من أعمال التشكيلي الليبي القدافي الفاخري
طيوب النص

نثرية الراية البيضاء

 Elgeddafi_Alfakhri_04

 

اسمحْ لي يا سيدي …!

أنْ أحمل أمتعتي ….!

وحاجياتي ….!

و أقلامي …!

ووجع كلماتي …!

و آهاتي …..!

وسماوياتي !!

وبقعات ضوئي ……!

 

و أوراقي الْمصدومة ببياضها …!!

اسمح لي أنْ أكف …!!

عن الْحلم …

وعن الرحيل ..لرحلات العمر الْمزورة …!!

وعن السفر داخل بؤبؤ عينيك !!

 

 

 

اسمحْ لي ببعثرة بعض الملح هنا ….وهناك …!!!

و أنْ أنثر بعض الشبَّ المرير

و ألوكُه بطعم الْمسك …الْمعطر

كي لا يصيبني …نزف قلمي !!!

كي لايملآني المخاض ….

كي لايساقط جنى كلماتي !!!

 

 

 

اسمحْ لي أنْ أنبذ عادات العشاق ….!!!

و أمرغ وجهي في تراب …معفر بعطر الآشواق !!

اسمحْ لي أنْ أركن قليلآ حاجتي لمرافئك!!

و أنْ أترك صنارتي ….

تصطاد وجعي منك قليلآ !!!

 

 

 

اسمحْ لي بأنْ أمشي ….على شوكةٍ ما

أدوسها بقدميَّ …

على طريق حبك …

فقد سئمتُ أن أتظاهر….. أنني لا أرى أشواكك !!

تعبتُ أنْ أقنع نفسي أنَّ عذابك

محبوووب عندى !!

و أنَّ أشواقك من النوع المرغوب ….

 

 

اسمحْ للقدمين أنْ تدميا …!!!!

وللعينين أنْ تبكيا ….!!!

وللشفتين أنْ تتكلما ….!!

ولليدين أنْ تكفا عن السلام إليك !!!

 

 

اسمحْ لبعض عاداتي أنْ تكرهك …!!

واعطِ لجوارحي فرصةً …لأن تسأمك !!

وامنحني حقي في البكاء منك …!!!

كالطفلة إذ تأخذ دميتها …

دمتْ عيناها دمعاً…..!!

فتسلبها عن وجهها وهج الضحكات !!!

 

 

 

اسمحْ للكون أنْ يسير قليلآ في مساره الصحيح …

فلنْ تتوقف الحياة ….

إن غابتْ ْالشمس يوماً …وراء الغيوم …!!!

اسمحْ للآلم أن يأخذ فرصته ….

واتركْ للقلم أنْ يتحدث بطريقته ….!!

و أنبذْ عادات ترقب أحوالي ….

وساعات خروجي ….!!!

و أوقات نومي ….!!

وهنيهات أخوضها مع حبري ، وورقي

في سري !!!

 

 

دعْ الضوء يتسلل لعيني ….!!

دعْ ستارك يبتعد عن نافذتي ..!!

دعني أمرُّ عبر الباب …

و أخرجُ ….من بيتك الزجاجي ….

و أودعُ الوهم ….!!

واستبقُ أحلامي …!!

دعني التحق بالركب ….!

فقد آن الرحيل ….!!!

 

 

خُذْ رايتي البيضاء …

فقدْ أسلمتك عمري..

وقدَّدتُ روحي …من أجلك …

ورميتُ بأمنياتي تحت

سقفك المسجور….

….الذي لم يرحمني …!!

وتسولتُ منْ أجلك …شموعاً لأحبك بها !!!

وسرقتُ بعض نسمات الضُحى …

كى أتنفس بها عشقك الذي أدماني !!!!

 

 

 

خُذ رايتي البيضاء …..!!

و إياك والدموع …!!

فكم اشتهيتُ مذاق دموعك …!!

وكم أردتُ أن أراها تبكي شوقآ

إلى رؤياي!!

وكم أردتُ أن أسرق النكهة …من دمك ..

ومن طعم بعض جروحك !!…

ولكنك !!!!!!

لكنك لمْ تكنْ تذرف سوى الضحكات !!!

سوى السخرية ….!!!

سوى طول البال …!!

سوى اللعنات ….!!

وكلمات الاستحالة …

و أحلام تجيبها …بتوقعات المحال !!!!

 

 

 

خذْ رايتي البيضاء …وشمَّعها علي مقبرة جمودك !!!

وبرودك ….!!!

واجعلها ترفرفُ …فوق سماء عنجهيتك !!!

لتعبَّر عن شموخك …

وواصلْ النظر…. من فوق النَّخلة العالية !!!

وتابع كيف تتشكل تدرجات العراجين ….!!

في تطورات تكوينات البدر …!!

فالبدر لم يكن إلا أنت …!!!!

ومنها تخيل نفسك …!!!!

عجرفة طموحك !!!

ومُدَّها إلى حيث تنظر أبعد من أنفك !!

و إياك أن تضمد بها جروحك !!

فهى لن تفيدك ….

ولن تبق بين يديك ……!!!

إلا إذا قتلت روحك ..!!!!!!!

مقالات ذات علاقة

سيدة الزيتون

عبدالسلام سنان

رحلة كايا

المشرف العام

هروب

خليفة احواس

تعليق واحد

أحمد معز 11 يناير, 2013 at 07:02

اسمحْ لي بأنْ أمشي ….على شوكةٍ ما

أدوسها بقدميَّ …

على طريق حبك …

فقد سئمتُ أن أتظاهر….. أنني لا أرى أشواكك !!

تعبتُ أنْ أقنع نفسي أنَّ عذابك

محبوووب عندى !!

و أنَّ أشواقك من النوع المرغوب ….

========

جميل ما قرأت هنا

رد

اترك تعليق