المقالة

محطات حول المسألة الأمازيغية..!!!

(1)

إي منصف سيقف مع الأمازيغ في خلافهم مع المؤتمر الوطني حول كيفية إقرار بنود الدستور… وإي منصف سيقف الى جانب دسترة حقوقهم اللغوية والثقافية بشكل يعكس التوافق الوطني ويحقق لهم و لغيرهم من مكونات الشعب الليبي تأمين حقوقهم بشكل عادل وصريح. وإي منصف سيدعمهم وغيرهم من أجل نيل حقوقهم.. ولكن علينا أن نتذكر جميعا إن نيل الحقوق غالبا ما يواجه عقبات وصعوبات وأنه يتطلب توعية وتنظيم ومرونة وتواصل و سعة صدر. كما أنه يتطلب توظيف العديد من صيغ النضال السياسي بما فيها المظاهرات والإعتصامات ولكنه لا يتطلب أبداً التهديد بالإستقلال أو بتقسيم الوطن… فالمطالبة بالحقوق يجب ان تكون من أجل بناء وطن للجميع.. ينعم فيه الجميع بحقوق متساوية وأن لا يتحول مستقبل الوطن ومصيره الى أداة ضغط سياسية.

(2)

كما أن النقاشات التي جرت خلال الأيام الماضية حول دسترة اللغة الأمازيغة مثلها مثل النقاشات السياسية السابقة بينت أن هناك قدراً كبيراً من سوء الفهم و الذي يحتاج الى توضيح.. وأن كل فريق ينطلق من مواقف مسبقة يراها كحقائق مسلم بها غير قابلة للنقاش أو التفنيد… وبالتالي يصعب على كل مجموعة معرفة وتفهم موقف المجموعة الأخرى وهذا أمر مؤسف ولكنه متوقع وطبيعي بعد عقود من التجهيل….

يجب أن ندرك أنه كما أننا نمتلك وجهة نظر فغيرنا يمتلك وجهة نظر إيضاً.. وأن تفهمنا لها لا يعني موافقتنا بالكامل عليها و إنما إدراكنا لحجم الأختلاف ولضرورة التوصل الى حلول وسط. يجب أن يتسع صدرنا للأراء المخالفة لنا و أن نبتعد عن لغة التخوين والشتائم وعن التعميمات…. لأننا وببساطة لن نصل الى حلول ما لم نتحاور بصدر رحب.

المقارنة الخاسرة…!!!

جامعة بيركلي بولاية كاليفورنيا هي من أشهر الجامعات الأمريكية والتي يعود إنشائها الى 23 مارس 1868. هذه الجامعة قامت باختيار سعدية سيف الدين وهي فتاة مسلمة محجبة لعضوية مجلس امناء الجامعة كممثلة لطلاب الجامعة. الجامعة تصنف الخامسة على مستوى العالم وتشتهر بالبحوث العلمية حيث نال جائزة نوبل حوالى 70 شخصا ممن ارتبطت اعمالهم بهذه الجامعة. ميزانية الجامعة تقدر بحوالي1.7 مليار دولار. يوجد بالجامعة 34 مكتبة احداها هي رابع مكتبة بأمريكا. هذه الجامعة العريقة العملاقة لم تهتم بأصل الفتاة و لا بمدينتها ولا بقبيلتها ولا حتى بديانتها فقط سلوكها وحسن ادائها وهي نفس المقاييس التي نتحدث دائما عنها….. ونعجز دائما على تطبيقها.

عيب…!!!

قرأت اليوم تقريرا يدعي أن والدة الفريق السيسي يهودية من المغرب، وبغض النظر عن صحة التقرير من عدمه فمسألة الأصل يجب أن لا تدين أحد فالله العلي القدير يحاسب البشر على أعمالهم وليس على ديانة أمهاتهم…!!….. وقرأت تقريرا أخر معزز بالصور عن أن الشيخ القرضاوي تم الإعتداء الجسدي عليه وتم طرده من قطر.. بالطبع التقرير مزور وكل من يملك ذرة عقل سيدرك ذلك.. ولكنه جعلني اتعجب من عقلية الشخص الذي يتشفى في شيخ طاعن في السن حتى وإن خاصمه سياسيا….!!!

هل من مدركين….؟

قدم الى المدينة من مصر شاب صغير السن، مسيحي الديانة ليطلب ماذا؟ يطلب مقابلة خليفة المسلمين وأمير المؤمنين الذي في عهده اتسعت حدود الدولة الاسلامية وقوت شوكتها وحققت العديد من الأنتصارات المبهرة…. فتخيلوا معي الموقف بعيون هذا العصر… فتى صغير السن من امة مهزومة يطلب مقابلة زعيم اكبرقوة سياسية وعسكرية بالمنطقة….!!!! ولماذا؟ لأن لدى الشاب القبطي شكوى. ضد من؟ ضد حاكم مصر واحد كبار رجالات الدولة.. ضد محقق الانتصارات وفاتح دولة مصر العتيدة… تخيلوا معي الأمر بعيون هذا العصر… شاب من دولة مهزومة ينتمي لديانة مخالفة يذهب الى عاصمة الخلافة ليشكوا حاكم مصر… فما هي فرصته في الوصول تحقيق ذلك؟ ولكن لان الخليفة من مدرسة الرسول الكريم ولأن الدولة تدرك أن قيام العدل وتحقيقه هو أسمى اهدافها وأن العدل حق لكل نفس بشرية بل هو حق لجميع المخلوقات.. من أجل ذلك يقوم الخليفة بالاستماع لشكوى القبطي ثم يأمر باستدعاء حاكم مصر ويقوم بالأقتصاص العلني منه.. ثم يطلق صيحته المدوية علها تصلح الخلل الذي بدأ يدب في أرجاء الدولة

متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرار….. لم يقل اهل قبيلتي.. او مدينتي او أقليمي او حتى ديانتي او مذهبي وانما قال الناس.. كل الناس. هذا هو الأسلام العظيم وهذه حضارته وهذه قيمه فهل من مدركين…؟

وداعاً أيها الطيب….!!!

لم يكن الحاج فرج عريش زعيما سياسيا ولا كان خطيبا مفوها أو قارئا نهما للكتب ولا مرتادا للندوات والمحاضرات.. كان انساناً يمثل البساطة والنقاء، كان محباً للخير وللناس حتى أن رفاقه في زنازين القذافي لم يجدوا لقبا يطلقونه عليه سوى فرج الطيب. فيا أيها الطيب ندعو الله ان يتغمدك بواسع رحمته وأن يعوض هذا الوطن الذي طالما أحببت الف خير فيك.

أخر الكلام…….

• أكبر حزب في ليبيا هو حزب ” غير عطونا سبلة بيش انتعاركوا”… لقد أثبت بالفعل لا بالقول أنه الأكثر انتشارا و تأثيراً.. فطوبى لهم.

• يا إلهي كم بارعون نحن في تحويل إي إختلاف الى قضية مقدسة… وإي صراع الى حرب أزلية..!

• مابال كل من مس السيف… خرج على الناس صائحاً……أنا عنترة…!!!

مقالات ذات علاقة

الثقافة الحارس الأمين للإنسانية

عائشة إبراهيم

التاريخ الكلي (رؤيةٌ لفهمِ التاريخ الوطني وتفسيره)

المشرف العام

مع رأس المال أم مال الرأس؟

إبراهيم النجمي

اترك تعليق