مافيه تبصار
وجّب ونوّب عياطه
من وازن لأم زاصار
ليا واد غرغار
للكاف أرجع تواطى
غبنتن شواشين وأحرار
عما ناس عكّار
عطب ناسنا شاهياته
وصار بينهم راي دبار
شيابين وصغار
ولا من عياله نهاته
تخلفض خفض نجعهم حار
وفي بالهم ثار
وجت ناسهم طالباته
رسم سوق مافيه سمسار
صهده قوي حار
يشيّب صغير القماطة
حفي فيه مهنود لشّفار
لين عاقبه طار
فمّه يماثل قفاته
وباتت نساهم على الطّار
للصبح سمّار
من المسخ ماطايقاته
ودار ذيبهم فرح وطهار
في كل منقار
مبسوط لاقي مقاته
فزع جدنا صيد لوعار
بالكور كسّار
خلّى فزعهم شتاته
درز مدفعه رعد صقعار
يضرب بلكوار
بوصاع بابا بناته
كسّابة العبد زنكار
من بر كوّار
يجيب الرطانة لغاته
أهل الولد يدهم النار
ليا صار ماصار
لا من تظمّه عباته
يحدّر كما دلو لمجار
من جنب لبيار
يقطّع أحبال السماته
واللي رجل دار بازار
في الخيل قحمار
ولا يسال ساعة مّاته
الذلال مايحسب العار
من صيبته طار
ملعون هوا وحياته
وشارب على موج لبحار
نيلي و كانار
وهلّي مرمّد سماته
وننقط بلا نقط لحبار
من الوجد نختار
بأفّضال عالي علاته
وصلّوا على سمح لبشار
شعشاع لنوار
شفيع الخلايق بذاته
و أرضوا على قداد لمطار
في مارس و ينار
وراهي عجيبه صلاته
علي قد الوثر مابار
وأمطار فورار
وأفلاك ريح الحواته
يهوّن على كل محتار
في وقت لعسار
ياأهل العقول الكناته
الطالب حمد جاب ماصار
في القول شهّار
يجيب الغني بالثباته
ومرحوم في يوم يقبار
ماتصهده نار
الله تحسنه في مّاته

تغفر لبّاتي
و أجعلني مرحوم في تاو مّاتي
أنا وجملة لسلام مافينا خاطي
مانهووا سامور شينات صهاده
نجعي من لفجار شرّق لبلاده

سّقّد عزم ميل في ميل
من عاقبة ليل
وجاه النبا من بلاده
وسمسر ومد المراحيل
مافيه تعطيل
وطبله علي الظهر نادى
ومن ثم شرول بتقبيل
معزوم في الميل
واتاه ريح السعاده
وجاب الحفا والجراويل
وشرّول تشرويل
على وازن والرماده
ويلقى لراضي مخابيل
بالنور تحفيل
يحير النظر في عداده
دكاديك ملف وسراويل
عماه المثاقيل
والبرصني في المساده
والوحش داير قجاويل
في أرض الجراويل
والد ودارج تلاده
غدي فيه نجعي مشاتيل
حرمه تقاديل
وتحميه روضة اجداده
أهل النياق المخاويل
في درزة السيل
وأهل النعاج الصراده
وأهل الفطام المهاميل
يمشوا مداليل
تماثل غزال الشراده
أمّالي الغدارة مصاقيل
يجوا في النقاقيل
سريعات يوم الجباده
وأهل السيوف المساليل
جددّ ومصاقيل
مجابيد عقب الهناده
وأهل الولد يقدع الخيل
لياجو مشاتيل
يولّوا بلاغير راده
ولايردّهم حب وثقيل
بالسيف توصيل
والعمر حافز أعداده
أمالي لحزام التلاتيل
على غير تفصيل
ومولاه غارز نفاده
وأهل الجعب والقرابيل
مافيه تعطيل
ليا ناض دخّن رماده
وأهل الضراري طراشيل
ولاهم عواويل
ويتكايروا بالجواده
للضّيف تعرف بتاويل
بدهان بالهيل
ومسلان داير رفاده
مشي جيل جي عاقبه جيل
فايز ورى الكيل
وافي وراه الزياده
طراشيل خلّوا طراشيل
طيور الكنابيل
مناقيرهم للصّياده
يوم سوق أمّات المخاليل
تظهر مغاليل
والضرب يشهوا عناده
مكتوب في الحرف تنزيل
عاتي وذليل
مذكور يوم الحشاده
وكل يوم عل زايد الحيل
قاتل وقتيل
والقلب صابغ سواده
رويان من خزنة الهيل
وارد على النيل
ونسقي على بو رماده
ولاني كما حسي تمطيل
يجي ماه تقليل
وتصدر ظمايا وراده
من الكاس كاسب براميل
شارب فناجيل
عراقي قليل العباده
والقول يرجع تماثيل
في الحرف تنزيل
على الماقراهشِ مكاده
صويعي معرّف بتاويل
جدودي مواصيل
عوني وعرشي كراده
وصلّوا علي فارس الخيل
عدو المجاهيل
تختام بيه الشهاده

صلّوا باللمّة
عل طيب لذكار مشهور مسمّى
وكل من يمّن بيه يمشي بالظمّة
في يوم المحشرّ نلقوه سناده
نجعي من لفجار شرق لبلاده

تحصنت بالله لحصان
من كل معيان
ومن الإنس والونس والجان
على إبليس خزيان
يجيني الفرج في فراقه
بندخل مرامير طوفان
وبحور ظلمان
وعالم بلسان قرآن
بالترجمة والنطاقه
وباريك من الدهر خوّان
يجيك ماكاين وكان
وتبطل ثنية الزواقه
وجايب كلامي بنحوان
مصبوب صبّان
على الرعد والبرق خيوان
عمد الملك بيه ساقه
أعما دخول بالعزايز وشعبان
ودخول رمضان
وجّب على قور لسحان
عفنو وبرنو وسودان
وسلطنة بو كياقه
بدت لرض في ميم لعيان
تحفل وتزيان
بلسلس شقارة ولبسان
وشعّال راخي عناقه
وفيه لريلي جاب جديان
وفروخ سمّان
والهوش جاقه بجاقه
مراصيف لمعاز والضان
جدعن وجدون وخرفان
من كاس واحد صناقه
ولقحت حقوقه وجدعان
وبنات الالبان
الربعي ما لسلسها مذاقه

جاتاوا يومي
جابوه الصلاح من بر الرومي
وقلبي له سنين حاير في نومي
مانهجعش النوم لنظار كساده

نجعي من لفجار شرّق لبلاده
جو عنّه لخبار نازل في زياده.

مقالات ذات علاقة

غسوف وسواقيها في تجربتي الأدبية

أبو إسحاق الغدامسي

هل هلالك

المشرف العام

ليام كيف الريح

المشرف العام

اترك تعليق