من أعمال التشكيلية تقوى أبوبرنوسة.
شعر

من أول السطر

من أعمال التشكيلية تقوى أبوبرنوسة.
من أعمال التشكيلية تقوى أبوبرنوسة.

أيتها المهيبة
كقدّيسة فاتنة 
كيف تقدحين مواقد الدفء 
في هزيع مخيلتي؟
كيف ترسمين الجذوة في 
قبس خابية التوق؟
على ناري الوجلة من أدغال الظلمات؟
في ممالك الصقيع الصاخبة؟
هكذا تُستنطق الحياة في حضارة الحجر 
وتُستقرأ الأهازيج في طبوله
وتينع الخصور من مواتها 
لإيقاعٍ في مراسم فتنةِ عرشكِ
هكذا يُلهم المريدون تصوّف رقصهم الشهي
لملاقاة موكب طلوعكِ
هكذا تصدح عفوية جوقة الكون
من مرقب انتظارها المشرف على لهفةٍ من بكاء
ها قد تغلغل خيالكِ في دمي
بموازاة الحرب 
وعلى مفترق الانقسام
يهزمني شجنه الضارع بالكبرياء
ها أنا أترنّح قبل طلائع جيوشه الوادعة
ها أنا أذوي في تناهي مقدمة كُماته المدججة بالفتح 
ها أنا أسقط لتلويحه 
براية بيضاء 
ها أنا انضوي لقدره المحتوم
ها أنا أُثخن قبل رميه المكين
كان حتمٌ عليّ إعلان استسلامي
كان من الحكمة أن أُقرّ بمهادنة جبروتكِ
كان من الفطنة أن أُجنّب قافلتي مساركِ
لكنني وقعت .. 
ووصلت المورد بلا ماء 
ياحبيبتي
أنا أسيرُكِ الآن 
بلا مواجهة
كطيرٍ في شبكٍ 
مطبقٍ ووثيق 
أطلقي سراحي 
دعيني أُعلّم الأمية ضوءك الباهر
والجهل بكِ هَدْيَك المشرق
فديةً لي
امنحيني الأمان 
لأعود لقومي بجمرةٍ من وحيك
تَهِبينَ الحرف جاههُ المقدس
ووجههُ الثريّ
وهالتهُ الطاهرة
وفيضهُ الواثق 
بنقطةٍ 
من أول 
السطر

8 أيار 2019 م

مقالات ذات علاقة

غرفة السرد

سميرة البوزيدي

أَثرٌ بَعدَ عَيْن !!!

رضا محمد جبران

رائحة نوفمبر

عبدالسلام العجيلي

اترك تعليق