طيوب البراح

مصداقية التغير

آية المجبري

من أعمال التشكيلي عادل الفورتيه.
من أعمال التشكيلي عادل الفورتيه.


أمام بعض الفرص في هذه الحياة، يلزمنا الاستجابة في غضون فترة بسيطة؛ نبتسم ونفكر قليلاً.. هل نحن مستعدون لهذا التغير أم لا؟ ولما؟ وكيف؟

بداية القصة تكون بالتتبع من خلال فرص جميلة، ندرك من خلالها إننا لم نتغير بل نعطي من أجل الغير، عندما نتبع مشاعرنا بسلاسة وهدوء نكون قد صدقنا العطف نحو الغير، قد يكون من فرط الاعجاب أو التعجب. لا أحد يعلم لما! ولكننا أدركنا حينها إننا منهمكون في استلاب بعض الفرص لأجل الانبهار! قد يكون انبهارا مؤقتا، لكنه جميل حقا جميل.

تتذكرون كيف بدأت التلميحات ومتى؟

عندما أوهمتنا عقولنا إنهم مناسبون! سيبقون للأبد، ليس لإننا ضعفاء، ولكننا غير مُدركين كيف نختار!

هنا نبتدئ التغير، تبدأ مشاعرنا بالتجربة، ويبدأ العقل بتصديق الوهم، يجبرنا لتجديد نفوسنا كل بعد فترة وكأننا قطعة لينة تتشكل مثل ما يريد الموقف، ليس مثلما نريد نحنُ!

فرصة العطاء تختصر في ذاتنا وكياننا العاطفي، أما ما نخرجه لأرض الواقع يعتبر ردود أفعال لمواقف عابرة تركت بداخلنا نصوص لم نذكرها بعد، مثل ما لزم التعبير عند الحياة ومثل ما تركنا اللحظات ليسردها الغير في قصصهم وكأننا لم نكن معهم!

فقط تركنا لهم المشاعر وقتها ليتأكدوا حقا أننا صادقين لسنا ذرات عابرة في حياتهم، وقد نكُن كذلك لما الوهم حقا!

نحن ذرات عابرة في طريق أحدهم، وأحدهم ذرات عابرة في طريقنا. ما نختلف عليه هو الذي نتركه في الآخر…

لم نعد نبالغ مثل الماضي، ولم نذكر أجزاءنا بكل ما تحتوي من كسر وانهيار، نذكر اللحظة الجميلة فقط، لنتأمل المستقبل وكأننا نصنع وهم بطريقتنا، لم نعد نتقبل الواقع وما يتركز عليه البشر نسعى لهدم الواقع ولا نعرف كيف نهدمه، نلتزم فقط بالبوح أننا لم نعد نستطيع.

لهذا لم نعد نعطي، لم يتبقى بنا غير درجات قليلة من قدراتنا للتحمل، لهذا لن نخوض تجارب جديدة ونكتفي بانهياراتنا السابقة على أمل أننا نستطيع التغير، الحاضر مؤلم لنا والقديم لم يعد صالح، ونحن ننطفئ بكل هدوء.

مقالات ذات علاقة

رسائل من _الي

صفاء يونس

لا تيأس وثق بالله

المشرف العام

تجربة التعايش

المشرف العام

اترك تعليق