طيوب عربية

موسم القطاف لم يحن بعد!

الحصرم لزكريا تامر


كان طعم العناقيد حامضا، لاذعا للسان روحي، مما جعلني أزم شفتي وتفرز عيني دمع، سارية في جنبات الوجه قشعريرة، تنشر صداها في الجسد كله. متخطية بذلك حدود البدن، متعمقة لتصل إلى النخاع، ضاربة على وتر المشاعر، آثار الحموضة تربكني. تهوي بي في جرف الهذيان، وها أنذا أهذي بجملتي …”موسم القطاف لم يحن بعد!“.

هل ترغب في ترديدها أنت أيضا؟ خذ هذه حبات من عناقيد، لكن حاذر أن تسخط علي وتنقمني.

إن كان لك سؤال يجره فضول في معرفة سر العناقيد الحامضة، المقطوفة قبل أوانها فتعال معي أريك العجب!

من هنا كانت البداية مستوحاة، ومن هنا أصل الحكاية. عندما عرج بي الطريق ناحية دوالي العنب المتدلية في إغراء فاضح. اشتهتها النفس بلا مقاومة، وحينما قضمت الحب وجدتها حصرما!

“الـحـصـرم” …. لــ “زكـريـا تـامـر”.

مجموعة قصصية اختار لها كاتبها هذا العنوان ليناسب الأسلوب الساخر الذي لبسته كل القصص حتى العناوين مثخنة بالسخرية اللاذعة المقذعة!

القاص زكريا تامر

في القص الساخر نجد كل شيء صريح، مفضوح. يلامس الأسطح ويوغل في ملامسة الدواخل ويبرز قيمة النفس ويقدم أخطائها. مسلطا الضوء على حقائق يتجاهلها الجميع رغم اليقين في إدراكهم لها. محاولا من خلاله تصويب سلوكيات الناس والنظر ليس في ذاتهم فقط وإنما للحياة ومجرياتها دون الإفراط.

في سطور القصص نلمح ظلالا للشكوى وسياط الأنين يجلد المواقف الساخرة فتنهمر مدامعها حينا ويسترسل ضحكها حينا، وقد يختلط البكاء والضحك معا مشكلا شخصيات هيستيرية. كما نرى للكاتب ملامسات واضحة لحياة المجتمعات اليومية دون إقصاء لأحد جاهلا وعالما. زعيما وصعلوكا. حتى اولئك الذين قبروا نالهم نصيب من السخرية. طرحت فيها انتقادات وسلبيات وعلاجات عساها تذهب أثر الحامضية من أجوافنا!

مقالات ذات علاقة

آلم على الملأ

إشبيليا الجبوري (العراق)

الصباح الجميل…

حسين عبروس (الجزائر)

أبرز محطات القضية الفلسطينية “في أعالي المعركة”

المشرف العام

اترك تعليق